واشنطن: تستعد وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للتوجه الى الشرق الاوسط في الوقت الذي تتعرض فيه واشنطن لضغوط اوروبية تطالبها بتسريع الجهود لمحاولة حل الازمة الاسرائيلية الفلسطينية. وسواء كان من قبيل المصادفة او نتيجة اتفاق مسبق كانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا موجودين في واشنطن لتذكير ادارة بوش، الغارقة في وضع استراتيجية تحرك جديدة في العراق، بمدى الاهمية الملحة لمعالجة الملف الفلسطيني.

وقالت ميركل الخميس اثر لقاء مع الرئيس جورج بوش في البيت الابيض quot;علينا ان نسعى مرة بعد مرة الى التوصل لنتائج بشان النزاع الاسرائيلي الفلسطينيquot;. كذلك تصدرت القضية الفلسطينية المباحثات التي اجراها سولانا مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وايضا مع مساعدها المعين جون نغروبونتي الذي التقاه سولانا الجمعة.

وقال سولانا صراحة لرايس quot;من بين كل ما لدينا من مشاكل في الشرق الاوسط فان التركيز يجب ان ينصب على القضية الفلسطينيةquot; كما افاد مسؤول اوروبي كبير. واضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه quot;كلما اسرعنا بحل ازمة عملية السلام كلما كان ذلك افضل. افضل للفلسطينيين وافضل للاسرائيليين وايضا للولايات المتحدة لانها ستزداد اعتبارا في نظر العرب واوروباquot;.

وكانت رايس اعلنت الشهر الماضي انها ستتوجه في مطلع 2007 الى الشرق الاوسط واكد بوش الخميس انها ستتوجه الى هناك quot;سريعاquot;. ولم يعلن موعد زيارة وزيرة الخارجية الاميركية لكن الرئيس الفسطيني محمود عباس اشار الى انها ستكون في 13 و14 كانون الثاني(يناير).

ومنذ دعوته عام 2003 الى انشاء دولة فلسطينية لم يخصص بوش الكثير من الجهود لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني مركزا جهوده على حرب العراق. كما ان فكرة الدولة الفلسطينية quot;لم يكن فيها اي جديدquot; كما اشار المسؤول الاوروبي. ولزيادة نفوذهم في هذه المنطقة يريد الاوروبيون احياء عمل اللجنة الرباعية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) التي كانت وراء quot;خارطة الطريقquot; التي ما زالت حبرا على ورق.

وفي بادرة حسن نية وصف بوش بquot;الفكرة الجيدةquot; الدعوة الى اجتماع وزاري للرباعية يعقد في 25 كانون الثاني/يناير الحالي في باريس على هامش المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان الذي اشارت رايس الى عزمها على المشاركة فيه. وتشكل هذه المشاركة بادرة اخرى باتجاه الاوروبيين اذ ان واشنطن كانت قد استقبلت بفتور شديد فكرة عقد هذا المؤتمر.

وكانت الرباعية قررت منذ عام قطع المساعدات عن الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس طالما لم تستجب الى ثلاثة مطالب: الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود والتخلي عن العنف واحترام الاتفاقات المبرمة سابقا. الا ان العواقب المؤسفة لهذا القرار على الساحة الفلسطينية دفعت الاوروبيين الى اقامة آلية مالية لاستئناف المساعدات مع الالتفاف على حماس.

ويخشى الاوروبيون ان لا يكون لدى الرئيس بوش، الذي ينهي ولايته الثانية العام القادم، الوقت الكافي لدفع الحوار بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال سولانا quot;ليس امام هذه الادارة سوى عامينquot; مضيفا quot;لا يمكن ان نحصد خلال العامين القادمين الا ما سنزرعه خلال الاشهر الستة القادمةquot;.