الياس توما من براغ : هدد احد مرشحي المعارضة الرئيسيين في جمهورية روسيا البيضاء أو ما يعرف ببيلا روسيا الكسندر ميلينكيفيتش باحتكام المعارضة إلى الشارع في حال عدم إجراء انتخابات رئاسية حرة في التاسع عشر من آذار مارس القادم في بلاده .
وقال بعد مقابلته الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي في وارسو وإلقاءه كلمة أمام مجلس النواب البولندي بان المعارضة في بلاده لا تريد ثورة وإنما انتخابات شفافة تتوافق والدستور أما في حال عدم تأمين النظام ذلك فان الناس يمكن لهم أن ينزلوا إلى الشارع ليس من اجل قطعه من الخبز وإنما من اجل الدفاع عن اعتبارهم وهيبتهم .
واعترف انه يخشى من حدوث عمليات تزوير في الانتخابات القادمة قائلا: إنني لا انتظر بان ما سيجري في التاسع عشر من آذار القادم في بيلا روسيا يمكن أن تطلق عليه عبارة انتخابات حرة
وأكد أنا المهمة الرئيسة الآن أمام المعارضة تكمن في جعل الناس يتخطون الخوف مؤكدا أن إبعاد عملية تزوير الانتخابات يمكن أن تتم فقط من خلال نجاح المعارضة في حث الناس على التحرك والنشاط
واتهم نظام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بممارسة الدعاية السياسية المظللة لإضعاف المعارضة وتحصين موقعه مشيرا إلى ممارسة الكذب الفاضح في وسائل الأعلام الرسمية في قضايا كثيرة
ولفت إلى أن وسائل الإعلام الرسمية تتحدث عن الاتحاد الأوربي على انه مجتمع رأسمالي متوحش حيث الناس ينامون في الشوارع ويشحذون ويبحثون عن الطعام في حاويات القمامة ويمارسون القتل في وضح النهار .
وأكد أن المعارضة وسكان روسيا البيضاء هم الذين يقررون السرعة التي سيجري فيها تحويل بلادهم إلى مجتمع ديموقراطي غيران دعم الاتحاد الأوربي لهم يمكن أن يسرع هذه العملية .
وتحظى المعارضة البولندية بدعم متعدد الأوجه من دول الاتحاد الأوروبي ولاسيما من بولندا المجاورة ولذلك تسود علاقات متوترة منذ فترة طويلة بين وارسو ومينسك
وتتهم سلطات روسيا البيضاء وارسو بالسعي من اجل القيام بانقلاب في البلاد عن طريق الأقلية البولندية هناك
وعلى الرغم من تنامي شعبية المعارضة في روسيا البيضاء نسبيا والدعم الأوروبي لها إلا أن فرص فوز احد المرشحين السبعة من صفوف المعارضة الذين سيدخلون الانتخابات الرئاسية القادمة تعتبر ضعيفة جدا كون المعارضة لم تتفق على مرشح واحد وبالنظر لكون نظام لوكاشينكو يستغل وسائل الإعلام الرسمية و أجهزة الدولة للترويج للرئيس لوكاشينكو ولتشويه سمعة المعارضة
وحسب أحدث الاستطلاعات فان لوكاشينكو يمكن له أن يحصل على 75% من الأصوات
ولذلك كان واثقا من قوله إما انه سيفوز بهذه الانتخابات أو انه سيستقيل كما حذر الجميع بأنه سيقمع بقوة أي تحركات من النموذج الذي جرى في أوكرانيا المجاورة زمن ما سمي بالثورة البرتغالية
وتتهم المعارضة في روسيا البيضاء الرئيس لوكاشينكو بقمع المعارضة وعدم احترام حقوق الإنسان وبممارسة الاحتيال في الانتخابات المختلفة وفي الاستفتاء الأخير الذي جرى العام الماضي بخصوص تغيير الدستور كي يسمح له بالترشيح لولاية دستورية جديدة كما تسميه بأنه أخر ديكتاتوري أوروبا
وفي محاولة لردع نظام لوكاشسينكو عن تزوير الانتخابات أو التلاعب بها حذرت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من أنها مستعدة لفرض عقوبات جديدة عليه إذا لم تتم الانتخابات في مارس آذار القادم بشكل حر ونزيه .
- آخر تحديث :
التعليقات