بشار دراغمه من رام الله :حذّرت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية من قيام الحكومة الاسرائيلية وأذرعها التنفيذية بحملة حفريات واسعة في أقصى الطرف الغربي لساحة البراق وعلى مساحة واسعة ، شملت إزالة وهدم أبنية عربية واسلامية قديمة وتفريغ مئات أكواب التراب بواسطة جرافات وشاحنات كبيرة على مدار اسابيع ، في المنطقة التي كانت تعتبر حتى 1967 جزءا رئيسيا من حارة المغاربة في القدس القديمة والتي شملت حينها عشرات المباني التاريخية القيمة والمهمة من الحقب الاسلامية المختلفة ، وأكدت مؤسسة الأقصى أن المؤسسة الاسرائيلية تهدف بحملة الحفريات المتواصلة هذه تزييف التاريخ وطمس المعالم العربية والاسلامية في مدينة القدس القديمة في خضم مسلسل تهويد القدس وعبرنتها .

وقالت مؤسسة الأقصى في بيان تلقته (إيلاف):quot; قام طاقم من مؤسسة الأقصى خلال الأسابيع الأخيرة بجولات ميدانية متكررة لمنطقة ساحة البراق لرصد ما يجري بالتحديد في أقصى الطرف الغربي لمنطقة ساحة البراق الواقعة غربي المسجد الأقصى المبارك ، وقد شاهد طاقم مؤسسة الأقصى بأم عينيه أن المؤسسة الاسرائيلية متمثلة بسلطات الآثار الاسرائيلية تقوم بعملية حفريات واسعة في المنطقة وعلى مساحة واسعة ، حيث ظهرت وبشكل واضح آثار لمبانٍ عربية واسلامية كثيرة من حقب تاريخية قريبة وبعيدة المدى من الفترة العثمانية والعهود الاسلامية التي سبقتها كالفترة المملوكية والأيوبية ، وكان الموقع يزدحم يومياً بعشرات الحفّارين ، وخلال أيام معينة من عمليات الحفر الواسعة شاركت آليات حفر ثقيلة كالجرافات والشاحنات بعملية الحفر ، وفي أيام أخر قامت الجرافات الاسرائيلية بهدم بعض الأبنية وإزالتها من المكان ، كما وترافقت عملية الحفر إزالة وتفريغ المنطقة من مئات إن لم يكن من آلاف أكواب الأتربة من المكان ، وقد رصدت مؤسسة الأقصى بآلاتها التصويرية العملية كاملة وعلى مدار أيام quot;.

وأضافت مؤسسة الأقصى في بيانها :quot; إننا في مؤسسة الأقصى نرى بعين الخطورة قيام امؤسسة الاسرائيلية بعملية الحفريات الواسعة هذه ، ونحذّر من اتساعها ، في وقت يعرف الجميع أن هذه المنطقة كانت جزءاً رئيسيا من حارة المغاربة والشرف التي هدمتها القوات الاسرائيلية مطلع حزيران عام 1967 حين احتل الجيش الاسرائيلي شرقي القدس والبلدة القديمة والمسجد الأقصى ، واليوم تستمر المؤسسة الاسرائيلية بإجراءاتها الاحتلالية لتـزيل المباني العربية والاسلامية التاريخية والأثرية ضاربة بعرض الحائط جميع المواثيق الدولية التي تمنع عملية الحفريات هذهquot;.

واعتبرت مؤسسة الأقصى في بيانها أن هدف المؤسسة الاسرائيلية من عملية الحفريات الواسعة هو طمس المعالم وتزييف التاريخ وتهويد المكان وقالت :quot; إن هدف المؤسسة الاسرائيلية من كل هذه العمليات الحفرية هو طمس المعالم العربية والاسلامية في محاولة لتزييف التاريخ ، واستكمالاً لسياسة تهويد القدس القديمة وعبرنتها ، وقد علمت مؤسسة الأقصى من أن بعض المؤسسات الاسرائيلية وعلى أنقاض الأبنية العربية والاسلامية التي تم إزالتها ستشرع ببناء مركز تسميه quot;مركز تراث المبكىquot; ، مدعية أنها اكتشفت آثارا من عهد الهيكل الثاني ، وهي تلك الكذبة الكبيرة التي ما وجدت الى اليوم أي دليل موضوعي وحقيقي لها، كما أكد أكثر من عالم آثار متخصص من بينهم عدد من علماء الآثار الاسرائيليين quot; .

وفي ختام بيانها وجهت مؤسسة الأقصى نداءاً للمؤسسات العربية والاسلامية والمحافل الدولية ذات العلاقة العمل على إيقاف عملية الحفريات التزييفية، وقالت في بيانها :quot; لقد آن الأوان للمؤسسات العربية والاسلامية من جهة والمؤسسات والهيئات الدولية من جهة أخرى أن تتحرك سريعاً وتقوم بإجراءات فورية تمنع من خلالها إيقاف هذه العمليات الحفرية التي تستأصل المباني الأثرية التاريخية العربية والاسلامية ، الشاهدة على آلاف السنين من التاريخ والحضارة العربية والاسلامية في القدس ، في وقت يعلم الجميع أن المواثيق الدولية الخاصة بالقدس منعت ومازالت تمنع أعمال الحفر هذه quot;.