المالكي يتوعد quot; الإرهابيين والصداميينquot; بعقاب صارم
العراق يرفض التهديدات التركية بالتدخل العسكري

أسامة مهدي من لندن : دعا العراق الدول العربية ودول الجوار الاقليمية الى الامتناع عن التدخل في شؤونه او احتضان مؤتمرات تبعث برسائل تدفع الى زيادة الاضطراب وعدم الامن فيه مؤكدا رفضه تهديدات تركية بتدخل عسكري في اراضيه مشددا على انه لن يسمح بتحويل اراضيه لإلحاق الضرر بهذه الدول .. فيما قتل انفجار مفخختين في بغداد اليوم 88 مواطنا واصاب 170 اخرين حيث توعد رئيس الوزراء نوري المالكي بملاحقة الارهابيين وفلول الصداميين منفذي الجريمة وتقديمهم الى القضاء العادل .

وقال علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم عقب اجتماع لمجلس الوزراء ان الحكومة العراقية قلقة ومنزعجة من التهديدات التركية بتدخل عسكري في اراضيها على خلفية قضية كركوك والتي عادة ما يصرح بها مسؤولون اتراك . واشار الى ان تركيا احتضنت مؤخرا مؤتمرين حول العراق عن قضية كركوك وعما سمي مؤتمر نصرة العراق تحدثت فيه عناصر تشجع على الارهاب على الرغم من تأكيد تركيا حرصها على وحدة العراق . واشار الى ان هذه التهديدات ذات حدين لانه بمقدور العراق ايذاء الدول التي تحاول إلحاق الضرر به لكن هذا ليس من اخلاقيات النظام العراقي الجديد . وقال ان لدى العراق الكثير من الاوراق لوقف الاعتداءات او التشجيع عليها من قبل الدول الاقليمية ومنها الاجراءات الاقتصادية غير انه عبر عن الثقة بحكمة زعماء هذه الدول في وقف رسائل العداء للعراق التي تنطلق من اراضيهم .

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال الأسبوع الماضي إن تركيا quot;لن تقف مكتوفة الأيديquot; إذا سيطر الأكراد العراقيون على مدينة كركوك الغنية بالنفط في شمال العراق لكنه لم يوضح ما قد تقوم به أنقرة للحيلولة دون وقوع ذلك في اشارة الى إصرار الاكراد على تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي حول تطبيع الاوضاع في مدينة كركوك العراقية الشمالية الغنية بالنفط . وأضاف أردوغان لأعضاء حزبه الحاكم quot;العدالة والتنميةquot; في كلمة أمام البرلمان quot;هناك جهود لتغيير التكوين السكاني لكركوك... ولا يمكن أن نقف موقف المتفرج تجاه هذه التطورات.quot;

ومن جانبه اعلن وزير الخارجية التركي عبدالله غول الخميس الماضي ان بلاده لا تستطيع تجاهل مصلحة الاقلية التركمانية في شمال العراق والتي تتحدر من اصول تركية وتشكو من تعرضها للاضطهاد من جانب الاكراد.

وتقضي المادة 140 بتطبيع الاوضاع وإجراء إحصاء سكاني واستفتاء في كركوك واراض اخرى متنازع عليها لتحديد ما يريده سكانها وذلك قبل 31 كانون الاول (ديسمبر) من العام الحالي 2007 . ويطالب الاكراد بإلحاق مدينة كركوك بإقليم كردستان الامر الذي يرفضه العرب والتركمان. يذكر ان عدد سكان كركوك الغنية بالنفط يبلغ حوالى مليون نسمة هم خليط من التركمان والاكراد والعرب مع اقلية كلدواشورية .

وفي رده على سؤال حول مشاركة برلمانيين عراقيين في هذه المؤتمرات اشار الدباغ الى ان النواب ينتمون الى كتل سياسية مشاركة في العملية السياسية وان على كتلهم تحمل مسؤولية ذلك . واوضح ان الحكومة لا يمكنها منع هذه المشاركة لان النواب منتخبين من الشعب غير انه اكد خطورة الرسائل التي تبعثها هذه المؤتمرات على امن واستقرار العراقيين .

واكد الدباغ رفض العراق التدخل في شؤونه الداخلية وعقد مؤتمرات في دول الجوار ضده موضحا ان هذه المؤتمرات تشجع على العنف وعدم الاستقرار في العراق . ودعا هذه الدول الى احترام مكونات العراقيين محذرا من ان هذه المؤتمرات والتصريحات التي تطلق فيها تؤثر سلبا على علاقات العراق مع تلك الدول . وقال ان العراق ملتزم من جهته باحترام العلاقات مع الدول الاقليمية والامتناع عن كل ما يضر بمصالحها مشيرا بهذا الصدد الى منع الحكومة العراقية نشاط حزب العمال الكردستاني التركي ضد تركيا ونشاط منظمة مجاهدي خلق ضد ايران . واضاف الدباغ ان بلاده تريد من الدول العربية الشقيقة والاقليمية الامتناع عن تأليب مكونات عراقية ضد اخرى او قوى واحزاب ضد غيرها . وطالب بتشجيع هذه الدول للمصالحة الوطنية العراقية .

وحول زيارة الرئيس العراقي جلال طالباني الاخيرة الى سوريا اوضح الدباغ انها اكدت رغبة البلدين في اقامة افضل العلاقات بينهما وشعبيهما من خلال مصلحة امنية واقتصادية مشتركة لإقامة افضل العلاقات . واعرب عن امله في التزام القيادة السورية بالتزاماتها في مساعدة العراقيين امنيا ومنع تسلل الارهابيين عبر الحدود الى العراق . اما بالنسبة إلى تسليم مطلوبين عراقيين يقيمون في سوريا اشار الى ان سوريا ابدت كل التعاون حول تسليم مطلوبين ارتكبوا جرائم لكنه اوضح انه لا يستطيع التحدث بالتفصيل عن هذا الامر لحساسيته الامنية لكن قال ان سوريا ملتزمة بدعم العملية السياسية في العراق وهو ما يعني عدم السماح بوجود أي شخص على اراضيها يعمل لايذاء العراق .

وحول خطة امن بغداد قال الدباغ ان التحضيرات جارية لها الان من خلال استقدام قوات جديدة الى العاصمة . واضاف انه لاوقت محددا للبدء بهذه الخطة التي ستتكفل بتنفيذها قوات وزارتي الداخلية والدفاع بقيادة عراقية . وتوقع ان لا تكون هذه الخطة نهاية للارهاب في العراق لان الارهابيين يتحركون في الظلام لكنه اكد انها ستحد من نشاطهم وتوجه ضربات موجعة لهم .

عربة عسكرية اميركية بالقرب من مكان انفجار مفخختين وسط بغداد

وفي رده على سؤال حول موعد اطلاق القيادي في التيار الصدري عبد الهادي الدراجي الذي اعتقل قبل ايام اوضح الدباغ ان القوات الامنية تستكمل التحقيق معه وانه سيتم اطلاق سراحه بعد ذلك . وقال ان وزراء التيار الستة قد شاركوا اليوم في اجتماع الحكومة للمرة الاولى منذ شهرين بعد انهاء تعليق مساهمتهم في الحكومة ومجلس النواب امس .

انفجار مفخختين يقتل 88ويصيب 170 والمالكي يتوعد المجرمين

قتل انفجار مفخختين في بغداد اليوم 88 مواطنا واصاب 170اخرين فيما توعد رئيس الوزراء نوري المالكي بملاحقة الارهابيين وفلول الصداميين منفذي الجريمة وتقديمهم الى القضاء العادل . وقال وكيل وزراة الصحة حاكم الزاملي ان اجهزة وزارته قد استنفرت لتقديم العلاجات للمصابين في هذه الجريمة الجديدة التي استهدفت مواطنين ابرياء .

وهذا أكبر عدد من الضحايا والجرحى يسقط في هجوم منذ مقتل 70 في تفجير مزدوج خارج جامعة المستنصرية في بغداد قبل ستة أيام.

وذكر شهود عيان ان السيارتين المفخخيتن انفجرتا في منطقة الباب الشرقي وبالتحديد في ساحة الطيران. واوضحوا ان السيارتين كانتا متوقفتين بجانب الطريق واستهدفتا المواطنين المدنيين من عمال البناء الذين يقفون على جانب الطريق بانتظار فرصة العمل. وقال مصدر في وزارة الداخلية ان الانفجار اسفر عن استشهاد واصابة اكثر من 200 شخص مشيرا الى ان سيارات الشرطة هرعت إلى مكان الحادث وقامت بنقل المصابين الى مستشفى الكندي والمستشفيات القريبة من الحادث.

وتوعد المالكي بتقديم مرتكبي هذه الجريمة وقال في بيان له :

بيان
ارتكب التحالف بين الارهابيين وفلول الصداميين مجزرة بشعة جديدة بتفجير سيارتين مفخختين في منطقة الباب الشرقي في بغداد راح ضحيتها العشرات من المواطنين الابرياء بين شهيد وجريح .
ان عتاة الارهاب الذين ارتكبوا هذه الجريمة الغادرة يتوهمون ان نهجهم الدموي الخائب بقتل اكبر عدد من المواطنين سيؤدي الى كسر ارادة الشعب العراقي وتمزيق وحدته واثارة الفتنة بين مكوناته .
اننا في الوقت الذي ندين فيه بشدة هذه الجريمة النكراء نؤكد ان الاجهزة الامنية المختصة ستبذل كل طاقاتها لملاحقة المتورطين وتقديمهم للقضاء لنيل العقاب العادل الذي يستحقونه .
نسأل الباري عز وجل ان يتغمد الشهداء بوافر رحمته ويدخلهم فسيح جناته ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل .

نوري كامل المالكي
رئيس وزراء جمهورية العراق