بعد التزامه الصمت حول موقفه من اعدام صدام

بلير يقطع اجازته بسبب الانتقادات

عادل درويش من لندن: قطع رئيس الوزراء توني بلير اجازته مبكرا وعاد من ميامي في فلوريدا أمس الخميس بدلا من عطلة نهاية الأسبوع بعد انتقادات واسعة النطاق لاختياره قضاء الاجازة في ضيافة مغني شعبي، ولصمته التام بدلا من التعليق على اعدام الرئيس العراق السابق صدام حسين، بينما لقي الحادث ادانة جميع ساسة بريطانيا تقريبا حيث استهجنوا تصرف الحكومة العراقية في بث شريط الأعدام الذي وصفه معظم معلقي بريطانيا بانه quot; مقززquot;. و كان رئيس الوزراء تجنب الاجابة على اي اسئلة تتعلق باعدام الزعيم العراقي السابق، قائلا أن quot;الموقف المتأزم في ايرلندا الشمالية يحتاج وجوده وجهوده.quot; ويعتبر بلير ان توصله للسلام بين الجمهوريين والوحدويين في شمال ايرلندا في اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998، اهم انجاز في حياته السياسة يريد ان يكرره في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والأسرائيليين.

وقد انكرت مصادر داوننج ستريت ان بلير عاد مبكرا، بسبب تزايد الانتقادات لقضائه عطلة في ميامي المشرقة في فيلا المغني الشعبي روبين جيب، بينما تخوض العراق اكبر ازمة تعصف بها في ثلاث سنوات ونصف بحيث لايمكنه ان يعسل يديه عن المسؤولية.

لكن مصادر اخرى اشارت الى ان بلير قرر العودة بسبب تصاعد حملة ألانتقادات والسخرية ضده، بعد ان قال زعيم حزب المحافظين المعارض دافيد كاميرون للبي بي سي الخميس انه بموازنة الاحتمالات كان يتعين على بلير ان يصدر تصريحا يعلق فيه على موت صدام وطريقة تنفيذ الحكم.

وكان داوننج ستريت، ابعد نفسه عن تصريح نائب رئيس الوزاراء جون بريسكوت باستهجان شنق صدام واستيائه من quot;فساد الذوق والطريقة المقززةquot; التي بثت بها حكومة المالكي الفيديو في حديث للبي بي سي امس الأول، بالقول انه امر يعود للعراقيين. بينما تعرضت وزيرة الخارجية مارجريت بيكيت لأنتقادات كثيرة حتى من الصحافة الموالية للعمال بسبب تصريحها المتناقض بان حكومتها تعارض حكم الأعدام من حيث المبدأ، لكنها مسرورة من محاسبة صدام على افعاله.

وانتقد نواب عماليون، مثل الممثلة السابقة غلندا جاكسون، نائبة منطقة هامبستد في شمال لندن ومن اقطاب اليسار، التي وصفت صمت بلير على اعدام صدام بانه quot; يدعو للأندهاشquot; اما النائب بيتر كيلفوي، وهو عمالي ايضا، فقد عتبر صمت بلير خطئا. وقال النائب المحافظ، ووزير معارف حكومة الظل بوريس جونسون في عموده ألاسبوعي في الديلي تلغراف اليوم انه لو كان مغنيا شعبيا او ممثلة شهير لقيت حتفها، لقفز بلير امام الكاميرات والميكروفونات لأدلاء بتصريحات عاطفية فورية.

بينما جاءت تصريحات بقية الوزراء متناقضة مع بعضها البعض. ويرى مراقبون ان بلير عاد لآنقاذ سفينة الحكومة من الغرق، خاصة وان كاميرون قال في مقابلته مع البي بي سي اليوم انه يتحدى العمال في انتخابات عامة، وان جوردون براون، وزير المالية الذي يتوقع ان يخلف بلير بعد اعتزال الأخير الحياة السياسة في منتصف العام، يجب ان يحصل على تفويض شرعي من الناخب البريطاني اولا.

لكن المتحدث باسم رئيس الوزراء اليوم اصر على ان بلير عاد للتركيز على مبادرة جديدة طرحها بلير لتجنب ازمة في حكومة ايرلندا الشمالية الذاتية بين الراعي ايان بيزلي، زعيم حزب وحدوي الستر، البروتستانتي المحافظ المتشدد، وبين جيري ادامز زعيم حزب شين فين الجمهوري القوي المرتبط بالجيش الجمهوري الأيرلندي الذي يمثل اغلبية الكاثوليك الذين يريدون الأنفصال عن بريطانيا.

واكد مساعدو بلير انه يخشي من انهيار اتفاق السلام في شمال ايرلندا، ولذا عاد ليركز جهوده على شمال ايرلندا بعد ان اتهم الوحدوييون الجمهوريين بالتراجع عن الألتزام بالتعاون مع البوليس تخليا عن موقفهم التاريخي بعدم التعاون مع الشرطة. وقالت مصادر داوننج ستريت ان بلير استثمر وقتا وجهدا كبيرا في ايرلندا الشمالية لايريده ان يضيع ادراج الرياح.