احد قادة الحرس الملكي يتحدث عن طفولة عبدالله الثاني
نصر المجالي من المنامة: استطاع العاهل الهاشمي الملك عبد الله الثاني الذي يحتفل بعيد ميلاده الرابع والأربعين تحقيق اختراق لجماعة أبي مصعب الزرقاوي الارهابية التي تمارس ارهابها على الساحة العراقية وطاولت عملياتها الساحة الأردنية أيضا من خلال لقاء هو الأول من نوعه لقبائل بني حسن القوية في شمال شرق المملكة الهاشمية صوب حدود العراق وسورية، والملك الذي اعتلى العرش في مثل هذا الوقت من العام 1999 خلفا للملك الراحل الحسين بن طلال التقى وللمرة الأولى في ديوانه الملكي ممثلين عن عشائر قصبة المفرق وعشائر بني حسن في الزرقاء وجرش والمفرق وهو لقاء يمثل استكمالا للقاءاته مع أبناء العشائر في محافظات المملكة، ودعا الملك الجميع للتكاتف يدا واحدة ضد كل ما يعرقل مسيرة بناء الوطن الأردني من أي جهة كانت.

وكانت جماعة ما يسمى تنظيم بلاد الرافدين المرتبطة بشبكة القاعدة ويتزعمها الاردني المتشدد أبو مصعب الزرقاوي اعلن مسؤوليته عن التفجيرات الارهابية التي طاولت فنادق اردنية في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، ومن قبلها اطلاق صواريخ في ميناء العقبة على ساحل البحر الاحمر. وهو ايضا هدد بحرب تفجيرات انتحارية ضد وطنه الأصل الأردن. ومثل هذا التهديد الدموي اثار حفيظة ابناء القبائل الاردنية كافة حيث هي حصن العرش الهاشمي الحاكم حيث الجيش ومختلف الاجهزة الامنية الحساسة تنتمي الى تلك القبائل، والتهديدات اثارت ايضا الاردنيين من كبار قادة حركة الاخوان المسلمين الذين وجدوا انفسهم معزولين حيث الرفاق الفلسطينيون اصطفوا الى جانب حركة حماس الفلسطينية المتشددة التي فازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية قبل ثلاثة ايام.

ومن بعد تلك التفجيرات التي راح ضحيتها 52 من الابرياء وجرح العشرات والسلطات الامنية الاردنية تتعقب عصابات الزرقاوي على الاراضي الاردنية وفي قلب العراق بالتعاون مع الحكومة العراقية. وكانت قبائل بني حسن اعلنت استنكارها من الزرقاوي وشطبه من قائمة ابناء تلك القبائل. وهذه القبيلة حللت دم احمد فضيل المحكوم لثلاث مرات بالاعدام.

وفي لقاء الملك عبد الله الثاني مع ابناء قبائل حسن أمس قال laquo;إننا بحاجة الى مزيد من التنسيق والتعاون سواء كان ذلك على مستوى التعامل مع القضايا الداخلية والهموم الاقتصادية أو على مستوى المستجدات التي تواجهها المنطقةraquo;. وثمن الملك جهود أبناء تلك العشائر ومساهمتهم الفاعلة في رفد مسيرة التنمية وبمواقفهم الوطنية حيال القضايا والتحديات التي تواجه الوطن، وقال خلال اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي سالم الترك ومستشار الملك لشؤون العشائر الشريف فواز زبن عبدالله إن معالجة مشكلتي الفقر والبطالة هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع وانه من الضروري أن يتم وضع آليات وبرامج ومشاريع تسهم في الحد منها وان تكون هذه المشاريع والبرامج ضمن خطط تتناسب مع مهارات واحتياجات أبناء كل منطقة.

وشدد عاهل الأردن على أهمية أن ينخرط العاطلون عن العمل في برامج التدريب المهني وان يكتسبوا خبرات ومهارات تمكنهم الحصول على مهن تتوافق مع متطلبات سوق العمل. وقالlaquo;إننا حريصون على توفير الدعم اللازم للطلبة المبدعين من أبناء العشائر سواء في توفير مقاعد دراسية لهم في الجامعات الاردنية أو في جامعات خارجية مثلما أننا مستعدون لتأهيل خريجي الجامعات الذين لم يتمكنوا من الحصول على فرص عمل ضمن تخصصات جديدة تحتاج اليها سوق العمل.

ويأتي لقاء جلالة الملك الذي تخللته مأدبة غداء في قصر بسمان العامر تكريما لابناء عشائر قصبة المفرق وعشائر بني حسن ضمن سلسلة لقاءاته المتواصلة مع أبناء الوطن للاستماع الى مطالبهم واحتياجاتهم في مناطقهم والتشاور معهم حيال القضايا التي تهم الوطن وان ولاءهم وانتماءهم للاردن ومليكه هو مبدئي غير قابل للنقاش وابرزوا ، حسب وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) جملة من القضايا والمشاكل التي تواجه مناطقهم والمتمثلة بحل مشكلتي الفقر والبطالة وتأمين مقاعد دراسية لابنائهم.

الاسرة الاردنية تحتفل بعيد ميلادالملك الرابع والاربعين.

الملك عبد الله في طفولته
ويحتفل الاردنيون غدا بعيد ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني الرابع والاربعين. وفي ما يلي تقرير بثته وكالة الانباء الرسمية عن المناسبة التي تعتبر وطنية في الاردن: حيث قالت الوكالة quot;لقد عاش الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في كنف اسرة ما ارادت الا التنشئة السليمة لابنائها، ليواصلوا حمل رسالة آل البيت الاطهار منذ الجد الأول الرسول عليه الصلاة والسلام الى الجيل الثالث والاربعين الذي يمثله جلالة الملك عبدالله الثاني ، آل البيت الذين ما ارادوا الا شكر الله سبحانه وتعالى، ولا يسألون اجراً الا من عنده، وهدفهم خدمة الأمة واداء الرسالة بأمانة، وليكون خيار جلالته ان يكون (عبدالله) ولياً لعهده الأمين ليواصل المسيرة من بعده، وكأنه يعيد مقولته في عام 1962 حين قال: quot;مثلما اني نذرت نفسي منذ البداية لعزة هذه الاسرة ومجد تلك الأمة كذلك فإني قد نذرت عبدالله لاسرته الكبيرة ووهبت حياته لأمته المجيدةquot; فيأتي تأكيد الرسالة وتحقيق الهدف حين وجه جلالته طيب الله ثراه رسالة الى الامير عبدالله بعد صدور الارادة الملكية السامية باختياره quot;ولياً للعهدquot; يقول فيها جلالته يرحمه الله: quot; وانني لأتوسم فيك كل الخير وقد تتلمذت على يدي وعرفت ان الأردن العزيز وارث لمبادئ الثورة العربية الكبرى ورسالتها العظيمة وانه جزء لا يتجزأ من امته العربية، وأن الشعب الاردني لا بد أن يكون كما كان على الدوام في طليعة ابناء امته في الدفاع عن قضاياها ومستقبل اجيالهاquot;.

يبدأ جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين عهده وهو يتطلع الى خدمة العرش والشعب الاردني العظيم صاحب الوفاء والبيعة، وينظر الى المستقبل الاردني الزاهر ليكتب هذا الوطن قصة نجاح بحجم طموحات الشعب وعطاء انسانه القدير، فكان خطاب جلالته في بداية العهد الميمون الذي فيه استمرار لنذر الخدمة فيقول جلالته: quot;إنني نذرت نفسي لخدمة الشعب الاردني الوفي ، العربي الضمير والرسالة الذي اعتز بالانتماء اليه، وافاخر الدنيا باصالته والحرص على النهوض بالواجب دفاعاً عن قضايا امته واسهاماً في صياغة مستقبله الذي يليق بتاريخها ورسالتها الانسانية الحضارية العظيمةquot;.

ويصدر جلالته توجيهاته السامية للاهتمام بتحسين نوعية الحياة للمواطنين، فتم تنفيذ البرامج وفقاً لخطة مدروسة تشمل كل انحاء المملكة لتوفير السكن المناسب للمواطن الاردني، فنفذت مشاريع اسكان الازرق والمزفر وقطر والغبية وغيرها، اضافة لوصول جلالته الى عائلات في مناطق مختلفة فيأمر جلالته بتوفير السكن المناسب اضافة لانشاء مشاريع انتاجية في تلك المناطق لزيادة دخل هذه الأسر ليسهموا في خدمة هذا الوطن.

وكان هاجسه على الدوام أن الانسان الاردني هو الأَحق بكل مكتسبات التنمية، وأن الخطط يجب أن تتوجه لزيادة دخل المواطن الاردني ولمكافحة ظاهرتي الفقر والبطالة التي هي في المستوى العادي ولا تتجاوز 13 في المئة ولرفع المستوى الصحي ولتحسين نوعية التعليم ، وتوفير مصادر المياه النقية، وايجاد التشريعات الكاملة لتأمين المستقبل من خلال مظلة الضمان الاجتماعي والصناديق الاجتماعية، ولاشراك كافة مؤسسات المجتمع المدني في مسيرة التنمية مع التركيز على قطاع الشباب الذين يشكلون حوالي 60 في المئة من سكان المملكة وتوفير كل الاسباب لتنمية هذا القطاع ثقافياً وسياسياً ليكونوا الاقدر على خدمة الوطن بوعي ومعرفة.

والشباب هم محور العملية التعليمية، فكان لمبادرته في التعليم الأثر في نقل التعليم الى المستوى الافضل، وتركيزه على العقل المعرفي وتوجيهه نحو المعاصرة والحداثة المؤسسة على القيم العربية الاصيلة، وتهدف هذه المبادئ التي اطلقها جلالته الى جسر الفجوة الرقمية بين الاردن والعالم وعلى المستوى المحلي تقليص الفوارق بين المناطق الاقل حظاً وغيرها، ومن اهداف هذه المبادرة تطوير مئة مدرسة ريادية استكشافية يكون هدفها تبني القدرات الابداعية للمعلم والطالب وتوفير الفرص للاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، اضافة الى ايلاء جلالته اهتماما خاصا لتنفيذ مشروع التطوير التربوي نحو الاقتصاد المعرفي الذي يحقق مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم وتطوير نوعيته وزيادة كمَّه.

الأردن رائد في كافة المجالات

وأضافت الوكالة: التعليم في الاردن في مستواه الجامعي او المدرسي يحظى باهتمام خاص من جلالته من خلال تحسين نوعية التعليم والعناية بالطالب والمعلم والحرص على تطوير التعليم الالكتروني وتعميمه في كل المدارس في البادية والريف والمدن مما ادى الى التأثير في البيئة المنزلية التي دخلتها الحواسيب الشخصية فزادت نسبة المتصلين بالانترنت ، وقد تم تزويد المدارس بحوالي 80 الف جهاز كمبيوتر حتى نهاية عام 2005 بعد ان كان العدد 65 الفا في عام 2004، وقد تم ربط الحواسيب المدرسية بمركز الملكة رانيا لتكنولوجيا المعلومات، وزاد عدد المدارس المستفيدة عن 2000 مدرسة من اصل حوالي 5500 مدرسة في المملكة الاردنية الهاشمية .

ويمتاز الاردن بمستوى التعليم الجامعي المتقدم ، فيوجد في الاردن 23 جامعة حكومية وخاصة، وقد رعى جلالة الملك عبدالله الثاني خلال عام 2005 افتتاح الجامعة الاردنية الالمانية ، وكان ايضا انشاء جامعة الطفيلة التقنية وليشهد عهد جلالة الملك عبدالله الثاني افتتاح ثلاث جامعات بالاضافة الى جامعة الحسين بن طلال في معان ايضا . وايماناً من جلالة الملك عبدالله الثاني بدور المعلم ونبل رسالته وأهميته في التنشئة السليمة فقد اطلق جلالته مبادرة تخصيص جائزة سنوية لتكريم المعلم في عيده تحمل اسم جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز.

ويشمل الاهتمام بالتعليم ايفاد الطلبة الى الجامعات ودراسة التخصصات المختلفة، وتوفير نظام بعثات يمتاز بالعدالة والشمولية لاتاحة الفرصة لاكبر عدد من ابناء هذا الوطن للدراسة وايضا فانه يجري تنفيذ برنامج التغذية المدرسية بالتعاون مع القوات المسلحة الاردنية اضافة الى توزيع المعطف الشتوي على طلبة المدارس سنوياً . ويفتخر الاردن بنسبة التعليم فيه، فاكثر من مليون ونصف المليون من سكانه هم طلبة مدارس وجامعات أي بنسة تزيد عن 25 بالمئة من السكان ويعتز الاردن بانخفاض نسبة الأمية ايضا التي هي في حدها الادنى عالميا والتي لا تزيد عن 5ر10 بالمئة.

وتتميز الرعاية الصحية في كل مستوياتها بنوعيتها في القطاعين العام والخاص، ويؤم الاردن العديد من الاشقاء من الدول العربية للاستشفاء فتزدهر السياحة العلاجية التي قوامها المستشفيات المتطورة التي وصل عددها عام 2005 الى 97 مستشفى اضافة الى البدء في انشاء مستشفى متطور في الزرقاء مع توسعة مستشفى البشير والبدء بتشغيل مستشفى الامير حمزة، ويضاف الى السياحة العلاجية للاستشفاء بالمياه المعدنية وفي مياه البحر الميت الفريد من نوعه في العالم وتوفير مظلة التأمين الصحي الرعاية الصحية الكاملة المجانية لشريحة واسعة من المستفيدين عدا عن دور القوات المسلحة الاردنية بمستشفياتها المتميزة والتي تعدت واجباتها حدود المملكة الاردنية لتقيم مستشفيات لها في فلسطين في رام الله وفي العراق في منطقة الفلوجة وفي افغانستان اضافة الى الاسهام في الاغاثة الدولية لتقديم الخدمات الانسانية انطلاقا من رسالة الاردن الانسانية في خدمة السلام العالمي.

ومن هنا تأتي التنمية السياسية لتشهد حراكاً فاعلاً في الوطن الأردني بالتركيز على دور الشباب وتأكيد اهمية المشاركة السياسية لكل اطياف المجتمع الاردني في اطار من التعددية والديمقراطية الكاملة وفق قوانين الانتخاب والاحزاب العصرية والتي يولي جلالته الاهتمام الخاص بها لاخراجها بالشكل الذي يليق وبناء الفكر المجتمعي واحترام حقوق الانسان وقبول الآخر وباقرار استراتيجية ثقافية وطنية تنبذ العنف والارهاب وتبتعد عن الفكر التكفيري وتستلهم رؤاها من تعاليم الاسلام الحنيف ، فكان اطلاق رسالة عمان في 9 / 11 / 2004 التي تؤمن بالحوار وتبادل الثقافات والتواصل مع الجميع .

وانعقد في عمان في الرابع من تموز 2005 المؤتمر الاسلامي الدولي بمشاركة اكثر من 170 عالما وخبيرا وفقيها من كل المذاهب الاسلامية وجاءوا من 40 بلداً واصدروا حوالي 20 فتوى لمعالجة العديد من القضايا ، وقد افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني المؤتمر بخطاب سامٍ استعرض جلالته اهداف المؤتمر ومجمل القضايا التي يتناولها ، ومما جاء فيهquot;- quot; واولى هذه القضايا واهمها هو توحيد موقف اتباع المذاهب الاسلامية الثمانية: السنية الاربعة والجعفري والاباضي والزيدي والظاهري على مبدأ اعتراف اتباع كل مذهب من هذه المذاهب بصحة اسلام اتباع المذاهب الاخرى وعدم جواز تكفير أي مسلم من اتباعها، فاختلاف العلماء رحمة، ولنقتدي بقول الامام الشافعي : مذهبنا صواب ويحتمل الخطأ، ومذهب خلافنا خطأ ويحتمل الصوابquot;.

ويقوم الأردن بدور فاعل وكبير في العلاقات العربية، وقد زار جلالة الملك عبد الله الثاني معظم الدول العربية، لتوثيق عرى العلاقات وتوطيد الأخوة والبحث في المصالح المشتركة، وقد تشرف الأردن باستضافة مؤتمر قمة عربية عام 2000، وهو الأول في عهد جلالته والأول بعد فترة انقطاع طويلة، فكانت تلك القمة التي ترأسها جلالته نموذجا في إرساء قواعد العمل العربي المشترك . من جهة أخرى، إضافة لنشاط جلالته في المحافل الدولية، وعلاقاته المتميزة مع قادة العالم وحضوره الفاعل في المؤتمرات والندوات.. ونستذكر هنا أن جلالته كان أول زعيم عربي يغادر إلى الولايات المتحدة مباشرة بعد أحداث 11 أيلول ليلتقي هناك مع الجاليات الإسلامية، والمسؤولين الأميركيين ويدافع عن وجهة نظر الإسلام الرافضة للعنف والإرهاب.

جولات عمل

وقالت بترا: وجلالة الملك عبدالله الثاني في كل مقابلاته ومقالاته وخطاباته ومحاضراته السامية وفي زياراته المتواصلة للدول الصديقة والشقيقة يحرص على ابراز صورة الاسلام الحقيقية والحديث عن الاردن وشعبه وانسانه، ويستثمر كل علاقاته المميزة مع قادة العالم والمؤسسات الدولية للدفاع عن قضايا الامة وفي طليعتها حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة القابلة للحياة ودعم الشعب الفلسطيني بكل ما يمكن لتعزيز صموده وايضا دعم ومساندة شعب العراق في الوصول الى الأمن والاستقرار والسيادة الكاملة على ارضه الواحدة.

ويُقبل الاردن بثبات على مواقفه ورؤاه الواضحة لا يثنيه ولا يزعزعه أي حادث، وما كانت حوادث التفجير الارهابية يوم 9 / 11 / 2005 الا حلقة في استهداف مواقف الاردن الثابتة ومحاولة زعزعة امنه، ولكن كانت هذه اختباراً حقيقياً للوحدة الوطنية وصلابة الجبهة الداخلية وقوة وقدرات الاجهزة الأمنية ووقوف الشعب الواحد خلف قيادته في نبذ وادانة هذا العمل الاجرامي في عمان او الذي كان في العقبة، وقد خاطب جلالة الملك عبدالله الثاني الشعب الاردني العزيز في ثاني يوم التفجيرات وقد قال جلالته: quot; ونحن نعرف أن الأردن مستهدف ربما اكثر من غيره لاسباب كثيرة منها دوره ورسالته في الدفاع عن جوهر الاسلام، ودين الاعتدال والتسامح ومحاربة الارهابيين الذين يقتلون الابرياء باسم الاسلام ، والاسلام منهم بريء..quot; ويقول جلالته ايضاً:- quot; وسيظل الاردن بعون الله وعزيمة ابنائه وبناته اقوى من كل عناصر الشر والارهابquot; .

واستمرت وتيرة الحياة العادية في الاردن وأكد المستثمرون ثقتهم بالأمن والاستقرار والمناخ الاستثماري واعلن العديد منهم عن توسعة مشاريعه وزيادة استثماراته ايماناً بقدرة الاقتصاد الاردني الذي يشهد تطوراً ونمواً ملموساً في كل عام وارتفعت قيمة الصادرات الوطنية بنسبة 2ر12 بالمئة خلال عام 2005 واحتلت الولايات المتحدة الاميركية المرتبة الأولى بين الدول المصدر اليها تليها العراق ثم الهند، وقد بلغت نسبة النمو الاقتصادي5ر7 بالمئة خاصة مع زيادة الاستثمارات في منطقة العقبة الاقتصادية والتي تزيد عن ملياري دولار خاصة مع توقيع الاردن لاتفاقية شراكة بين سرايا الاردن والمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي والبنك العربي وشركة تطوير العقبة، اضافة الى البدء بمشروع المدن الملكية، وقد تفضل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بوضع حجر الاساس لمشروع بوابة الاردن الذي يمثل المرحلة الأولى من مشروع المدن الملكية والذي تنفذه شركة بيت التمويل الخليجي بقيمة مليار دولار، اضافة الى التوسع في الصناعات المختلفة وزيادة كفاءة المدن الصناعية المؤهلة.

وقد شهد الاردن وللسنة الثالثة على التوالي انعقاد الملتقى الاقتصادي (دافوس) في البحر الميت والذي يرعاه جلالة الملك عبدالله الثاني باستمرار وقد القى جلالته خطاباً في افتتاح المؤتمر وآخر في اختتامه، ومما جاء في كلمة الافتتاح بتاريخ 20 ايار 2005:- quot; ودعوني اقول إن الاردن منخرط بعمق في عملية الاصلاح ، وهدفنا مستقبل يلبي تطلعات شعبنا وقد قمنا بعمل جريء ، ففي الاقتصاد اطلقنا العنان للنمو والتنمية الفعالة، وفي المجال السياسي نعمل على تأهيل قيم الحاكمية الرشيدة وحقوق الانسان وسيادة القانونquot;.

والاردن وبفضل مكانته الدولية فقد عقد اتفاقيات شراكة مع العديد من الدول في مجال الاستثمار والتجارة اضافة الى اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الاميركية والتي بموجبها تضاعفت الصادرات الاردنية اليها والتي كانت حوالى 16 مليون دولار عام 1999 إلى أكثر من مليار دولار عام 2005 ، وكذلك دخل الاردن في اتفاقية الشراكة الاوروبية المنبثقة من مؤتمر برشلونة. ومما يعزز المسيرة الاقتصادية الاردنية وجود حزمة التشريعات القانونية الكافلة والعصرية لدعم الاقتصاد الوطني وتشجيع المستثمرين اضافة الى توفير البنية التحتية المتكاملة من شبكة الطرق الجيدة ومن وسائل النقل الحديثة وشبكة خطوط جوية متكاملة وميناء بحري في العقبة على درجة عالية من الكفاءة والقدرة، وكذلك وجود الاتصالات الحديثة بكل اشكالها وتوفير الكوادر البشرية المؤهلة وكذلك فان جهود جلالة الملك عبدالله الثاني قد اثمرت في وضع الاردن على خارطة الاقتصاد العالمي من خلال اتفاقيات الشراكة والحضور الفاعل في المنتديات الاقتصادية العالمية.

ويشهد قطاع الزراعة نقلة نوعية في التحديث والتطوير وايضا فان قطاع السياحة يعتبر رافداً وطنياً ويزيد الدخل السنوي المتوقع منه عن مليار دولار عدا عن الاهتمام بهذا القطاع لانه مؤشر على نقاء صورة الأردن وأصالة حضارته وسلامة أمنه واستقراره. والاردن الذي يعتز بأمنه الوطني وكفاءة اجهزته الأمنية فانه يعتز بقواته المسلحة الاردنية التي يرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني ويوليها الاهتمام الكافي من التسليح والتدريب لتكون قواته ذات احتراف عالٍ، فاكتسبت هذه القوات ثقة دولية وسمعة عالمية جعلتها تحتل الترتيب الثاني في حجم قوات حفظ السلام الدولية التابعة لهيئة الأمم المتحدة، وتفخر هذه القوات بانجازاتها في مجالات التنمية المحلية وكذلك التصنيع العسكري خاصة وان جلالة الملك عبدالله الثاني يرعى سنوياً معرض سوفكس العسكري الذي يضم جناحاً خاصاً للتصنيع العسكري الاردني من خلال مركز الملك عبدالله للتصميم والتطوير.

ويمتاز جهاز الأمن العام بكفاءته وقدرته على انجاز واجباته باقتدار في مجال قوات حفظ الأمن الداخلي وتنظيم السير ومشاركة الفتاة الاردنية بكل الوظائف الأمنية، ويقوم الدفاع المدني العام بواجب كبير في الحفاظ على المكتسبات والمنجزات الوطنية من خلال التوعية والتثقيف ومكافحة الكوارث للتقليل من الخسائر، ويعبر جلالة الملك عبدالله الثاني عن اعتزازه بالاجهزة الأمنية في كل مناسبة وهي تثبت كفاءتها في الدفاع عن الأمن الوطني وتوفير كل اسباب الحياة الهانئة وتوفير اسباب الاستثمار والانتاج في الدولة. إن الاردن الكبير بقيادته الهاشمية والعظيم بانسانه المعطاء يمضي قدماً في تنفيذ برامج التنمية الشاملة والتطوير في ضوء الحاكمية الراشدة والاصلاح الهادف، ونحتفل بالعيد الرابع والاربعين لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ونحن نشهد ونلمس حجم التطور في كل مناحي التنمية الشاملة، وفي تحقيق صورة الاردن النموذج باتزانه واعتداله ووسطيته.