نيقوسيا، طهران،لندن: حذر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ايران اليوم من احالة ملفها النووي على مجلس الأمن الدولي في حال واصلت ابحاثها حول الوقود النووي، معتبرا في المقابل أن quot;الخطة الروسيةquot; يمكن أن تحل الأزمة. وصرح سترو للصحافيين اثناء زيارة الى قبرص أن بلاده ترحب باقتراح موسكو اجراء عمليات تخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا، مضيفا ان هذا الطرح يمكن ان quot;ياتي بحلquot; للازمة الحالية. لكنه قال quot;ما يريده العالم هو ان توقف ايران اطلاق عمل اجهزة الطرد المركزي ان كانت ترغب في تجنب احالتها على مجلس الامنquot;.
وتطالب الدول الغربية ايران بوقف نشاطات البحث الحساسة للاشتباه بسعي طهران لامتلاك القنبلة النووية تحت ستار برنامجها النووي المدني. وتؤكد ايران ان عمليات التخصيب لن تكون على نطاق واسع غير ان الغرب يخشى ان تسمح الابحاث لطهران بامتلاك التكنولوجيا الضرورية لصناعة اسلحة نووية. وتصر ايران على ان برنامجها النووي يقتصر على انتاج الطاقة الذرية وقد ابدت اليوم الاربعاء تاييدها لاقتراح موسكو بتخصيب اليورانيوم على الاراضي الروسية، محذرة في الوقت نفسه من انها ستباشر عمليات التخصيب في حال احالة ملفها على مجلس الامن.
ايران تعتبر الخطة الروسية أساس جيد للتسوية
من جهة ثانيةقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي اليوم أن الخطة الروسية تشكل أساسا جيدا لتسوية تنهي الأزمة الناشئة عن الملف النووي الايراني على ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية. واوضح متقي quot;اظن ان عناصر الخطة الروسية ولا سيما الاماكن المخصصة لتخصيب اليورانيوم وطبيعة الشركة المشتركة (المكلفة تخصيب اليورانيوم) تشكل اساسا لتفاهم مقبول من الطرفينquot;.
وتقترح الخطة الروسية على ايران نقل نشاطات تخصيب اليورانيوم الايراني الى روسيا لتوفير ضمانات الى الدول الغربية حول الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني. وخلال زيارة الى قبرص، قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الاربعاء ان بريطانيا ترحب باقتراح موسكو لتخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا، مؤكدا ان الاقتراح quot;قد يوفر حلاquot;. لكنه قال quot;ما يريده العالم هو ان توقف ايران بدء العمل باجهزة الطرد المركزي ان كانت ترغب في تجنب احالتها الى مجلس الامنquot;.
وتطالب الدول الغربية ايران بوقف نشاطات البحث الحساسة للاشتباه بسعي طهران لامتلاك القنبلة النووية تحت ستار برنامجها النووي المدني. وهدد متقي باستئناف نشاطات تخصيب اليورانيوم ووضع حد لعمليات التفتيش المفاجئة لمواقع نووية ايرانية التي ينص عليها البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي. ووقعت ايران هذا البروتوكول وتطبقه من دون ان يكون مجلس الامة صادق عليه.
واضاف متقي quot;في حال احالة ملفنا على مجلس الامن ستضطر الحكومة بموجب القانون الذي اقره البرلمان ان توقف فورا كل الاجراءات الطوعية بالتعاون مع الوكالة الدوليةquot;. واوضح quot;لقد قلنا بطرق مختلفة لاصدقائنا الاوروبيين ان احالة الملف على مجلس الامن غير قانوني وغير شرعي وخاطئquot;. وحذر الاوروبيين ايضا بتأكيده ان احالة الملف الايراني quot;سيزيد من تعقيد معالجة الملفquot;.
اجتماع جديد حول الملف النووي الايراني
في المقابل تعقد الدول الكبرى اجتماعا في لندن في 30 كانون الثاني (يناير) للبحث في الملف النووي الايراني سعيا على ما يبدو الى التوفيق بين مواقفها بشأن احتمال احالة المسألة على مجلس الامن الدولي. واكدت وزارة الخارجية البريطاني اليوم هذا اللقاء الذي سيجمع وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والصين وروسيا والمانيا. واوضح ناطق باسم الخارجية البريطانية لوكالة فرانس برس ان الوزراء الستة يأتون مع وزراء اخرين الى العاصمة البريطانية في اطار مؤتمر دولي حول افغانستان يعقد في 31 كانون الثاني(يناير) والاول من شباط(فبراير) وسيلتقون على هامش هذا المؤتمر.
ويأتي موعد هذا الاجتماع الجديد قبل يومين من اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الثاني من شباط(فبراير) والثالث منه. ومجلس الحكام، الهيئة التنفيذية للدول الخمسة والثلاثين الاعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد يقر احالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن. وقال دبلوماسي اوروبي طالبا عدم الكشف عن هويته quot;الهدف من اللقاء ( لندن) التوصل الى اتفاق في المجلسquot; مضيفا quot;حتى الان لا اتفاقquot; بين الدول الغربية وروسيا والصين بشأن اعتماد قرار في مجلس الحكام. وروسيا والصين شأنهما في ذلك شأن فرنسا وبريطانيا والولايات هما دولتان دائمتا العضوية في مجلس الامن وتتمتعان تاليا بحق الفيتو.
واكتفى ناطق باسم الخارجية البريطانية اليوم بالاشارة الى ان quot;المحادثات تتواصل حاليا حول مسألة احالة الملف الايراني على مجلس الامنquot;. وفي 16 كانون الثاني(يناير) عقد اجتماع للمدراء السياسيين في وزارات خارجية الدول الست التي ستجتمع الاثنين المقبل في لندن لم يسفر عن تقريب وجهات النظر كليا. وبعد ذلك التقى نائب وزيرة الخارجية الاميركية روبرت زوليك الثلاثاء رئيس الوزراء الصيني وين جياباو وتطرق معه الى الملف النووي الايراني.
وطلبت كل من فرنسا وبريطانيا والمانيا في 16 كانون الثاني(يناير) اجتماعا طارئا للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدما نزعت ايران في العاشر من الشهر نفسه الاختام عن اجهزة حساسة لتخصيب اليورانيوم لاغراض quot;البحثquot; في مصنع نطنز قرب طهران. وتعتبر الدول الغربية واسرائيل ان هذا الاجراء يهدف الى تمكين ايران من امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامج نووي مدني الامر الذي تنفيه طهران.
وجددت الولايات المتحدة التأكيد الاثنين انه من quot;الضروري جداquot; ان يتسلم مجلس الامن رسميا الملف لكنها المحت الى ان المجلس يمكنه عندها ان يمنح نفسه مهلة قبل ان يبحث فيه عمليا. ويبدو ان هذا الحل يهدف الى ارضاء الصين وروسيا اللتين لا تزالان تترددان في احالة الملف الايراني على مجلس الامن. وتشدد روسيا على ان كل الوسائل المتاحة داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تستنفد بعد. لكنها دعت في الوقت ذاته الاثنين quot;اصدقاءها الايرانيينquot; الى العمل على quot;خفض التوترquot; الذي يثيره برنامجهم النووي.
اما ايران فاستمرت باعتماد المواقف المتناقضة. فاليوم اعربت عن تأييدها لاقتراح الكرملين تخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا لازالة مخاوف الدول الغربية باستخدامه لاغراض عسكرية، لكنها هددت في الوقت ذاته ببدء برنامج تخصيب خاص بها في حال نقل الملف الى مجلس الامن الدولي. وساهم وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي في التوتر الدبلوماسي باتهامه quot;القوات البريطانية في العراق بانها جهزت ووجهتquot; منفذي اعتداءين اسفرا عن سقوط ثمانية قتلى الثلاثاء في الاهواز (جنوب غرب ايران).
التعليقات