سمية درويش من غزة: ارتفعت حصيلة المجزرة الدامية بين حركتي فتح وحماس إلى خمسة ، وسط غضب شعبي عارم يعم أرجاء قطاع غزة جراء استمرار مسلسل القتل في الشوارع وبشكل فاضح . وقتل ضابط كبير برتبة عقيد في جهاز الأمن الوقائي بعد ساعات من إطلاقه نداءات الاستغاثة عبر شاشات التلفزة ، وصرخات مرافقيه التي خرقت حواجز الصمت عبر الإذاعات المحلية دون ان تحرك أي من الجهات المسؤولة ساكنا لوقف اغتياله أمام أطفاله بالمنزل الذي دمر فوق رؤوسهم.
واتهم جهاز الأمن الوقائي ، القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية التي ينتمي غالبية أعضائها الى كتائب القسام الجناح العسكري لحماس بأنها اغتالت الضابط الكبير محمد غريب.
وخرج الآلاف من الفلسطينيين إلى الشوارع بشكل عفوي رغم أجواء الطقس الباردة بعدما انقطعت الكهرباء عمدا عنهم ، وتقطعت بهم السبل لمعرفة ما يدور حولهم من أصوات انفجارات واشتباكات نارية ساخنة.
واتهم الفلسطينيون الموالين لحركة فتح ، حركة حماس وعسكرها والقوة التنفيذية لتابعة لوزير الداخلية باستباحة الدم الفلسطيني وممارسة أبشع وسائل القتل بحق أبنائهم وعناصرهم ، بحسب تعبيرهم.
وفي أحاديث منفصلة مع إيلاف ، توقع الكثير من المحللين السياسيين والمقربين من حركة فتح ان تشهد الساعات القادمة تصعيدا خطيرا قد لا يحمد عقباه نتيجة جرائم القتل المستمرة.
وأكدت حركة فتح ، بأنه لا يوجد هناك اتفاق للتهدئة أمام التجاوزات والانتهاكات المتكررة للاتفاقات السابقة من قبل حركة حماس ، موضحة في بيان لها ، أن حركة حماس تتحمل كامل المسؤولية عن الآثار الخطيرة التي تتعرض لها الوحدة الوطنية والأمن والأمان والنسيج المجتمعي الفلسطيني.
وقال بيان فتح ، quot; أن المعلومات المتوفرة لدي الحركة تزداد لحظة بعد لحظة بوجود مخطط مبيت لدي حركة حماس لإشعال الساحة الفلسطينية خدمة الأهداف حزبية وأجندات أجنبيةquot; ، متهمة حركة حماس بعدم تلبية الدعوة لأكثر من مرة لاجتماعات الفصائل وبالتالي بطلان هذه الاجتماعات .
ودان عبد العزيز شاهين عضو المجلس الثوري لحركة فتح ، جريمة اغتيال العقيد غريب على يد مجموعة من القوة التنفيذية ، معتبرا جريمة اغتياله وصمة عار في جبين ، الذين أعطوا الأوامر لإطلاق النار على منزل وطني فلسطيني .
وأشار أبو علي الذي تعرض لمحاولة اغتيال مؤخرا في تصريح صحافي ، إلى أن الحكومة أتت بكل ما هو باطل ، موضحا أن القوة التنفيذية ليست شرعية لأنها أشعلت شرارة اقتتال داخلي والتي قد تؤدي لحرب أهلية ، مبينا أن حركة حماس تؤكد أن الطريق الوحيد للتهدئة هو تراجع الرئيس محمود عباس عن إجراء انتخابات مبكرة، ومواصلة الحوار.
وكان بيان لحركة فتح ، أشار في وقت سابق إلى أن وسطاء مستقلين أبلغوها عرضا من حركة حماس الليلة الماضية ، باستعداد حماس التزام وقف الاقتتال على الفور مقابل إلغاء فكرة الانتخابات المبكرة التي دعا لها الرئيس محمود عباس.

وأكدت حركة فتح ، أن الاقتتال الداخلي يعطل رغبة فتح وفصائل منظمة التحرير بتشكيل حكومة وحدة وطنية ، ويشكل ضمانا لحماس بحجب مخاوف تنتابها حاليا من شبح الانتخابات المبكرة التي تخشاها حماس أكثر مما تخشى الحرب الأهلية.