الياس توما من براغ: أكد رئيس الحكومة البولندية ياروشسلاف كاتشينسكي اليوم أن القاعدة الأمريكية المضادة للصواريخ التي يريد الأمريكيون إقامتها في أوروبا لن تكون موجهة ضد روسيا الاتحادية. ورأى أن المخاوف التي عبر عنها بعض الجنرالات الروس من هذه القاعدة التي يظن هنا أنها ستقام في بولندا فيما سيتم نصب الرادار الخاص بها في تشيكيا تعود ليس لأسباب أمنية وإنما لان موسكو حسب قوله تخشى من أن يثقل هذا الأمر إمكانياتها لإعادة تأثيرها في هذه المنطقة.

واعتبر أن من المبكر قيام حكومته بفرض الشروط على الأمريكيين فيما يتعلق بالجزء من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي المضاد الذي يريد الامريكيون وضعه في بلاده ة غير انه اعترف بان الولايات المتحدة بدأت اتصالاتها مع حكومته للدخول في مفاوضات حول هذا الأمر. وأضاف من الواضح أن القاعدة في حال إقامتها في بولندا فإنها ستحسن الوضع الأمني لبلاده وفي كل الأحوال فان وجودها لن يجعل الوضع الأمني يتدهور مشددا على أن التفاوض مع الأمريكيين سيكون قاسيا.

وبالتوازي مع الموقف البولندي هذا رفض رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك مخاوف موسكو مؤكدا انه ليس لها ما يبررها. واعتبر أن نظام الدفاع الصاروخي هذا يتصف بالدفاعية على خلاف الصواريخ السوفيتية من نوع اس اس 20 التي كانت للاتحاد السوفيتي في تشيكوسلوفاكيا زمن الحرب الباردة والتي كانت موجهة نحو الغرب وتحمل رؤوسا نووية. وأضاف في حديث للإذاعة التشيكية بان روسيا في النهاية ومن اجل مصالحها الأمنية سيتوجب عليها تبنى نظام دفاع صاروخي مضاد مشابه لذلك لمواجهة الصواريخ البالستية سواء عجبهم ذلك أم لا مشيرا إلى أن الروس ستفاوضون مع الأمريكيين منذ فترة حول هذا الأمر.

من جهتها قالت وزيرة الدفاع التشيكية فلاستا باركانوفا بان الروس ليس لديهم أي سبب يجعلهم يخشون نظام الدفاع الصاروخي هذا أما وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ فقد أكد أن طلب الأمريكيين من الحكومة التشيكية بدء التفاوض بشان الرادار الخاص بالقاعدة لا يعتبر مفاجأة لان الروس امتلكوا معلومات منذ فترة عن نظام الدفاع الصاروخي المضاد مباشرة من الأمريكيين وأيضا من مجلس حلف الناتو ــ روسيا. وفيما بدا مجلس امن الدولة الأعلى في تشيكيا اليوم مداولاته بشان الطلب الأمريكي السماح بوضع جزء من نظام الدفاع الصاروخي في تشيكيا أو تحديدا الرادار الخاص بالقاعدة كما قال رئيس الحكومة التشيكية تقول صحيفة برافو اليوم إن الأمريكيين لا يتحدثون في إجاباتهم بشكل محدد عن رادار وإنما يتحدثون عن وسائل أو أجهزة الدفاع الصاروخي المضاد الأمر الذي يثير التساؤل حسب الصحيفة فيما إذا كان خيار وضع القاعدة الصاروخية بدلا من الرادار لا يزال واردا في تشيكيا أيضا ؟

وتقول الصحيفة إنها سالت السفارة الأمريكية بشكل مباشر حول هذا الأمر فتلقت جوابا مضمونه أن الولايات المتحدة قد اتصلت بتشيكيا وبولندا وأنها ستبدأ التفاوض مع الطرفين حول وضع الأجهزة الأمريكية للدفاع الصاروخي المضاد في أراضي تشيكيا وبولندا كما أكد جواب السفارة بان القرار النهائي لم يتخذ بعد بشان وضع هذه الأجهزة ولا أيضا البرنامج الزمني للمفاوضات.

يذكر أن الحزب المدني الديموقراطي أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم يوافق على وضع الرادار في تشيكيا وكذلك حزب الشعب المشارك في الائتلاف الحاكم أما الحزب الثالث في الحكومة وهو حزب الخضر فقد عبر عن عدم سعادته من الطلب وربط بين موافقته على وضعه في تشيكيا وبين الحصول على موافقة من حلف الناتو على هذا الأمر أما الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس فلم يعبر حتى الساعة عن أي موقف له في هذه القضية غير انه سبق له أن قال في حديث لصحيفة سوديتيش زايتونغ الألمانية بان التشيك واستنادا إلى تاريخهم حساسون جدا من مسالة وجود قوات أجنبية في أراضيهم في إشارة إلى القوات السوفيتية التي تواجدت في بلاده منذ قمع حركة ربيع براغ في عام 1968حتى سقوط النظام الشيوعي في عام 1989 ولذلك رأى آنذاك بان انتشار قوات أجنبية من جديد في بلاده من الممكن أن لا يكون موضع ترحيب.