خلف خلف من رام الله: تتوالى ردود الأفعال على فوز حركة حماس رسميا بـ76 مقعدا في المجلس التشريعي الفلسطيني من اصل 132 مقعداً، وبينما رأى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مهيب النواتي أن أمام حماس الآن خيارين لا ثالث لهما، الأول : يتمثل في أن تقوم حركة حماس بتغيير مواقفها وبرامجها كليا بحيث تقر الاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وتعلن حل جناحها العسكري، وتعلن استعدادها للدخول في مفاوضات مع إسرائيل في كافة المناحي، وهو الأمر الذي يعتبر ضمنيا اعترافا بإسرائيل كدولة وكيان, وهو الأمر الذي لا نعتقد أن حماس قادرة على اتخاذه في هذه الأوقات إذ أن هذا الأمر قد يؤدي إلى انهيارها كحركة مقاومة إسلامية وتفتيتها إلى أكثر من جهة، كما أن المؤشرات الأولية وتصريحات الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري الذي قال اليوم إن حماس ستحتفظ بسلاحها، لا يدلل على أن حماس مستعدة لاعتماد هذا الخيار فورا.

الخيار الثاني: الخيار الثاني المتبقي أمام حركة حماس هو أن تحاول جاهدة استقطاب عدد اكبر من المستقلين ومن أعضاء فتح لتشكيل حكومة ائتلاف وطني ستسمح لها بإرسال أكثر من رسالة إلى العالم مفادها بأنها كحركة سياسية ستمارس اللعبة السياسية بشكل راق وواع يتفهم المتطلبات الدولية لكنه في الوقت نفسه لن يحرف الحركة عن مسارها. لكن التحدي هنا هو في إمكانية وجود مثل هؤلاء الشركاء خاصة وان الفوز الساحق لحماس لم يسمح بإيجاد منافذ لوجود مثل هؤلاء في البرلمان بشكل كبير, كما أن حركة فتح أعلنت عبر احد مسؤوليها أنها لن تشارك في حكومة ائتلاف مع حركة حماس.

ومن ناحيته، رأى عضو الكنيست العربي عبد المالك دهامشة ورئيس كتلة القائمة العربية للتغيير أن حماس وحدها التي يمكنها أن توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، وقال دهامشة: كما أن شارون وحده هو القادر على تحقيق سلام مع الفلسطينيين، فإن حماس وحدها يمكنها أن توقع على اتفاق للسلام مع إسرائيل، وأنه لا يجوز لإسرائيل أن تستمر في الزعم بعدم وجود شريك للسلام، ولكن محمد بركة عضو الكنيست عن حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ذهب لأبعد من ذلك قائلا: لا يجب أن نندهش من نتائج الانتخابات، لقد حصدت إسرائيل ما زرعته، لقد زرعت اليأس بين أبناء الشعب الفلسطيني، والنتيجة أن القيادة الفلسطينية برئاسة فتح لم تتمكن من الفوز، ورغم ذلك فإن حماس تدرك أن الحوار مع إسرائيل ضروري.

وأوضح الكاتب مهيب النواتي أن حماس تقف الآن أمام خيارات صعبة وتحديات قد لا تقوى عليها إذا ما تركت وحيدة في حلبة الفعل السياسي، خاصة في ظل وجود فصائل وأجنحة عسكرية فلسطينية قاطعت الانتخابات وكانت أعلنت مسبقا أنها ستواصل عملها العسكري وعملياتها ضد إسرائيل. هذه الفصائل من المتوقع أن تنفذ في أي وقت عمليات إطلاق صواريخ من قطاع غزة تجاه مناطق إسرائيلية، أو عمليات في العمق الإسرائيلي، الأمر الذي سيضع حماس كقوة كبرى في البرلمان أو كصاحبة الحكومة في مأزق كبير أمام العالم الذي سيقول إنها تدعم الإرهاب وتسانده إذا ما صمتت عن اتخاذ أي إجراءات بحق منفذي هذه العمليات . أو انه سيدخل حماس كحكومة في مواجهة مع هذه الفصائل والقوى في حالة اتخاذها أي إجراء ضد منفذي العمليات.