برلين: اختتمت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم الخميس جولة شرق اوسطية وخليجية استمرت خمسة ايام لم تسفر عن نتائج واضحة بل اقتصرت على المشاريع والنوايا. واعلنت رايس خلال الجولة التي قادتها على التوالي الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن ومصر والسعودية والكويت، عن عقد اجتماع ثلاثي قريبا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

لكن في الوقت الذي اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش للتو عن تعزيزات كبيرة للقوات العسكرية الاميركية المنتشرة في الخليج تتضمن نشر صوايخ quot;باتريوتquot; مضادة للصواريخ وارسال حاملة طائرات اضافية، فان رايس لم تحصل على اي تعهد عملي من هذه الدول العربية المعتدلة بتقديم دعم سياسي ومالي الى الحكومة العراقية من اجل التصدي لنفوذ ايران في العراق.

وكانت وزيرة الخارجية تامل في الحصول على التزام من دول الخليج الثرية بشطب الديون العراقية البالغة مئة مليار دولار للسعودية وحدها، وبتعزيز حضورها الدبلوماسي في بغداد ليرتقي الى مستوى القائمين بالاعمال ان لم يكن السفراء. غير ان النتيجة الرئيسية لم تتعد بيانا مشتركا يدعو طهران بصورة غير مباشرة الى الامتناع عن اي تدخل في الشأن الداخلي العراقي ويبدي ارتياح هذه الدول العربية المعتدلة لتعزيز الوجود العسكري الاميركي في المنطقة.

وفي بادرة موجهة الى رايس، اوضح وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح للصحافيين ان هذه الدعوة تعني ايران، غير ان الدول النفطية الست في مجلس التعاون الخليجي (السعودية والكويت والامارات العربية والمتحدة وقطر والبحرين وسلطنة عمان) ومصر والاردن فضلت عدم ذكر الدولة القوية المجاورة لها في نص البيان الختامي، بعد ان كانت رايس تراهن عليها للتصدي للنفوذ الايراني المتنامي في المنطقة.

كما ان البيان لا يأتي على ذكر البرنامج النووي الايراني اذ لا تزال بعض الدول العربية ترفض الاشارة بالاتهام الى طهران في حين ان اسرائيل لم تقر يوما بانها تمتلك اسلحة نووية. وفي ما يتعلق بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني وهو الموضوع الرئيسي الثاني على جدول اعمال جولة رايس، فقد اعلنت وزيرة الخارجية في نهاية لقاءاتها السبت والاحد في القدس ورام الله عن عقد اجتماع ثلاثي الشهر المقبل بهدف quot;تسريع خارطة الطريقquot;، خطة السلام الدولية التي بقيت حتى الان حبرا على ورق. الا انه لم يتحدد تاريخ او مكان لهذا الاجتماع غير الرسمي خصوصا وان اللاعبين الرئيسيين اولمرت وعباس اضعفا سياسيا ولم يعودا يملكان سوى هامش تحرك ضيق. ورايس نفسها لم تعط اي توضيحات بشأن الافكار المحتملة التي قد تقدمها الولايات المتحدة، معارضة الاقتراح الاسرائيلي بقيام دولة فلسطينية بحدود موقتة، وهو اقتراح رفضه عباس.

وافادت اوساط رايس ان الوزيرة التي التقت خلال جولتها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، تود تشكيل quot;لجنة رباعية عربيةquot; تضم مصر والاردن والسعودية والامارات العربية المتحدة، تنضم الى عملية تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وستعرض رايس افكارها على المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي جعلت من تحريك عمل اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا) احدى اولويات الرئاسة الالمانية للاتحاد الاوروبي.

ومن المتوقع ان تعقد اللجنة الرباعية اجتماعا وزاريا في مطلع شباط/فبراير في واشنطن. واعلنت رايس اليوم الاربعاء في برلين ان اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط ستجتمع في واشنطن quot;ربما في الاول او الثاني من شباط/فبرايرquot; المقبل. وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير من جهته في المؤتمر الصحافي المشترك quot;نحن الاثنان نرى ان الوقت قد حان لانعقاد الرباعيةquot;.