أسامة مهدي من لندن : تحت شعار quot;نحو اعلام حيوي وحر في العراق quot; يبحث حوالى 300 خبير إعلامي عراقي ودولي في باريس ابتداء من الاثنين قضايا عدة تتعلق بحرية التعبير والتنمية الاعلامية في العراق واستقلالية العمل الاعلامي والمعايير المهنية والأخلاقية للإعلام خاصة في العراق وجملة قضايا تتعلق بهذا البلد الذي اصبحت فيه الصحافة تسمى quot;مهنة المخاطر في بلد المخاطرquot; .

وتنظم المؤتمر بالتعاون مع منظمة اليونسكو هيئة الإعلام والاتصالات العراقية حيث سيتم على مدى ثلاثة ايام تقديم دراسات وتقارير وتشكل ست ورش عمل حول حاضر ومستقبل الاعلام في العراق لإصدار اعلان ختامي عن quot;الخطوات التالية للاعلام في العراقquot; .

موضوعات المؤتمر وورش أعماله

وعلى مدى ثلاثة ايام سيتم تقديم بحوث وتقارير عن حرية التعبير والتنمية الإعلامية في العراق وملكية وسائل الاعلام واستقلالية العمل الاعلامي وتعدديته والمعايير المهنية والاخلاقية للإعلام واطر عمل التنظيم والتشريع في المؤسسات الاعلامية وكيفية دعم وتطوير وسائل البث الاعلامي .

وسيتم خلال اليوم الاول من المؤتمر الذي ينعقد في مقر منظمة اليونسكو في العاصمة الفرنسية الاثنين المقبل تقديم دراسات وبحوث من ممثلين عن الحكومة العراقية ومنظمة اليونسكو وبرنامج الامم المتحدة للاعلام والاتصال وهيئة الاعلام والاتصال العراقية تتعلق بالتحديات التي تواجه الاعلام العراقي ومستقبله والدعم الدولي للاعلام في العراق .. والوضع الراهن للإعلام وتعريف الأهداف الممكن تحقيقها لتنمية الاعلام . كما ستتم مناقشة موضوعات تتعلق بسلامة الصحافيين وحمايتهم وتقديم شهادات حية عن أوضاع الصحافيين العراقيين في الظروف الحالية كما يتم عرض فيلم من انتاج هيئة الاعلام والاتصالات العراقية يحمل عنوان (مهنة المخاطر في بلد المخاطر) .

وفي اليوم الثاني من المؤتمر سيتم تقسيم المؤتمرين على ست ورش عمل : الاولى حول الملكية واستقلالية التحرير الصحافي .. والثانية عن المعايير المهنية للعمل الاعلامي .. والثالثة حول بناء الانسان والمؤسسات ودور المرأة فيما ستكون الرابعة عن الاسواق الاستثمارية التجارية في مجال الاعلام والخامسة عن خدمات البث الاعلامي العام والسادسة حول اطر العمل التنظيمي والتشريعي في الاعلام . اما اليوم الثالث والاخير من المؤتمر وهو الاربعاء المقبل فسيخصص لمناقشة تقارير الورش الست واعلان البيان الختامي حول quot;الخطوات التالية للاعلام العراقيquot; .

تحدياتعدةتواجه الصحافيين العراقيين

وفي كلمة مشتركة تمهد للمؤتمر يقول المدير التنفيذي العام لهيئة الاعلام والاتصالات العراقية الدكتور سيامند فريد عثمان والامين العام لقسم الاتصالات والمعلومات في منظمة اليونسكو الدكتور عبد الواحد خان إن هيئة الإعلام والاتصالات في العراق قد تأسست منتصف عام 2004 ككيان تنظيمي مستقل بسلطة حصرية لترخيص وتنظيم البث الاذاعي والتلفزيوني والاتصالات في العراق . ويوضحان انه اضافة الى هذه المسؤوليات التنظيمية ألزم القانون الهيئة بالعمل على تطوير وتنمية الاعلام العراقي وبضمنه الصحافة والانترنت ووسائل الاعلام الاخرى وفق افضل التجارب العلمية العالمية المعتمدة ووفقا لمتطلبات القانون الدولي الخاص بحرية التعبير واستقلالية الاعلام .

ويضيفان انه بعد تشكيل الحكومة العراقية الدستورية الاولى في اواخر حزيران (يونيو) عام 2004 فان الوقت قد حان لتناولمجموعة التحديات التي واجهت الصحافيين العراقيين ووسائل الاعلام .. مشيرين الى انه على الرغم من إنجاز الكثير لإنشاء الاطار المؤسساتي فان هذه الانجازات قد تنهار اذا لم يتم دعمها بالشكل الصحيح فيما يبقى الكثير مما يجب إنجازه من أجل حماية الصحافيين .. اضافة الى ان الجهود المستقبلية للدول المانحة وإنشاء المؤسسات ستكون اكثر فاعلية اذا تم تنسيقها بشكل افضل .

ولهذه الاسباب مجتمعة اوضحا أن هيئة الاعلام والاتصالات تعقدهذا المؤتمر حول اهمية التحديات التي تواجه الاعلام العراقي وذلك بالمشاركة مع منظمات الامم المتحدة لتشجيع كل الاطراف للعملمعا نحو الاهداف المشتركة ومن اجل تناول مواضيع مثل : سلامة الصحافيين ، التعاون الدولي ، الملكية ، استقلالية التحرير، التعددية ، المعايير المهنية ، قدرة البناء الانساني والمؤسساتي ، الاسواق الاستثمارية التجارية ، خدمات البث الاعلامي العامة ، اطر العمل التنظيمي التشريعي . وأوضحا انه لذلك تم عقد اجتماع للتخطيط لهذا المؤتمر وذلك في باريس في حزيران (يونيو) الماضي بين ممثلي هيئة الاعلام والاتصالات ومنظمة اليونسكو وتم الاتفاق فيه على فترة المؤتمر الحالي وجدول اعماله بمشاركة مابين 250 و300 خبير واعلامي من العراق ومنظمات دولية واقليمية غير حكومية والدول المانحة ومسؤولين عن الحكومة العراقية وصانعي القرار الاخرين .

العراق اخطر بلد في العالم على الاعلاميين

وينعقد مؤتمر باريس في وقت اكدت منظمة مراسلون بلا حدود أن العراق يعد أخطر بلد في العالم على العاملين في القطاع الاعلامي . وتقول المنظمة في تقرير نشرته مؤخرا إن العراق وللسنة الرابعة على التوالي يعتبر أكثر دول العالم خطورة على حياة العاملين المحترفين في القطاع الاعلامي. واشارت الى ان 64 من الصحافيين ومعاونين اعلاميين قتلوا خلال العام الماضي 2006 فيما وصل عدد القتلى منهم منذ بداية الحرب على العراق إلى 139 صحافيا وإعلاميا أي اكثر من ضعف عدد الصحافيين الذين قتلوا خلال 20 عاما استمرت فيها الحرب في فيتنام التي سجلت مقتل 63 صحافيا بين عامي 1955 و 1975. وقالت إنها طلبت من الرئيس العراقي جلال طالباني إتخاذ تدابير من شأنها أن تضع حدا لهذه الممارسات ضد الصحافيين. وقد وضع مؤشر احترام الحريات الصحافية الذي تصدره المنظمة سنويا العراق في المرتبة 154 من اصل 168 دولة شملها التصنيف, مقارنة بالمرتبة 157 التي احتلها العراق في عام 2005

ومن جهتها اكدت لجنة حماية الصحافيين في اميركا أن العراق هو الاكثر قتلا للصحافيين وإنه قتل في العراق منذ اذار (مارس) عام 2003 حين اندلعت الحرب في العراق حوالى 80% من الصحافيين والإعلاميين المساعدين الذين لقوا حتفهم أثناء آدائهم مهامهم حول العالم.

وقالت اللجنة من مقرها في الولايات المتحدة إن quot;ما لا يقل عن 76 صحافيا و 42 إعلاميا قتلوا في العراق منذ آذار(مارس) 2003 ليكون بذلك الصراع الأكثر قتلاً للإعلاميين في التاريخ الحديث.quot; وشهدت الفترة الأخيرة تسارعا في وتيرة استهداف الصحافيين العراقيين بعد تعرض عدد كبير منهم للاعتقال والضرب والخطف..والأدهى من ذلك مسلسل القتل الذي بدأ ولا أحد يعرف متى يتوقف.