حلول لأزمة لبنان بانتظار المبادرات الخارجية
المعارضة تراهن في صمودها على الوقت

أنقرة تنقل طموحاتها من أوروبا إلى الشرق الأوسط

2007 عام الاستحقاقات الإقليمية: لبنان مستنفداً

مسرحي إسرائيلي راحل يزيد تفاقم الأزمة في لبنان

البرتقالي العوني ينضم للاعلام اللبناني

المعتصمون باقون مع تجهيزات للشتاء

نائب أمين عام حزب الله يلتقي العاهل السعودي

إسرائيل تمنع الصليب الأحمر من زيارة أسرى حزب الله

ريما زهار من بيروت: بعد أكثر من شهر على اعتصام المعارضة في ساحة الشهداء ورياض الصلح، بدأ المعتصمون يطرحون أسئلة عن مدة تواجدهم واستمرارهم في الاعتصام، ليس بقصد أن يتذمروا، او لشعورهم بعدم جدوى اعتصامهم، لكن لأسباب اخرى ومنها مثلًا عدم الوصول الى مخرج واضح للأزمة الحالية، وكثيرون منهم يقولون إنهم لبوا نداءات قياداتهم وعملوا جهدهم في تحقيق غايات المعارضة، لكنهم يتساءلون اليوم عن مصير هذا الاعتصام. حتى بعضهم يذهب الى المطالبة بخطوات تصعيدية، حتى لو ادى الامر الى تأزم الوضع ووقوع ضحايا.

لكن قياديي المعارضة، بعكس المعتصمين، لديهم وجهة نظر أخرى، وبحسب مصادر مقربة من المعارضة، فإنها تعتبر أن الوضع الحالي يمكن ان يطول اكثر مما توقعته المعارضة يوم أطلقت النداء الى مناصريها للتوجه الى الشارع، وتعتقد بأن اي تصعيد او خطوة مستعجلة يمكنها ان تقوض كل ما عملت من اجله حتى الآن.

وان المستعجل اليوم، بحسب المصادر نفسها، هو استمرار المعتصمين في الشارع لأطول مدة ممكنة، ومن اجل ذلك يجب تأمين الحياة الطبيعية للمعتصمين حتى لا يشعروا بنقص ما أو بالملل، وأن يحيوا حياة عادية الى جانب اعتصامهم اليومي، ومن اجل ذلك فان المجموعات التي تنظم الاعتصام تحرص كل يوم على اقامة مؤتمرات وحوارات كي تشرح لمناصريها ضرورة البقاء في الشارع، كما تقنعهم بأن التجربة التي يمرون بها فريدة من نوعها واظهرت للعالم مدى محافظتهم على النظام والقانون وإصرارهم على الوصول الى حقهم بالطرق الديمقراطية.

عدم الإخلال بالأمن

وتضيف المصادر ان هم المعارضة الرئيس هو عدم الإخلال بالأمن الأمر الذي قد يؤدي، اذا حصل، الى الابتعاد عن الهدف الحقيقي للمعارضة، وهي اطاحة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة والإتيان بحكومة وحدة وطنية تمثل كل الاطياف اللبنانية، وان الإخلال بالأمن قد يؤدي الى حروب داخلية لا تحمد عقباها، الامر الذي قد يجعل من حزب الله ميليشيا حربية توجه قوتها الى الداخل بعدما كان لفترة طويلة يوجه سلاحه ضد الاسرائيلي في الجنوب فقط.

ولأجل كل هذه الاسباب، ولان اي فتنة داخلية في لبنان قد تستفيد منها اسرائيل، فان المعارضة تفضل ان تأخذ وقتها وتعطي دروسًا في الصبر بدل ان تقوم بخطوات تصعيدية تكون نتائجها وخيمة على البلد. ولهذا تقول المصادر، إن المعارضة امتنعت في الآونة الاخيرة عن قطع بعض الطرق لان الامر قد يسيء الى مناصريها ويؤدي الى افتعال مشاكل داخلية، والمعارضة، بحسب المصادر، تفضل اللجوء الى اساليب قضائية، كالاستقالة الجماعية او العصيان المدني، مع الضغط في الشارع، في بيروت والمناطق.

ويعتبر المسؤولون في المعارضة، ان هذه التحركات وان لم تؤد الى نتائج في المستقبل، الا انها كفيلة بمضايقة السلطة وحثها على التحرك في اسرع وقت ممكن، وفي هذا الخصوص تعتبر المعارضة بأن الوقت هو لصالحها وليس لصالح الاكثرية، لان مشاريع هذه الاخيرة توقفت، فكانت العرائض من الجهتين، اي المعارضة والاكثرية، اذ قامت المعارضة بعريضة ضد الرئيس فؤاد السنيورة قابلتها الاكثرية بعريضة ضد لحود، الامر الذي جعل الفريقين يتساويان في القوة.

حلول

وتعتبر المصادر ان لبنان لا يستطيع ان يخرج من الازمة الحالية الا من خلال الحلول التالية: quot;اما ان تقبل الاكثرية إنشاء حكومة وحدة وطنية وتعطي الثلث الضامن للمعارضة، او الحل الثاني يكمن في اتفاق القوتين على حكومة انتقالية مهمتها إجراء انتخابات نيابية مبكرة، او الحل الآتي من الخارج من خلال تغيير السياسة الاميركية في المنطقة.

هذا التغيير في السياسة الاميركية يمكنه ان يؤدي الى تسوية على الصعيد الاقليمي تشمل لبنان، وتشمل ايضًا العلاقات السعودية والسورية، لكن المصادر نفسها تؤكد ان الامر يحتاج الى وقت طويل كي تنضح كل هذه الامور، ومن اجل ذلك فان المعارضة تأخذ نفسًا طويلًا اليوم وتتسلح بالصبر، قبل اتخاذ اي خطوات من شأنها ان تغير الستاتيكو الذي يعيشه لبنان اليوم بانتظار حلول عربية او اجنبية.