النائب مجدلاني: اعتصامات المعارضة اللبنانية فشلت سياسيًا
بيروت: يعيش لبنان ايامه الحالية على وقع باريس 3 والتحضيرات له والاعتراضات عليه اضافة الى تحركات المعارضة والاتحاد العمالي العام واضيف اليها مؤخرا الاعلان عن دول غير متعاونة مع براميرتز في قضية اغتيال الحريري..كل هذه التطورات جعلت الامور _المعقدة اصلا_ تصل الى حدود الازمة بشكل صاروخي.

وتزامن اليوم استمرار تحرك المعارضة في الشارع مع بدء جولة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة العربية في إطار حشد الدعم العربي لمؤتمر باريس 3 في الوقت الذي اعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أنه لن يجتمع كما كان مقرراً اليوم مع الرئيس السنيورة الذي يزور القاهرة، ولم يفصح موسى عن أسباب تراجعه عن الاجتماع. وهو غادر القاهرة متجهاً إلى الجزائر تلبية لدعوة من حكومتها للمشاركة فى اجتماعات احتفالية بالثقافة العربية، لكنه أشار إلى أنه سيلتقي السنيورة خلال ثلاثة أيام أثناء جولة السنيورة العربية دون أن يحدد مكان الاجتماع، وأوضح أن الجامعة العربية ستشارك فى اجتماعات مؤتمر باريس بشأن لبنان عن طريق صندوق النقد العربي.

ونفت مصادر مقربة من موسى أن تكون خلافات مكتومة بين الجامعة العربية والحكومة اللبنانية قد دفعت موسى إلى تأجيل هذا اللقاء، معتبرة أن التأجيل يرجع إلى تضارب في المواعيد علماً بأن إشارات كثيرة بعث بها موسى مع الموفد السوداني مصطفى اسماعيل تشير الى قلة اهتمام فريق السلطة في لبنان بجهوده.
وان كان بعض المتابعين قد اعتبروا quot;التضاربquot; في المواعيد مؤشرا على انسداد افاق الحل فان السجال الذي اندلع امس النائب سعد الحريري والرئيس نبيه بري على خلفية اتهام الأخير للأكثرية بالسكوت المريب عن موضوع الدول العشر التي رفضت التعاون مع لجنة التحقيق الدولية جاء ليؤكد صعوبة الحلول للازمة اللبنانية الحالية على الرغم من المحاولات الداخلية العديدة والاقليمية للوصول الى نتائج ايجابية.


وساطة سعودية بين حزب الله والحريري

تتجه قوى المعارضة اليوم الى تنظيم تحرك أمام وزارة العدلية مطالبة بالحقيقة في الجرائم السياسية القائمة، بينما يستأنف الاتحاد العمالي العام تحركه الاسبوع المقبل. وتعقد قوى المعارضة اجتماعاً الاثنين تدرس خلاله برنامج العمل للمرحلة المقبلة، وآلية تصعيد غير رمزية تكون مؤثرة وسريعة من شأنها تغيير مسار الازمة، وستعلن مواقيت تنفيذها في الوقت المناسب.


ويواصل السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة اتصالاته ومساعيه لكسر الجمود، وتردد أنه يعمل على ترتيب لقاءات بين فريقي السلطة والمعارضة، علماً بأنه عقد حتى الآن سلسلة من الاجتماعات مع قيادة حزب الله وسوف يلتقي اليوم المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل. وقالت مصادر حزب الله إن خوجة يسعى الى تأمين عقد لقاء بين قيادة الحزب والنائب الحريري. ويقترح في إطار هذا المسعى انعقاد لقاءات بين السنيورة والحريري وكل من الرئيس بري والسيد حسن نصر الله.واستمر خوجة، الذي التقى في وقت سابق الوزير المستقيل محمد فنيش، بنقل نصائح من قيادة المملكة حول وجوب ان يجلس قادة لبنان مع بعضهم البعض وأن يتحاوروا حول القضايا المختلف عليها، وإذا تعذر اللقاء على مستوى quot;الصف الاولquot; يمكن اعتماد قنوات ثانية تلبي حاجة الحوار المتبادلة.

وفي الوقت الذي سجل تكثيف الاتصالات الإقليمية من الجانبين التركي والمصري بكل من الرياض ودمشق سعياً الى إحداث انفراج في العلاقات السعودية السورية، خاصة أن التصريحات التي صدرت من عدد من المسؤولين في البلدين ادت الى إعادة تحريك الجهود الاقليمية quot;والتي يفترض ان يكون الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى جزءاً منهاquot;، على حد تعبير مصادر دبلوماسية عربية في العاصمة السورية ،برز امس تطورا لبنانيا ادخليا تمثل بزيارة مستشار رئيس الحكومة محمد شطح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، quot;في إطار توجه رئاسة الحكومة لإطلاق نقاش حول laquo;الورقة الاقتصاديةraquo; يعوّض النقص الحاصل في الحوار السياسيquot;.

الدول غير المتعاونة..والسجال اللبناني

بعد 3 ايام على القاءالسفير الروسي ما وصف quot;بالقنبلةquot; بمطالبته براميرتز الكشف عن الدول العشر التي لم تتعاون مع لنجة التحقيق الدولية وعدم صدور اي ردود فعل من قبل النائب سعد الحريري او فريق 14 اذار، تطرقت الحكومة امس الى هذا الموضوع فاكد السنيورة quot;إنه لم يجرِ الاتصال بالحكومة من قبل روسيا ولا رئيس لجنة التحقيق، ولا احد... ونحن لا نتدخل لا من قريب ولا من بعيد بالتحقيق. وملتزمون ألا نقحم أنفسنا في عمل اللجنة ويجب ان نحافظ على مهنيتها وحياديتهاquot;.

من جهته قال النائب سعد الحريري، معلقا على موقف الرئيس بري الذي انتقد عدم إثارة الاكثرية موضوع الدول العشر غير المتعاونة، فقال إنه توقف عند ما نسب الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري من سؤال وجهه الى الاكثرية النيابية عن سبب سكوتها تجاه هذا الموضوع، quot;وهو الذي يعلم علم اليقين، أن أي امر يتصل بجريمة الاغتيال غير قابل عندنا، لا للسكوت ولا للتغاضي، وأننا نصر على وصول التحقيق الى نهاياته التي توفر محاكمة المجرمين مهما علا شأنهم ومن اية دولة كانوا. وكم كنا نتمنى على الرئيس بري أن يسأل نفسه، قبل أن يسأل الاكثرية وقبل ان نسأله نحن عن سر السكوتِّ عن تعطيل الجلسة نيابية لإقرار المحكمة الدوليةquot;.
وفي وقت لاحق، ردّ الرئيس بري بلسان النائب علي بزي quot;على تمنيات مكتب النائب سعد الحريريquot; فقال quot;يعترف الرئيس بري أنه لا يعرف الجواب عن هذا السؤال لأنه لم يكن هناك من جلسة نيابية كي تعطل ولم يصل أي مشروع قانون بصدد المحكمة الدولية، هذا فضلا عن عدم وجود حكومة كي تقر مثل هذا المشروع. لذلك نتمنى عليه، وهو العليم الخبير والقانوني الشهير، أن يرشدنا الى الجواب وفي ذات الوقت، يجيبنا لماذا يقود هذا التدمير للمؤسسات من رئاسة الجمهورية الى الحكومة؟ ألا أذا كان الهدف من السؤال نفسه أسفه لعصمة المجلس النيابي وتمنعه واستعصائه عن التدميرquot;.