قاعدة صاروخية أميركية في تشيكيا
الياس توما من براغ: أظهر استطلاع جديد للرأي بان أغلبية التشيك يرفضون السماح للولايات المتحدة بإقامة قاعدة اعتراض صاروخية في بلادهم الأمر الذي يؤكد استمرارية الموقف السلبي للمواطنين التشيك من هذه القضية على عكس الموقف الذي تتبناه قيادات الحزب المدني الديمقراطي اليميني الحاكم.

وأكد الاستطلاع الذي أجرته وكالة فاكتوم اينفينيو لصالح وزارة الخارجية التشيكية بان نحو 65% من التشيك يعارضون إقامة القاعدة الأميركية في بلادهم في حين قال 28% إن هذا الأمر لا يزعجهم. وعلى خلاف الموقف السلبي من مسألة إقامة القاعدة الصاروخية فان 22% من التشيك قالوا إنهم ليسوا ضد وضع الرادار الخاص بالقاعدة في الأراضي التشيكية فيما قال نحو 38% آخرين إن هذا الأمر على الأرجح لا يزعجهم مما يعني عمليا بالتقييمات الإحصائية أن 60% من التشيك لا يعارضون نصب الرادار في بلادهم.

وعبر 34% من التشيك بشكل واضح عن اعتراضهم على نصب الرادار الخاص بالقاعدة في بلادهم أما في حال إجراء استفتاء شعبي بمسألة القاعدة فقد عبر نحو ثلثي عدد المشاركين في الاستطلاع عن استعدادهم للمشاركة فيه.

وكان استطلاع مماثل قد نفذته قبل أسابيع قليلة شركة غابال للاستشارات والأبحاث لصالح الخارجية التشيكية قد أكد أيضا عدم اعتراض أغلبية التشيك لمسألة نصب الرادار في تشيكيا في حين كانت نسبة الرافضين لإقامة القاعدة 7و37% فقط الأمر الذي يقل بكثير عن النسبة المسجلة في هذا الاستطلاع الجديد.

وحسب القائمين على مثل هذه الاستطلاعات فان هذه الاختلافات تعود إلى طريقة طرح الأسئلة والهدف الذي تريده الوكالة من هذا الاستطلاع أو الجهة التي يجري الاستطلاع لصالحها.

ويأتي الإعلان عن نتائج هذا الاستطلاع في الوقت الذي يتوقع فيه الكثير من المعنيين والمتابعين لمسألة القاعدة الأميركية بأن تتخذ الولايات المتحدة قرارها النهائي بشأن مكان القاعدة والرادار خلال الأشهرالثلاثة الأولى من هذا العام.

وحسب المصادر التشيكية والبولندية وحتى الأميركية فإن الخيار القائم الآن أمام البنتاغون هو بين بولندا وتشيكيا رغم أن الرأي العام في البلدين عمليا ضد إقامة هذه القاعدة لان الناس يخشون من أن يؤدي تواجد القاعدة إلى التأثير سلبيا على امن بلادهم من جهة ولان الناس في البلدين لا تزال طرية في ذاكرتهم مسألة القواعد السوفيتية التي كانت في بلادهم من جهة أخرى.

وتتحدث بعض الأطراف الأميركية المعنية عن إمكانية اختيار بولندا لإقامة القاعدة واختيار الأراضي التشيكية لوضع الرادار الخاص بها أما عدد الصواريخ التي ستنشر في القاعدة فستكون 10. وحسب المصادر العسكرية الأميركية فإن عدد الطاقم الذي تحتاجه القاعدة سيتراوح بين 200ــ 400 جندي وضابط وفني ومدني في حين سيحتاج الرادار إلى نصف هذا العدد أما في حال وضع القاعدة مع الرادار في مكان واحد فسيحتاجان إلى نحو 350 شخصا.

ويشدد مدير وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية الجنرال هنري اوبيرينغ أن الولايات المتحدة لن تتمكن من حماية حلفائها في أوروبا من دون بناء قاعدة الاعتراض الصاروخية الجديدة في إحدى الدول الأوروبية مقدرا نفقات بناء القاعدة مابين 600 ــ 700 مليون دولار فيما سيكلف بناء الرادار الخاص بها ثلث هذا المبلغ.