واشنطن: أجرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس محادثات هاتفية مع نظيرها الصيني لي تشاوشينغ تركزت على الملف النووي لكوريا الشمالية وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال مسؤولون أمريكيون إن محادثات رايس مع المسؤول الصيني هي جزء من الجهود التي تبذلها واشنطن والرامية إلى إعطاء دفع جديد للمفاوضات السداسية ووضع حد للملف النووي لبيونغ يانغ. وكان وو داوي، كبير المفاوضين الصينيين إلى المفاوضات السداسية، قد أعلن في وقت سابق أن المحادثات ستستأنف في القريب العاجل، الأمر الذي كان كريستوفر هيل، مندوب الولايات المتحدة الى المفاوضات، قد أكّده يوم الجمعة الماضي.

يذكر أن المفاوضات السداسية كانت قد توقفت يوم الخميس الماضي إثر خلاف مالي بين بيونغ يانغ والأطراف الأخرى في المحادثات بعد إصرار كوريا الشمالية على تسلم مبلغ 25 مليون دولار أميركي، كجزء من أرصدتها المجمدة في أحد بنوك ماكاو، قبل الدخول في أي مفاوضات جديدة. وكان مسؤول كبير من وزارة الخزانة الأمريكية قد وصل إلى بكين في وقت سابق من يوم الأحد في زيارة تهدف إلى التوصل إلى حل لمشكلة الأرصدة الكورية المجمّدة في ماكاو والتي توقفت بسببها المحادثات السداسية.

وأوردت الأنباء أن الولايات المتحدة كانت قد توصلت بالفعل في وقت سابق إلى إجراء ترتيبات كجزء من صفقة يتم بموجبها الإفراج عن الأرصدة الكورية الشمالية المجمدة في أحد مصارف ماكاو مقابل بدء بيونغ يانغ بتفكيك برنامجها النووي. إلاّ أنّ المشاكل برزت على السطح عند مناقشة تحويل الأرصدة إلى مصرف صيني لتمكين الكوريين الشماليين من التصرف بها. وأشار هيل الى أنه من المتوقع أن يتم الإفراج عن الأرصدة الكورية الشمالية في غضون الأيام القليلة القادمة، بحيث تستأنف المفاوضات quot;خلال أسابيعquot;.

واعتبر التأخير في حصول بيونغ يانغ على تلك الأموال بمثابة النكسة التي تعرض لها الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 13 فبراير/ شباط الماضي مع كوريا الشمالية.

يذكر أن الاتفاق المذكور قضي باقفال بيونغ يانغ لمفاعل يونج بيون النووي وختمه والسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعمل على أراضيها مقابل تأمين الدول التي تفاوض كوريا الشمالية 50 الف طن من الوقود بحلول 14 ابريل/ نيسان المقبل. ولكن، حتى اذا تم احترام موعد 14 ابريل/ نيسان المقبل، يبقى هناك الكثير من التحديات التي سيواجهها تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق. وتنص المرحلة الثانية، التي لم تحدد بعد مهلة زمنية لتنفيذها، على ان توقف بيونغ يانغ برنامجها النووي مقابل حيازتها على 950 الف طن من الوقود والمساعدات الدولية.

وهناك كذلك مسألة اخرى عالقة، تتعلق ببرنامج تخصيب اليورانيوم وبرنامج البلوتونيوم اللذين تنفي بيونغ يانغ وجودهما، بينما يتهمها البعض بتطويرهما. من جهة أخرى، اعترضت بيونغ يانغ بشدة على المناورات العسكرية المشتركة التي بدأتها القوات الأمريكية والقوات المسلحة لكوريا الجنوبية يوم الأحد واشترك فيها عشرات الآلاف من الجنود، وحاملة طائرات، وعدد آخر من القطع البحرية العسكرية.

ووصفت كوريا الشمالية هذه المناورات بأنها quot;عمل عدوانيquot; وأن سيول وواشنطن quot;تستعدان لغزوquot; أراضيها. وحذرت وسائل الإعلام الرسمية في بيونغ يانغ من أن المنارات قد تؤدي إلى عرقلة المحادثات الدولية بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية. إلا أن كلا من سيول وواشنطن أكّدتا أن المناورات - التي تجري سنويا في كوريا الجنوبية- ذات أهداف دفاعية بحتة. وتحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في كوريا الجنوبية منذ الحرب العالمية الثانية، حيث يتمركز 37 الف جندي أمريكي في الشطر الجنوبي من كوريا لتدعيم الجيش البالغ قوامه 690 ألفا. وفي المقابل، يتكون الجيش الكوري الشمالي من 1.2 مليون مقاتل، يعسكر أغلبهم على الحدود مع كوريا الجنوبية. ولم توقع الكوريتان معاهدة سلام عقب تطبيق الهدنة المشار إليها.