تصاعد معاناة اللاجئين بين القتل والاختطاف والتهجير
مسلحون يختطفون 26 فلسطينيا في بغداد

أسامة مهدي من لندن : اكدت مصادر فلسطينية في العراق اختطاف مسلحين 26 فلسطينيا من وسط بغداد فجر اليوم متهمة جيش المهدي التابع لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر بتنفيذ هذه العملية . واشارت مفوضية اللاجئين الفلسطينيين في العراق في بيان لها الى ان quot;ميليشيا جيش المهدي مدعومة بقوات وزارة الداخلية العراقية اقدمت على اختطاف 26 لاجئا فلسطينيا من مجمع القصر الابيض بمنطقة الكرادة وسط بغداد واتعدت بالضرب على النساء الفلسطينيات والمخطوفين الذين اقتيدوا الى جهة مجهولةquot; . ودعت الحكومة العراقية الى الاسراع بالعمل على اطلاق سراح المختطفين .. وطالبت الجامعة العربية الى العمل على فك الحصار الذي قالت ان الحكومة العراقية ومليشياتها وقوات الاحتلال الاميركي تفرضه على ابناء الشعب الفلسطيني في العراق ونقل جميع العائلات من بغداد الى قطاع غزة فورا وفقا للقرار 194.

ومن جهتها نددت هيئة علماء المسلمين العراقية السنية بعملية الاختطاف التي قالت انها حصلت في الساعة السادسة فجرا عندما قام مسلحون يرتدون الزي الرسمي والحكومي باختطاف هؤلاء الاشخاص على الهوية بعد الاعتداء عليهم بالضرب وسرقة الاموال والمصوغات الذهبية وتحطيم الابواب والاثاث وترويع الاطفال .
واضافت في بيان لها ان هذه الجريمة التي تعبر بشكل واضح عن طبيعة الجهات التي تقف وراءها وتسعى بكل ما لديها من غدر بمحاربة الاخوة العرب quot;الذين هم ضيوف على بلدنا الجريحquot; . وحملت الهيئة الحكومة العراقية وقوات الاحتلال quot;المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وامثالها من الجرائم التي ترتكب ضد الاخوة الفلسطينيين الابرياء في الوقت الذي يعلنون فيه للعالم اهتمامهم باستقرار الوضع الامني في البلدquot; .

وفي وقت سابق عبرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن قلقها البالغ إزاء سلامة اللاجئين الفلسطينيين في العراق الذين استهدف بعضهم بطريقة مباشرة وقتلوا أثناء أعمال العنف المتواصلة هناك.

ويوجد نحو 23.000 لاجئ فلسطيني مسجلين مع المفوضية منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 كما توجد مجموعة صغيرة غير مسجلة في البصرة والموصل فيما وتقدر المفوضية عدد اللاجئين الفلسطينيين ككل في العراق بنحو 34.000 شخص. واكدت المفوضية إن العديد من هؤلاء اللاجئين في وضع حرج حيث تعتبر بعض الأطراف العراقية الفلسطينيين أعداء على الرغم من أنهم ليسو طرفا في النزاع .

وقد وصل اللاجئون الفلسطينيون إلى العراق في ثلاث دفعات، الأولى والثانية بعد الحرب العربية الإسرائيلية عامي 1948 و1967 والأخيرة عام 1991. ونتيجة لما يحدث الآن في العراق تعرض الفلسطينيون للطرد والتهديد وغادرت المئات من العائلات بغداد إلى غزة وسوريا والأردن.

وقد دعت وزارة شئون اللاجئين الفلسطينية منظمة الأمم المتحدة إلى العمل وبسرعة على نقل اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في العراق إلى أماكن عملياتها في سوريا والأردن .

وشددت الوزارة على ضرورة بقاء هؤلاء اللاجئين في حال نقلهم الى سوريا والأردن تحت رعاية الأمم المتحدة إلى حين عودتهم إلى ديارهم مؤكدة على أهمية بقاء هؤلاء اللاجئين بالقرب من وطنهم فلسطين. وناشدت الأمم المتحدة القيام بواجبها تجاه حماية اللاجئين الفلسطينيين في العراق ، وعمل اللازم لحمايتهم في ظل الظروف التي يمرون بها والتي تؤلم الضمير العربي والدولي وتنافي حقوق الإنسان.

واشارت الى أن معاناة اللاجئين الفلسطينيين في العراق دفعت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى توجيه نداء مناشدة لدول العالم أن يوفروا ملاذاً آمناً للفلسطينيين الموجودين هناك، أو توفير مكان آمن بديل للمستهدفين في مجمع البلديات وغيرها من أرض العراق.

ويعيش الفلسطينيون المقيمون في العراق منذ عام 1948 في ظل أوضاع مأساوية وكارثية صعبة وعميقة منذ الاحتلال الأميركي حيث تم طرد مئات العوائل من بيوتها من قبل أصحاب الأملاك الذين استغلوا غياب مؤسسات الدولة وغياب القانون وسيادة الفوضى وبدأت صحف صفراء عديدة صدرت بعد احتلال بغداد بنشر وكتابة مقالات تهاجم الفلسطينيين وتحملهم مسؤولية ما جرى للعراقيين من كوارث ومآسٍ وحروب في ظل النظام السابق ملفقة معلومات مغلوطة تفتقد للصدقية وتتناقض مع الوقائع التي عاشها أبناء الشعب العراقي، الذي استضاف اللاجئين الفلسطينيين منذ العام 1948 وهم الذين يشكلون نسبة ضئيلة من اللاجئين الذي طردوا من ديارهم إثر النكبة .

ومع استمرار تدهور الأوضاع الأمنية واستمرار الفوضى التي نجمت عن القرارات الكارثية التي أقدم على تنفيذها بريمر( حل الجيش وأجهزة الأمن) وكذلك تدمير مؤسسات الدولة وبناها التحتية، ترافق مع ذلك تصاعد وتفاقم النعرات الطائفية والمذهبية التي روج لها المحتلون ومن يقف معهم. مما أثر على أحوال المواطنين العرب المقيمين في العراق وخاصة اللاجئين الفلسطينيين حيث بدأت الاعتداءات والمضايقات تزداد وتخلف وراءها ضحايا: شهداء وجرحى ومعتقلين ومخطوفين ومفقودين، وتم استهداف التجمعات السكنية التي يشغلها فلسطينيون عبر الاعتداءات تارة بإطلاق النار وتارة أخرى بقصفها بقذائف الهاون خاصة المجمع السكني في حي البلديات الذي يسكن فيه حوالي 40 % من الفلسطينيين الموجودين في العراق في ظروف سكنية وخدمية ومعاشية صعبة وسقط من جراء هذه الهجمات أعداد من الضحايا من المواطنين الفلسطينيين وحصلت اعتداءات أخرى على تجمعات سكنية في حي الدورة والحرية والزعفرانية وأماكن أخرى.

وتشن فصائل مسلحة على اللاجئين الفلسطينيين حرب أمنية متعددة الأشكال أدت إلى مصرع أكثر من 170) فلسطينياً أكثر من 50 % منهم قتلوا لأنهم يحملون الهوية الفلسطينية أو لكونهم فلسطينيين فقط اضافة الى اختطاف العشرات بحجة أنهم ميسورين ومطالبة أهاليهم بدفع فدية تتراوح حسب الحالة بين (10 ndash; 15) ألف دولار كي يتم إطلاق سراح المخطوف الذي يكون في حالات عديدة رجلاً طاعناً في السن، أو طفلاً في المدرسة الابتدائية أو شاباً في مقتبل العمر وقد تم أخذ الفدية في (10) حالات من أهالي المخطوفين وبعد ذلك تم قتلهم.