مسفرغرم الله الغامدي من الرياض-مقديشو: أعلن زعيمان قبليان صوماليان وشاهد آخر اليوم مقتل مئة مدني في عمليات القصف الاميركية والاثيوبية التي استهدفت خلال الايام الماضية جنوب الصومال حيث يختبئ عناصر من القاعدة بحسب الولايات المتحدة في وقت اعربت منظمة المؤتمر الإسلامي عن قلقها العميق إزاء تصاعد الأعمال العسكرية وقال معلم عدنان عثمان الزعيم القبلي في دوبلي (جنوب) في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس quot;ارسلنا اشخاصا لإحصاء القتلى (..) واكدوا لنا مقتل مئة من البدو الابرياءquot; بين دوبلي واحمدو.

واكد زعيم قبلي اخر في احمدو هو الشيخ عبدالله علي ملابون هذه الحصيلة. وقال quot;ارسلنا فريقا لتقدير عدد الضحايا فقدروهم بأكثر من مئة قتيل، فيما اصيب اشخاص اخرون بجروح. لكننا لا نعرف العدد بدقةquot;. واضاف quot;ان بعض هؤلاء الاشخاص قتلوا في قريات تاتو وهايي وقوقاني وجميع السكان هناك مدنيونquot;. وقال شاهد آخر إنه احصى 29 جثة قرب قرية دوبلي القريبة من الحدود الكينية.

وقال ابسوج محمد والي وهو من سكان القرية في اتصال هاتفي اجرته معه فرانس برس quot;كنت مع فريق ارسل الى موقع تعرض للقصف قرب دوبلي لدفن القتلى. ما شاهدته فظيع، احصيت 29 قتيلاquot;. وكان رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي اعلن الاربعاء ان الغارات الجوية الاميركية لم توقع ضحايا بين المدنيين بل قتلت quot;ثمانية ارهابيينquot;.

وتشهد الصومال الواقعة في القرن الافريقي حربا اهلية مستمرة منذ العام 1991 وتبدل الوضع فيها بشكل جذري منذ مطلع العام 2007 حيث تمكنت السلطات الاثيوبية والصومالية من طرد الاسلاميين الذين سيطروا منذ بضعة اشهر على عدد من المناطق الصومالية. ويعتقد ان الاسلاميين الفارين يختبئون حاليا في جنوب الصومال. وشنت القوات الاثيوبية والاميركية في الايام الماضية غارات جوية على المنطقة حيث يختبئ عناصر من القاعدة على حد قول الولايات المتحدة.

الى ذلك حذر الامين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي في بيان صحافي من أن تصاعد الأعمال العسكرية في الصومال يمكن أن يقوض على نحو خطر ما تحقق من تقدم حتى الان صوب السلم الدائم والاستقرار والمصالحة في البلاد كما يمكن أن يلهب المنطقة بأسرها بل يتجاوزها.

ودعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي جميع الاطراف ومختلف الفئات في الصومال الى العمل لتحقيق الاستقرار في البلاد ووقف الأعمال العدائية وبذل الجهود المخلصة من أجل تحقيق مصالحة وطنية حقيقية.

وناشد الأمين العام جميع الدول المجاورة للصومال والقوى العالمية أن توقف فورا تدخلها العسكري في هذا البلد مجددا نداءه للأمم المتحدة والمجتمع الدولي القيام بدور فعال في التعجيل بتحقيق الإستقرار في الصومال الذي يشهد أوضاعًا متفجرة.

وقالت المنظمة في بيانها ان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي يتابع التطورات في الصومال عن كثب ويعمل مع المجتمع الدولي من أجل إحلال السلم وإعادة الامور إلى نصابها الطبيعي وتحقيق الوفاق الوطني في البلاد وسوف يتم في هذا الصدد إيفاد بعثة رفيعة المستوى عن منظمة المؤتمر الإسلامي قريبا لزيارة الصومال والبلدان المجاورة.