بورما: إعتقلت السلطات العسكرية في بورما هتين كياو أحد زعماء الإحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود في البلاد بعد مطاردته في أنحاء منطقة يانجون.
وكان كياو (44 عامًا) قد اعتقل ثلاث مرات خلال هذا العام بسبب إحتجاجه على تدني مستوى المعيشة. وقد تعرض للضرب أثناء إلقاء القبض عليه يوم السبت.
ويعتقد أن كياو كان يخطط لأعمال احتجاجية جديدة قبل اعتقاله.
وكانت العاصمة رانجون قد شهدت مظاهرتين نادرتين الأسبوع الماضي. وكانت مظاهرة الأحد الماضي هي الأكبر خلال عشرة أعوام.
وتقوم السلطات في بورما بتفتيش دقيق للسيارات والحافلات ومحطات المواصلات، بحثًا عمن تعتقد أنهم مسؤولون عن تنظيم المظاهرات.
وقد اعتقل رجل آخر مع هتين كياو، وأطلق الإثنان شعارات معادية للحكومة أثناء إلقاء القبض عليهما. وتقول صحف محلية إن الناشطين الذين اعتقلوا قبل أيام يواجهون احتمال سجنهم لمدة تصل إلى عشرين عامًا. وينتمي الكثيرون منهم إلى جماعة طلبة الجيل 88 المطالبة بالديمقراطية، والتي كانت في طليعة الانتفاضة الفاشلة التي هبت عام 1988.
وقد صرح نيان وين المتحدث باسم الرابطة القومية للديموقراطية بأنهم quot;قد وجهوا أشد اتهامات ممكنة ضد هؤلاء الناشطينquot;. وأضاف أنه quot;لا بد من أن تكون المحاكمات علنية. ولا بد من الاستماع إلى هؤلاء الناشطين في محاكمات علنيةquot;. ومن بين الذين ألقي القبض عليهم أيضًا مين كو ناينج وكو كو جيي. والاثنان من أشهر المعارضين في بورما بعد اونغ سان سوكي الحائزة على جائزة نوبل للسلام.
وقد قضت أونغ سان سوكي (62 عامًا) زعيمة quot;رابطة المعارضة الوطنيةquot; الشطر الأكبر من الأعوام السبعة عشر الماضية رهن الإقامة الجبرية. وكانت الرابطة قد فازت في انتخابات عام 1990، لكن الحكم العسكري رفض الاعتراف بنتائج هذه الانتخابات. وكان نحو أربعين متظاهرًا ـ معظمهم من quot;رابطة المعارضة الوطنيةquot; ـ قد حاولوا السير باتجاه مقر رابطتهم.
إلا أن الشرطة وجماعات مؤيدة للحكومة العسكرية في بورما كانت هناك ونجحت في منعهم من الوصول إلى مقرهم، وقد اجبروا على ركوب شاحنات اخذتهم بعيدًا عن مكان المظاهرة. وكانت المظاهرة الاخيرة أصغر من تلك التي شهدتها العاصمة في وقت سابق من الأسبوع، والتي شارك فيها المئات، في استعراض نادر، تعبيرًا عن عدم الرضا عن النظام الحاكم في البلاد.
وسبق للحكومة أن قررت رفع أسعار الوقود من حوالى 1.17 دولار إلى 1.95 دولار للغالون، كما تضاعف سعر جالون الديزل. وقد أدى هذا الرفع المفاجئ للاسعار، الأول من نوعه منذ عامين، والذي لم تعلن عنه الحكومة، إلى شلل تام في حركة السيارات الخاصة.
وتوقفت أيضًا أعداد كبيرة من الحافلات وسيارات التاكسي، وارتفعت على الفور أسعار نقل الركاب بسيارات الأجرة التي استمرت بالعمل، وعجز الكثيرون عن دفع رسوم المواصلات للوصول إلى أعمالهم. وتعتبر بورما إحدى أكثر بلدان جنوب شرق آسيا فقرًا، ما يعني تأثيرًا سلبيًا لهذا الارتفاع في أسعار الوقود على حياة الكثيرين.