سمية درويش من غزة : أكدت حركة حماس التي تسيطر على مقاليد الحكم بالأراضي الفلسطينية ، إن بناء الكنيس اليهودي قبالة الصخرة المشرفة بجوار أحد مداخل الحرم القدسي الشريف يشكل خطوة تصعيدية متقدمة ضد الشعب الفلسطيني والأمة ، واصفة ذلك بجريمة جديدة بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس تؤسس لجرائم أكثر خطورة لجهة استهداف المسجد الأقصى بشكل مباشر ، وإعمال المخططات الإسرائيلية المدبرة بحقه ، هدما وتخريبا وإحلالا.

وقالت حماس في بيان صحافي ، quot; لم يعد هنالك أدنى شك في حقيقة المخططات الإسرائيلية التي تحاك لتهويد بيت المقدس ، والمكر للمسجد الأقصى المبارك ، تمهيدا لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم بدلا عنهquot;.

ولفتت إلى إن إقدام بعض المستوطنين الذين ينتمون إلى جماعة quot;عطيرت كوهانيمquot; اليهودية ، على بناء كنيس في الحي الإسلامي قبالة الصخرة المشرفة قرب أحد مداخل الحرم القدسي الشريف بترخيص مما يسمى بلدية القدس ، يشكل خطوة تصعيدية خطيرة في مضمار السعي الإسرائيلي الأعمى لاستهداف المسجد الأقصى المبارك ، والعمل على تضييق الخناق عليه بشكل تدريجي ، وصولا إلى تحقيق المأرب الإسرائيلي الأسود بإزالة quot;الأقصىquot; وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.

وحملت حماس ، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الجديدة التي تصطبغ بصبغة رسمية بحتة من خلال الترخيص الرسمي الذي منحته ما يسمى ببلدية القدس للجماعة اليهودية المتطرفة ، وكافة ما يترتب عليها من نتائج سياسية وتداعيات ميدانية.

ودعت كافة أبناء الشعب الفلسطيني إلى حماية المسجد الأقصى المبارك والذود عنه بالروح والدم والغالي والنفيس ، والتعبير بكل قوتهم وعزماتهم عن رفضهم للجريمة بحق القدس والمسجد الأقصى ، والخروج بفعاليات مكثفة ومنظمة لإبداء كامل تضامنهم واستعدادهم للذود عن مسرى نبيهم quot;صلى الله عليه وسلم quot; أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مهما بلغت التضحيات.

ودعا بيان حماس ، الأمة العربية والإسلامية رسميا وشعبيا ، وخاصة الحكومات ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ولجنة القدس والقوى والأحزاب السياسية والمنظمات الشعبية ، إلى التقاط مسؤولياتهم التاريخية والمصيرية عبر التحرك الفوري والعمل العاجل على فضح الجريمة quot;الصهيونيةquot; الجديدة ، والمبادرة بخطوات سياسية وإعلامية وجماهيرية على كافة الصعد والمستويات ، وفي مختلف المحافل الإقليمية والدولية ، بغية إحباط المخطط الحثيث لاستهداف المسجد الأقصى المبارك ، وإكمال تهويد بيت المقدس ، قبل أن يتحول المخطط إلى واقع عملي ، ويفجع الشعب والأمة بهدم quot;الأقصىquot; في غفلة مصيرية لن ننجو من حساب وعقاب الله تعالى إزاءها.

كما دعت حماس ، الرئيس محمود عباس إلى مقاطعة الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها quot;أولمرتquot; ، والتوقف عن أي لقاء أو اجتماع مع أحد من أركانها بما يمنح الغطاء السياسي للجريمة الإسرائيلية ، مؤكدين أن هذه الجريمة بحق القدس والأقصى تشكل اختبارا جديا للرئاسة الفلسطينية حيال مدى التزامها بالمصالح الفلسطينية العليا ، ومدى قدرتها على توظيف علاقاتها السياسية المختلفة لخدمة الأهداف والمصالح الفلسطينية، وإمكانية سعيها وتدخلها لإحباط الجريمة في مهدها، بحسب تعبير البيان.