بغداد، دبي، عمان: اعتبر رئيس المحكمة الجنائية العراقية التي اصدرت حكم الاعدام على صدام حسين في مقابلة نشرت الخميس، ان تنفيذ الحكم بالرئيس العراقي السابق quot;لم يات في الوقت المناسبquot; مؤكدا ان جوا من quot;الليونة والمودةquot; ساد بينهما خارج المحكمة. وقال القاضي رؤوف عبدالرحمن رشيد في مقابلة مع صحيفة الحياة quot;تقديري ان تنفيذ حكم الاعدام لم يأت في الوقت المناسب، فيوم الاول من عيد الاضحى المبارك ليس بالوقت المناسب لتنفيذ احكام الاعدامquot;.

الا ان القاضي الذي ذكر بان حيثيات تنفيذ الحكم ليست من صلاحياته، نفى ان يكون حكم الاعدام بحق صدام حسين معدا مسبقا معتبرا ان هذه الاقوال quot;ليست سوى دعاية سياسية اطلقها اناس متعلقون بحكم صدام حسين وبتربيه في الحكمquot;. كما اعتبر ان quot;الادعاءات حول تدخلات عراقية او اجنبية هي من صنع وكلاء الدفاع الذين تجنبوا التركيز على الاساسيات للدفاع عن المتهمين وركزوا على ترديد اقاويل وشعارات غير صحيحة مثل التدخل والتدخل ثم التدخلquot;. وقال quot;لا يوجد اي شخص يمكنه ان يجبرني على اتخاذ قرار او اصدار حكم لست مقتنعا بهquot; نافيا وجود تدخلات في المحاكمة quot;لا اميركية ولا غير اميركيةquot;.

الى ذلك، قال رشيد انه يعتقد ان صدام لم يكن يتوقع الحكم عليه بالاعدام لانه quot;من ناحية كان يعتقد بانه سيظل باقيا او خالدا في الحياة ومن ناحية كان محبا للحياة بشكل مطلقquot;. كما اقر القاضي بانه التقى بصدام مرتين خارج المحاكمة بناء على طلبه. وقال القاضي ان صدام كان يحاول في هذين اللقاءين quot;خلق جور من اللطافة والليونة والمودة. كان يبتسم ونتبادل اللطائفquot;.

وقد اعدم صدام حسين شنقا فجر 30 كانون الاول(ديسمبر) الماضي اثر ادانته بمقتل 148 شيعيا في الدجيل مطلع ثمانينات القرن الماضي ردا على محاولة لاغتياله.

علي quot;الكيمياويquot; يشغل مقعد صدام

جلس ابرز المتهمين في قضية حملات الانفال، علي حسن المجيد الملقب بعلي quot;الكيماويquot;، خلال جلسة اليوم الخميس في مقعد كان يشغله الرئيس الراحل صدام حسين وبقي فارغا اثناء الجلسة السابقة. وتنظر المحكمة الجنائية العليا في قضية حملات الانفال ضد الاكراد والتي اسفرت عن مقتل حوالى مئة الف كردي وتدمير ثلاثة الاف قرية وتهجير الالاف. والمجيد هو ابن عم الرئيس الراحل وابرز المتهمين بقضية الانفال بحيث وجهت اليه تهمة quot;ارتكاب ابادة جماعيةquot;.

وافتتحت جلسة اليوم بحضور جميع المتهمين. وقال المدعي العام منقذ آل فرعون quot;سيتم عرض فيلم فيديو يتضمن ادلة تثبت تورط المتهمين بمذابح ارتكبوها ضد الاكرادquot;. وقد بدات اولى جلسات المحاكمة في 21 آب(اغسطس) الماضي.

ويحاكم في القضية فضلا عن المجيد قائد المنطقة العسكرية الشمالية سابقا الذي اوكلت اليه مهمة تنفيذ الاوامر، صابر عبد العزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية السابق. وهو متهم بانه احد ابرز المحرضين على حملة الانفال واحد منفذيها الرئيسيين.

كما يحاكم ايضا طاهر توفيق العاني محافظ الموصل، وسلطان هاشم احمد الطائي وزير الدفاع السابق وقائد الحملة ميدانيا الذي كان يتلقى الاوامر مباشرة من علي حسن المجيد. اما حسين رشيد التكريتي عضو القيادة العامة للقوات المسلحة والمقرب من صدام وفرحان مطلك الجبوري مدير الاستخبارات العسكرية في المناطق الشرقية، فهما متهمان بالمشاركة في الحملة.

اعدام صدام فيه استثارة للسنة في العالم

اعتبر الشيخ حارث الضاري امين عام هيئة علماء المسلمين، ابرز هيئة ممثلة للسنة في العراق، في حديث نشرته صحيفة quot;الدستورquot; الاردنية الخميس ان اعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين فيه quot;استثارة للسنة في العالمquot;. وقال الضاري ان quot;موضوع الاعدام كان فيه نفس طائفي واضح وكان فيه استثارة لا لسنة العراق بل للسنة في العالم (...) وانه خال من الاخلاق والمسؤولية الرسمية والدينيةquot;.

واعتبر الضاري ان quot;الفئة التي الحت على اعدام صدام والتي نفذت هذا الاعدام بصورته التي رآها العالم لا تمثل الشيعة بل تمثل فئات سياسية معينة حاقدة على العراق ووحدتهquot;. واضاف ان quot;هذه الفئات مرفوضة من غالبية اخواننا الشيعة في العراق وان كثيرا من اخواننا الشيعة شاركوا في المآتم التي اقيمت للرئيس صدامquot;.

كما حمل الضاري الادارة الاميركية مسؤولية الاعدام قائلا ان quot;بوش اراد ان يقول للشعب الاميركي ان ما ذهبت اليه في العراق حققت الكثير منه او بعضه وعلى الاقل، انهيت عدوا من اعداء امريكا في المنطقة، وليقول لاسرائيل وان لم تتحقق كل اهدافكم في العراق فقد حققت بعضها ومنها اعدام الرجل الذي تكرهونه لما حصل منه من اطلاق صواريخ عليكمquot;.

وكانت هيئة علماء المسلمين اتهمت في بيان بث على الانترنت مطلع العام الحالي الاميركيين بالوقوف وراء اعدام الرئيس العراقي الراحل ودعت العراقيين الى احباط مخططاتهم.