آمال بالوفاق وليس الفراق
إيلاف ترصد مستقبل الحوار الوطني الفلسطيني

خلف خلف من رام الله: ينتظر المواطن الفلسطيني بشغف نتائج الحوار الوطني الجاري بين الفصائل الفلسطينية وسط آمال بالوفاق وليس الفراق، ولكن كثرة القضايا الشائكة والمعقدة والتجارب السابقة تجعل التشاؤم أيضاً يشق طريقه بقوة في الشارع الفلسطيني، يأتي هذا فيما تتجدد الاشتباكات بين الحين والآخر بين مناصري حركتي فتح وحماس. بالتوازي مع استمرار حالة التراشق بالاتهامات عبر وسائل الإعلام، إيلاف بدورها فتحت هذا الملف في محاولة لتقديم قراءة مستقبلية للحوار الفلسطيني الجاري والآمال المرجوة منه والعقبات التي تعترضه.

الإعلامي والكاتب الفلسطيني تيسير مشارقة يقول لـ إيلاف: الحالة السياسة الفلسطينية تدرّبت على الحوار والتفاوض (الجدل) الداخلي، ولكن هناك بعض الأطراف التي تتميز بالرعونة والغوغائية مثل quot;القوة التنفيذيةquot; التي تدير المسائل في الشارع دون رقابة السياسي في الداخلية. وهناك عامل خارجي وهو المحتل الإسرائيلي الذي يمكن له أن يلعب دوراً تدميرياً للحوار في لحظة الوفاق الوطني. تستطيع إسرائيل من خلال أعوانها نسف الحوار.
ويضيف د.مشارقة: الحوار الفلسطيني جدل مستمر حول البرنامج السياسي الفلسطيني الموحد ، لهذا لن ينتهي الحوار الوطني الفلسطيني طالما هناك قضية فلسطينية حية ومعاصرة تتقاذفها الأمواج الداخلية والإقليمية والعالمية. ويتابع: المسألة بالنسبة لي ليست قضية نجاح أو فشل ، المسألة بالنسبة لي متى يجتمع الفسطينيون على قواسم سياسية مشتركة . بينما الحوار والجدل الداخلي هو تحصيل حاصل وبمختلف الأشكال، حتى بالصمت والعنف.
النواتي: لا مقوم لنجاح الحوار.

ومن جانيه، يقول المحلل السياسي الفلسطيني مهيب النواتي: لا يبدو في الأفق أي مقوم لنجاح الحوار الوطني الفلسطيني, ذلك لان القضايا المطروحة على جدول البحث هي قضايا شائكة وفي غاية التعقيد ولا يمكن حلها وفقا لأي إطار زمني مهما بعد هذا الإطار, فمن ضمن القضايا الشائكة ما يتعلق بالملف الأمني المرتبط بلجنة التحقيق والتقصي التي تمت الموافقة على تشكيلها لبحث كافة القضايا التي حدثت منذ لحظة حادثة المعبر مع رئيس الوزراء, وانتهاء بحادثة مقتل العميد محمد غريب.

ويضيف: وهي قضايا لا يمكن الانتهاء منها سريعا لكثرتها وصعوبتها, كما أن حجم الدم الفلسطيني الذي سال خلال هذه الفترة من الصعب على حركة حماس والحكومة أن تتحمل نتائجه, لأنها الأكثر تورطا في هذه الأحداث, إضافة إلى قضية القوة التنفيذية التي تشترط حركة فتح إما حلها وإما دمجها في الأجهزة الأمنية لأنها قوة غير مستقلة من الناحية القانونية, ولأنها هي الأكثر تورطا في الأحداث والمواجهات بين الطرفين.

وتابع النواتي: كما أن البرنامج السياسي والمحاصصة الوزارية التي تصر عليها حركة حماس والتي تقف دائما عند وزير هنا أو وزارة هناك هي أمور أيضا من الصعب حلها, لان حماس تتعامل مع هذه القضية وفقا لحجمها في المجلس التشريعي وليس وفقا لمقومات وجود أزمة يجب الخروج منها. ناهيكم عن كتاب التكليف للحكومة الذي سيظل يراوح مكانه بين تعديل كلمة أو تغيير في مفهوم, دون الاعتراف بجوهره وهو احترام الحكومة للاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير.

وأختتم النواتي حديثه قائلا: لهذا كله فإنني اعتقد أن الحوار الفلسطيني سيظل يراوح مكانه, ويبدو أن الشارع الفلسطيني بات اقرب إلى الانتخابات المبكرة منه إلى الخروج بحل توافقي بين فتح وحماس أو بين الرئاسة والحكومة.
الشوبكي: كل الأطراف خاسرة.

أما الكاتب أشرف أبو خصيون مدير مكتب الحدث للصحافة في قطاع غزة فيقول: لا أتوقع نجاح الحوار الوطني الفلسطيني لأنه هناك نقاط اختلاف لازالت تقف حجر عثرة أمام الاتفاق، ومنها رفض الولايات المتحدة الاميركية التعامل مع حكومة يقودها إسماعيل هنية وهذا سيعمل علي فشل الحوار الفلسطيني لان حماس تتمسك بهنية رئيسا للوزراء.

بينما رأى بلال الشوبكي مدير قسم الأبحاث في المركز الفلسطيني للديمقراطية والدراسات أنه يمكن الإشارة إلى إمكانية التفاؤل بشان نجاح الحوار الوطني الفلسطيني، وذلك لسبب رئيسي متمثل في أن كل الأطراف خاسرة من بقاء الوضع على ما هو عليه، إضافة لذلك مرونة جديدة من الموقف الدولي تجاه التعاطي مع حكومة وحدة وطنية باستثناء، أميركا. لكن هذا التفاؤل من وجهة نظري لا يمتد إلى ابعد من تشكيل حكومة الوحدة، بمعنى لا تفاؤل في استمرارية هذه الحكومة بعد تشكيلها، نتيجة غموض الأدوار والبرامج حتى الآن.