الياس توما من براغ : بدأت الكنيسة الكاثوليكية في بولندا ومعها بشكل جزئي الفاتيكان يواجهان وضعا محرجا بعد أن تأكد أن متروبوليت وارسو الجديد البطريرك سانيسلاف فيلغوس الذي من المقرر أن يتسلم منصبه الديني الرفيع بشكل احتفالي يوم الأحد القادم قد تعاون بوعي منه مع جهاز المخابرات الشيوعي السابق لسنوات طويلة.

وذكرت اللجنة الحكومية لحماية حقوق الإنسان بأنها عثرت على دليل حول تعاون الكاهن فيلغوس آنذاك وانه لا توجد أي شكوك في انه تعاون بوعي منه في الفترة بين عامي 1973ــ 1978 غير انه لا توجد طريقة لتقييم حجم تعاونه بشكل واضح ونتائج تعاونه والأضرار التي ألحقها بأشخاص محددين .

من جهتها اعترفت اللجنة التي شكلت في إطار الكنيسة الكاثوليكية البولندية اليوم بعد الإطلاع على وثائق امن الدولة الشيوعي الموجودة في معهد الذاكرة الوطنية بان البطرك قد تعاون في السابق عندما كان برتبة كاهن وانه توجد وثائق عديدة وجدية تؤكد بأنه كان على استعداد للتعاون الواعي والسري مع أجهزة الأمن وأيضا بان هذا التعاون قد تم .

وأكدت اللجنة بان النشاط الذي قام به الكاهن فيلغوس آنذاك خلال عمله في الجامعة الكاثوليكية في لوبلين كان بامكانه أن يضر بمختلف الطرق بالناس من الوسط الكنسي غير أن اللجنة أكدت أن هذا الأمر غير قاطع بالنسبة لتعاونه اللاحق مع المخابرات .

وأكدت اللجنة انه لا توجد أدله مباشرة حول الأضرار التي ألحقها الكاهن وانه توجد في الأرشيف فقط التقارير التي كتبها عناصر الأمن الشيوعي الذين كانوا يلتقون به

وقد نفى البطريرك البولندي الاتهامات الموجهة له بالعمل كمخبر أو الحاقه الأذى بأي شخص حول تعاونه غير انه اعترف بأنه التقى مع ضباط من الأمن الشيوعي ولذلك عبر عن أسفه لحدوث هذه الاتصالات .

وبالنظر لكون بولندا تعتبر دولة كاثوليكية ويعلن 95% من البولنديين الانتماء إلى المسيحية الكاثوليكية فان هذه الفضيحة قد أثارت عاصفة في البلاد .
ووفق استطلاع سريع للرأي أجرته صحيفة غازينا فيبورتشا فان 67% من البولنديين يرون بان على البطريرك الاستقالة وعدم تولي منصبه يوم الأحد القادم فيما قال 73% بأنه في حال عدم تقديمه الاستقالة بنفسه فيتوجب عزله .

وكانت قد فجرت هذه الفضيحة بوجه المتروبوليت صحيفة رجيتشبوسبوليتا ومجلة ووبروست حيث نشرتا معلومات عن تعاونه مع جهاز المخابرات الشيوعي البولندي منذ نهاية الستينيات حتى نهاية الثمانينات .

ويقول صحفيو الجريدة والمجلة الذين نشروا هذه المعلومات أنهم استقوها من أرشيف معهد الذاكرة الوطنية وان مضمون الوثائق الموجودة في الأرشيف تؤكد بدون أي شكوك تعاونه مع الأمن وانه تم التأكد بأنه عندما كان مطرانا قد وقع مرتين على الوثيقة الخاصة بالتعاون مع الأمن وانه تم إخضاعه لدورة تدريبية على أعمال التجسس في احد البيوت التابعة للأمن في العاصمة وارسو .