عادل درويش من لندن: وزير المالية جوردون براون، والذي يتوقع ان يخلف توني بلير في زعامة الحزب وبالتالي تولي رئاسة الوزارة بعد اعتزال الاخير المتوقع خلال ستة اشهر، سيتبع اسلوبا جديدا في الحكم ويغير مظهر طريقة الحكم ويطور حزب العمال الجديد الذي quot;ضل الطريقquot;، حسبما قال وزير سابق في حكومة بلير، بينما صعد حزب الأحرار الديموقراطيين المعارض من حملته ضد الحرب في العراق بالالحاح على الرئيس الأميركي جورج بوش الإنصياع للديمقراطيين في الكونجرس وعدم ارسال قوات اضافية للعراق، والإسراع بتحديد جدول زمني لسحب القوات.

وقال نيكولاس براون (لاعلاقة قرابة بينه وبين وزير المالية الحالي) وزير الزراعة السابق اليوم في لقاء مع البي بي سي ان هناك شعورا عاما في اوساط الحزب الحاكم بان الحكومة تعاني من تناقص الشعبية ومن ملل الناس وبالتالي فهي بحاجة الى تجديد اسلوبها في الحكم بعد انتهاء زعامة بلير الحالية، بقوله quot;اعتقد اننا في حاجة ماسة الى اعادة الحيوية والحماس والطاقة المتحمسة للحزبquot; في اشارة ضمنية الى فقدان الحزب اليوم هذا الحماس والحيوية بعد أكثر من 12 عاما من زعامة بلير، منها عشرة في الحكم. ويفهم ضمنيا ايضا ان مهمة التجديد هذه ستقع على عاتق وزير المالية براون بعد ان يصبح رئيسا للوزارة، غالبا في بداية شهر يونيو من هذا العام، اذا لم يظهر متحدى قوي آخر ينافسه على الزعامة.

وحتى الآن لم يتحد احد براون، سوى اعلان من النائب العمالي جون ماكدونلل بأنه سيتحدى براون على زعامة الحزب بعد تنحي بلير، الذي كان اعلن في مؤتمر الحزب السنوي في شهر سبتمبر الماضي.

وجاءت تصريحات وزير الزراعة السابق، مباشرة بعد اعلان اللورد فولكنر، اللورد تشانسلور رئيس القضاء العالي ولورد الإستشارية ndash; وهو يشغل اقدم منصب حكومي في بريطانيا واقدم من منصب رئيس الوزراء نفسه- ان وزير المالية جوردون براون quot;هول اشك اقوى مرشح لمنصب زعامة الحزبquot;، مما يعبر عن دعم واضح من قطاع كبير من معسكر بلير، خاصة وان اللورد فولكنر هو من اقرب حلفاء بلير.

ومعروف ان هناك انقساما كبيرا في الحزب بين معسكري بلير التجديدي الأكثر يمينية ومعسكر براون الذي يدعمه اغلبية اليسار، اثر اتفاق غير مكتوب بينهما يعود الى عام 1995، بتخلي بلير عن الزعامة بعد فترة واحدة في الحكم، وتسليمها لبراون. لكن بلير يقضي الآن فترته الثالثة كرئيس للوزارة مما يثير حنق اتباع براون.

وقال اللورد فولكنر، في مقابلة سيبثها تلفزيون جي ام تي في غدا الأحد، ان براون وبلير اكبر من ساهما في انجازات حكومة العمال خلال السنوات التسع الماضية. اما وزير الزراعة السابق، براون، فقال اليوم للبي بي سي ان وزير المالية براون يريد يعيد الى الحزب الشعور بمعنى تحديد الهدف والسعي لتحقيقه والي كان المحرك للحزب عامي 1996 و 1997 ( فاز العمال باكتساح في انتخابات عام 1997، ثم مرتين بعد ذلك) ويجب على الحزب اقناع الناس انه يقف الى جانبه لتحقيق متطلباتهم. واضاف بنبرة يعلوها ندم الإنتقاد الذاتي quot;بقينا في الحكم فترة طويلة وهناك شعور باننا ضللنا الطريقquot;.

وكانت تقارير ترددت عن نية وزير الداخلية القوي جون ريد تحدي براون في زعامة الحزب، لكن احدا، بمن فيهم ريد نفسه، لم يؤكد او ينفي هذه التقارير. وريد من اقوى حلفاء بلير، وهو اسكتلندي مثل براون، وكان شغل منصبي وزارتي الحربية والصحة قبل توليه الداخلية في وقت تصعيد حملة مكافحة الإرهاب.

لكن براون، وزير المالية السابق علق اليوم على ذلك بقوله quot; على حزب العمال الجديد ان يبقى جديدا ، ومايقوله جون [ريد] انه يصعب على اي حكومة ان ان تتمتع بالشعبية ان لم تكن متطورة ومتغيرة باستمرارquot;.

وكانت شعبية الزعيم البريطاني تعرضت للهجوم بسبب بقائه بعيدا في فلوريدا وعدم تعقيبه على اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، كما ان اكبر اعتراض لدى الناس علي سياسته هو مشاركة اميركا في الحرب في العراق.

وفي الوقت نفسه استمر زعماء حزب الأحرار المعارض في حملتهم المناهضة للحرب في العراق والذين عارضوها منذ البداية، خاصة بتأييديهم لقرار الديموقراطيين في الكونغرس لأميركي بمناشدة الرئيس جورج بوش عدم زيادة عدد القوات في العراق مثلما اعلن. وحزب الاحرار بزعامة السير منزيس كامبل يطالب رئيس الوزراء بلير والرئيس بوش بالإسراع بسحب القوات من العراق.