مدفع كهرو مغناطيسي تنفذ موجاته في الجلد وتشل العدو
سلاح حراري جديد يركب على العربات والآليات


م. أمين من برلين: عرض الجيش الأمريكي في قاعدة عسكرية بولاية جورجيا الاتحادية سلاحاً حرارياً جديداً سمّيَ باسمquot; سايلنت غاردياًquot; الحارس الصامت. ومن المفروض أن يستخدم السلاح الجديد ضد العدو ويجبره على الاستسلام أو الهروب إذا تسنى له ذلك. والسلاح ـ المدفع لا يلحق بمن يستهدفه الأذى البليغ، كما قال البنتاغون وأذاعت البي. بي. سي. في تقرير لها قدمته من موقع العرضفي نهاية الأسبوع.
ويتكون السلاح الجديد من مظلة صلبة عريضة يمكن تركيبها على عربات وآليات متنقلة، تبعث وفق الأوامر الصادرة له ، طاقة إشعاعية عالية وغير منظورة بالعين المجردة تصل مداها إلى 500 متر وتبعث في جلد من يتعرض لها حين الملامسة حرارة تصل إلى حوالي 50 درجة. وتجبر هذه الحرارة المهيجة غير المطاقة الشخص الذي يتعرض لها على الاستسلام فوراً. وتقول معلومات الجيش الأمريكي بأن الاشعاع ينفذ إلى الجلد بحوالي أقل من مليمتر واحد دون أن يترك آثاراُ فيما يتلافى حدوث جروح خطيرة.
كان التخطيط الأولي لهذا السلاح قد كشف عنه في العام 2000. وقبل أسابيع من العرض وإجراء التجربة قالت الشركة المصنعة له ( رايتون للتصنيع ) بأن الاختبارات الأولية للسلاح ستجري في بداية هذا العام 2007 في العراق. فيما تقول بعض التقارير بأنه تمّ نقله فعلا في حزيران عام 2005 .
وكانت قد اجريت أبحاث مركزة منذ عقد من الزمن على تطوير السلاح من قبل سلاح الجو الأمريكي بمشاركة شركات اختصاصية ، وقد تم صرف حوالي 50 مليون دولار بهذا الشأن. كما اجريت عليه تجارب منذ العام 2000 على أن يستخدم في مناطق الأزمات. وتقدر الموجات الحرارية المنبعثة من السلاح بذبذبة مقدارها 95 غيغا هيرتس يمكن توجيهها عبر هوائي وتحديد هدفها بدقة شديدة صوب هدف بشري على بعد 500 متر . ولم يعلن عن البعد القصوي الذي تصل إليه الأمواج الحرارية المؤثرة، ولكن ثمة تخمينات تحدد البعد المفترض بحوالي 2000 متر. وما إذا كانت الطاقة الكهرو مغناطيسية المنبعثة ستنفذ عبر الألواح الزجاجية فلم يجر الافصاح عنه.
وقالت البي. بي. سي التي حضرت تجربة العرض في جورجيا الاتحادية : حتى أولئك الذين يرتدون معاطف سميكة سيلوذون بالفرار من وجه الموجات الحرارية ويبحثون عن ملجأ لا تطاله ذراع الموجة. وأضافت : هكذا فان المسلحين الذي يتعرضون للاشعاع سيرمون السلاح ويستسلمون من جراء الحرارة التي لا تطاق وكأنهم في الجحيم.
وتأمل المصادر العسكرية ان يفيد السلاح الجديد في مناطق الأزمات مثل العراق وافغانستان ليستطيع الجبش ادارة المواجهة على نحو افضل ومن دون أن يكبد مناهضيه خسائر فادحة في الارواح. ومع أن تقارير أشارت إلى استخدامها الفعلي في العراق إلا ان تقارير اخرى تشير بأن استخدامها الفعلي الواسع سيكون في العام 2010.
ووفق معلومات البي. بي. سي. ان بعض الصحافيين وضعوا أنفسهم تحت تصرف الجيش في الموقع الذي أجريت فيه تجربة السلاح . وقال صحافي من وكالة رويترز : يثير السلاح شعوراً بهيجان حراري فتشعر كما لو أنت مقعي في فرن يغلي.
والسلاح الحراري الجديد هو جزء من برنامج لتطوير ما سمّي بالسلاح غير المميت ، تعمل وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاغون ) منذ أمد على تطوير منظومة من الأسلحة التي تعمل على التشنج والتخدير وشل الخصم.
وعلى الرغم من تأكيدات البنتاغون بعدم إلحاق الأضرار الجسدية باستخدام السلاح فأن خبراء وتقارير طبية تشكك في سلامة استخدام السلاح. وقال اولف شتراوس طبيب العيون في عيادة جامعة هامبورغ لدير شبيغل الألمانية : ان تأثير الحرارة المنبعثة من السلاح تمدد تجاويف الماء في العين والجزيئات الزجاجية فتؤدي إلى نتائج شبيهة بأعراض مرض نزول الماء الأزرق حينما يرتفع الضغط الداخلي ويغطي على الشعيرات الدموية فيتلف عصب النظر حيث يمكن أن يؤدي إلى العمى. فيما يقول البنتاغون أنه أجرى اختبارات ناجحة على اكثر
من 10000 شخص لم يسجل فيهم حالة خطرة.