كي مون يمتنع عن دخول الجدل حول قضية الأرمن

خيبة في واشنطن إثر اعتراف الكونغرس بالإبادة الأرمنية

أنقرة تحث الكونغرس على عدم الإعتراف بإبادة الأرمن

تركيا تحذر واشنطن من إقرار قانون بشأن الأرمن

بوش يسعى لتمديد قوانين التجسس ويعارض إبادة الأرمن

واشنطن: أصبحت المجازر التي تعرض لها الأرمن في السنوات الأخيرة من عهد السلطنة العثمانية قبل نحو قرن من الزمن محور معركة سياسية في الولايات المتحدة يتواجه فيها أعداء قديمون على خلفية ازمة دبلوماسية مع حليف مهم في النزاع الدائر في العراق.واستدعت تركيا الخميس سفيرها في واشنطن للتشاور بعدما تبنت لجنة في الكونغرس الاميركي نصًا يعتبر المجازر التي ارتكبت بحق الارمن ابان السلطة العثمانية بين عامي 1915 و1917 quot;ابادةquot;.

ووسط هذا النزاع الدائر بين الكونغرس وتركيا الرافضة قطعيًا تحميلها أوزار المسؤولية التاريخية عن جريمة ابادة، وعد البيت الابيض بمواصلة جهوده للحؤول دون اقرار هذا النص في الكونغرس، خوفًا من تداعيات دبلوماسية.

وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان quot;الاتراك كانوا واضحين بما فيه الكفايةquot; بشان الاجراءات التي قد يتخذونها ردًا على الكونغرس. وذكر بأن 70% من الامدادات الجوية الاميركية و30% من الوقود و95% من الاليات المدرعة الجديدة المخصصة للعراق تمر عبر تركيا.

إلا أن بعض الخبراء يعتقدون ان هذه القضية لا تخلو من بعض التضخيم، سواء من جانب انقرة التي يتهمونها بالقيام برد فعل مضخم على قرار غير ملزم لمجلس النواب، ام من الديمقراطيين الذين يسعون بالوسائل كافة الى وضع العراقيل في وجه الرئيس جورج بوش.

وقال جورج هاريس المسؤول السابق في وزارة الخارجية المتخصص في الشؤون التركية، إن quot;هذا القرار سبق أن تبنته اللجنة عينها (في 2005) ومع هذا لم يؤد الى شيء، لأن الجمهوريين كانوا في الحكم ولم يريدوا إحراج الرئيسquot;.واضاف ان هذه المرة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي يشكل الاميركيون من اصل ارمني جزءًا من ناخبيها في ولاية كاليفورنيا quot;لديها هواجس اقلquot;.

والسؤال المطروح حاليًا بالنسبة إلى الادارة الاميركية هو معرفة ما اذا كانت تركيا ستلجأ الى ردود فعل انتقامية ولا سيما اغلاق قاعدة انجرليك الجوية في جنوب البلاد امام القوات الاميركية او الحد من حرية تحركها في هذه القاعدة، التي تعتبر معبرًا أساسيًا للإمدادات الجوية الاميركية المتجة الى العراق وافغانستان.

ومن واشنطن، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الذي يترأسه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان quot;اولئك الذين يؤكدون ان تركيا تخادع عليهم الا يسخروا من تركيا على التلفزيون مباشرة على الهواءquot;.وذكر بأن الطائرات العسكرية الفرنسية منعت من التحليق في المجال الجوي التركي منذ اعتبرت فرنسا المجازر المرتكبة بحق الارمن ابان السلطنة العثمانية quot;ابادةquot;.واضاف محذرًا quot;تخيلوا ماذا يمكن ان يحدث للولايات المتحدةquot; في حال منعتها تركيا من استخدام انجرليك.

وقال ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك انه يجب عدم التقليل من تداعيات هكذا قرار، مشيرًا إلى أن الاتراك جديون في مواقفهم اكثر من اي وقت مضى.واضاف quot;لا اعتقد ان الامر عبارة عن خطوة بين دبلوماسيتين فحسب. هذا القرار ادى الى اثارة غضب الرأي العام في تركياquot;.

اما ميشال روبين المتخصص في الشؤون التركية في اميركان انتربرايز انستيتيوت، فاعتبر ان هذه الازمة تهدد ايضا بافشال محاولات البيت الابيض الرامية الى اقناع تركيا بعدم مطاردة متمردي حزب العمال الكردستاني الانفصالي على الارضي العراقية.وقال quot;نحن في فترة ما قبل الانتخاباتquot; وquot;للأسف فإن الكثير من الاشخاص في الكونغرس مستعدون لاتخاذ مواقف اكثر من تحمل التبعاتquot;.