هدوء بعد منع التجول ورفع الأنقاض
ثلاث روايات لصدامات بيروت

الجيش انتشر بكثافة في بيروت بعد الإشتباكات
الياس يوسف من بيروت: عادت الحياة الطبيعية تدريجيا الى شوارع بيروت وأحيائها بعد يوم دام أمس حصد نحو خمسة قتلى وعشرات الجرحى، وأمضت بيروت ليلا هادئا في ظل منع التجول الذي فرضه الجيش اللبناني، ولم يسجل خلاله اي حوادث. وانتشر الجنود بآلياتهم العسكرية على مفترقات الطرق وأقاموا حواجز دققت في هويات العابرين، في حين سجل سير خفيف في بعض الشوارع وفتحت المتاجر والمؤسسات أبوابها كالمعتاد .

أما المدارس الخاصة والرسمية والجامعات فأقفلت إستجابة لقرار وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني. وعملت البلديات على إزالة السيارات والباصات التي احرقت في المناطق التي شهدت مواجهات. ومنذ ساعات الصباح الاولى، بعد موعد انتهاء قرار منع التجول، تفقد السكان ممتلكاتهم وسياراتهم في الاحياء التي شهدت المواجهات، وسط غضب وحزن عارمين لما آلت اليه الاوضاع. وفي موقف سيارات جامعة بيروت العربية، وكان لافتا مشهد عشرات السيارات والباصات المحطمة والمحترقة وآثار الزجاج المتناثر حولها، وسط غضب المتضررين الذين طالبوا المسؤولين quot;بالاقتصاص من المشاغبينquot;.

وتعددت الروايات أمس حول أسباب اندلاع في بعض شوارع غرب بيروت وأحياء قريبة من الضاحية وصولا الى الناعمة. مواجهات كشفت مدى الاحتقان المذهبي، وكذلك انتشار السلاح وتحرك مجموعات كثيفة من اتجاهات مختلفة في الشارع.

محايدة
وفي رواية أوساط محايدة أن شرارة الفتنة بدأت مع شجار بين طالبين أحدهما من تيار quot;المستقبلquot; والآخر من quot;حزب اللهquot; أو حركة quot;أملquot; في كافيتيريا الجامعة العربية خلال فترة الغداء. وما هي الا دقائق حتى امتد الشجار الى كل الحرم الجامعي ، ثم الى الشارع حيث وصلت وحدات الجيش بأعداد كبيرة للفصل بين الفريقين. وشهدت الصدامات احراق سيارات ورشقا بالحجارة والعصي، ثم أخذت مجموعات مساندة للطرفين تصل من الأحياء المجاورة، فامتدت الصدامات الى معظم مناطق بيروت الغربية وحتى الى الأوزاعي والناعمة حيث أفيد عن احتجاز عابرين لبعض الوقت .

حرب يافطات بين الأكثرية والمعارضة في لبنان

لبنان: مبارك يتصل بالسنيورة وموسكو تعرب عن قلقها

مستقبل
وفي رواية أخرى لأوساط قريبة من تيار quot;المستقبلquot; أن الاشكال بدأ عندما بادر طلاب يناصرون حركة quot;أملquot; وquot;حزب اللهquot; الى استفزاز طلاب آخرين في الجامعة بترديد شعارات حزبية ومذهبية وتوجيه شتائم الى الرئيس الراحل رفيق الحريري وبعض الصحابة ، ما دفع طلاب تيار quot;المستقبلquot; الى محاولة ثنيهم، وما لبث ان تطور الأمر الى تلاسن فتضارب وامتد الى محيط الجامعة فمنطقة الطريق الجديدة ومحيط المدينة الرياضية.

وذكر كذلك ان عناصر طلابية تنتمي الى quot;حزب اللهquot; عمدت الى السؤال عن طالبة في الجامعة كانت ظهرت ليل أول من أمس على شاشة quot;المستقبلquot; موجهة انتقادات الى الحزب وأمينه العام السيد حسن نصرالله، مما دفع زملاؤها الى استنكار ما يجري والطلب الى أمن الجامعة التدخل ليتطور الأمر الى تضارب. وبعد لحظات وصلت باصات تحمل عددا كبيرا من العناصر المحملة بالأسلحة والعصي والأدوات الحديدية من الضاحية الجنوبية والأوزاعي، فبدأت بضرب الطلاب وتكسير السيارات والمحال واطلاق النار، فتدخل الجيش لاخلاء حرم الجامعة من الطلاب. ولكن الأمر تدهور في الخارج، خصوصاً مع تجمّع أهالي منطقة الطريق الجديدة بعد سماعهم الخبر، فاستنفروا وقاموا بالتصدي لمحاولات اقتحام المنطقة.

حزب الله
أما الأوساط القريبة من quot;حزب اللهquot; فتروي أن المسألة تطورت مع اندفاع عشرات من شبان الطريق الجديدة الى داخل الجامعة واختراقهم أمنها الخاص، مصرين على انها لهم، وانه لا يحق للشيعة الدخول اليها. وعلى الأثر دارت صدامات وأتى بعض شباب quot;حزب اللهquot; للدفاع عن أنصار الحزب المحتجزين في الجامعة ولتهدئة الوضع .

وتطور أكثر عندما ركض شبان الطريق الجديدة في اتجاه الجيش الذي أطلق النار في الهواء لتفريق المتصادمين، وحاولوا اختراق حواجزه التي توزعت على مداخل الجامعة، بينما أقدم قناصة متمركزون على سطوح البنايات باطلاق النار على الطلاب في الشارع في وقت ظل كثيرون محاصرين داخل مبنى الهندسة فأحاط بهم بعض الجنود لفصلهم عن محاصريهم من أبناء الطريق الجديدة والأحياء القريبة. وحاول المتجمهرون حول الجامعة تخطي القوى الأمنية واعتدوا على عناصرها بالضرب والسكاكين والعصي وبدأ تبادل اطلاق النار.

ثلاث روايات متباعدة، أي منها الحقيقية؟ الإجابة صعبة، لكن الأكيد أن ادعاء امتلاك الحقيقة في لبنان سهل أما إثباتها فشبه مستحيل.