الياس توما من براغ: قال رئيس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي المعارض فويتيخ فيليب إن حزبه يعارض وبقوة وضع أي جزء من منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية في الأراضي التشيكية .ورأى أن وضع الرادار الأمريكي الخاص بالقاعدة الصاروخية سيحد من سيادة الدولة التشيكية وسيزيد المخاطر على امن البلاد ولذلك شدد على أن موافقة الحكومة على مثل هذا الأمر سيكون عملا ضد المصالح الحيوية للمواطنين .

وشكك بالتبريرات الأمريكية التي تقول بان وضع الرادار هنا والقاعدة في بولندا يستهدفان التصدي للصواريخ لا التي يمكن أن تطلق من ما يسميه الأمريكيون بدول محور الشر مؤكدا أن الهدف من وضعها هنا متابعه الأوضاع في روسيا .

وشدد على أن الهدف من هذه القاعدة والرادار الخاص بها هو حماية الولايات المتحدة وليس تشيكيا مشيرا إلى انه في حال انطلاق صواريخ ضد الأمريكيين فان أول من سيضرب هو الرادار الأمريكي الخاص بالدرع الصاروخي لان شله سيجعل قاعدة الصواريخ تفقد معناها .

كما أشار إلى أن وضع الرادار في تشيكيا سيعني في الترجمة العملية أيضا بان المكان الذي سيوضع فيه سيكون خارج سيادة القانون التشيكي .وأشار إلى أن حزبه قد تقدم من جديد إلى البرلمان باقتراح معدل لتنظيم استفتاء يعبر فيه سكان بلاده عن موقفهم من هذه القاعدة .

وبالتوافق مع هذه الموقف قال رئيس اللجنة لخارجية في مجلس النواب التشيكي يان هاماتشيك الذي ينتمي إلى الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم انه يقف ضد وضع الرادار في تشيكيا ورأى أن ضمان الأمن لبلاده يجب أن يتم في إطار الاتفاقات الموقعة مع حلف الناتو وليس فقط مع الولايات المتحدة أما نائب رئيس الحزب الاجتماعي بوهسلاف سوبوتكا فقد أكد انه من دون تنظيم استفتاء بهذا الشأن فانه لن يصوت في البرلمان لصالح وضع الرادار في تشيكيا .

ويعترف رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي ييرجي باروبيك أن الاستفتاء الذي أجري داخل حزبه قد أشار إلى أن 80ــ 90% من أعضاء حزبه لا يوافقون على إقامة القاعدة الأمريكية في تشيكيا .وعلى خلاف هذين الموقفين فان رئيس الحكومة ميريك توبولانيك وحزبه المدني يوافقان على وضع الرادار وبدون استفتاء معتبرين أن ذلك يعزز الأمن التشيكي والأوربي كما يتبنى موقفا مشابها حزب الشعب المشارك في الائتلاف الحاكم أما حزب الخضر وهو الحزب الثالث في الحكومة الائتلافية الجديدة التي حصلت على ثقة البرلمان الأسبوع الماضي فيربط بين الموافقة وبين الحصول على موقف مؤيد لوضع الرادار من قبل حلف الناتو . ويقول النائب عن حزب الخضر اوندرجيه ليشكا إن حزبه سيطالب أيضا على الأرجح بإجراء استفتاء لأنه جرى قبل فترة تصويت في قيادة الحزب على مسالة الموقف من القاعدة فتبين أن 35 من اصل 39 عضوا يعارضون إقامتها في تشيكيا .

يذكر انه في حال توصل تشيكيا مع الولايات المتحدة الاتفاق بشان وضع الرادار في الأراضي التشيكية فانه سيحتاج إلى مصادقة مجلسي النواب والشيوخ ورئيس الجمهورية الأمر الذي لن يكن سهلا ولاسيما في مجلس النواب حيث تمتلك أحزاب الائتلاف الحاكم 100 مقعد من اصل 200 وفي حال عدم تصويت نواب حزب الخضر لصالح هذا اتفاق فان توفير الأغلبية له سيكون صعبا .