لندن: تناولت صحيفة التايمز البريطانية في صفحة التعليق تصريحات رفعت عنها السرية لرئيس الاركان العامة في بريطانيا حول المصاعب الجمة التي تواجه القوات البريطانية في العراق وأفغانستان. ونقلت الصحيفة عن الجنرال ريتشارد دانات قوله إن القوات البريطانية المسلحة تواجه تحديا quot;ليس أقل أهمية من أي تحد واجهته خلال القرن الماضيquot;. ونسبت التايمز إلى دانات قوله إن القوات المسلحة يطلب منها القيام بعمليات مسلحة موسعة ضد quot;شبح إسلامي هائلquot; بميزانية دفاعية هي الاقل منذ ثلاثينات القرن الماضي.

ورأت الصحيفة أن أهدافا غير واضحة بشكل كاف وضعت للجيش لتحقيقها حيث إن استراتيجية الحكومة القائمة منذ عقد تفترض أن شكل العمليات الخارجية التي يمكن للجيش خوضها يجب أن تعتمد على السرعة الفائقة والتحرك السريع وقصر الوقت الذي تتم فيه، لكن قادة الجيش اضطروا إلى البقاء والغوص ولفترة طويلة في جنوب العراق رغم نقص المعدات والافراد.

وأشارت الصحيفة إلى تأكيد رئيس الاركان على ضرورة الانتصار في العراق وأفغانستان، لكنها شددت على أن الجيوش التي يعتقد أنها في حالة يصعب عليها معها الانتصار لا يمكن أن تفرض إرادتها، حيث إن أعداءها يستعجلونها لاعلان يوم الانسحاب، وبالتالي هي فقط مسألة وقت. وهذه هي ورطة الجيش البريطاني في البصرة، بحسب الصحيفة.

حرب يمكن النصر فيها

بدورها نشرت صحيفة الغارديان في صفحة الرأي مقالا لماكس هاستنجس تناول فيه وضع الجيش البريطاني وإمكانية نجاح مهامه في أفغانستان مقارنة بالعراق. وقال الكاتب إنه بخلاف العراق، فإن المعركة ضد حركة طالبان في أفغانستان تحمل بصيصا من أمل في النجاح، حتى رغم كونها لا تخل من تضليل.

وأشار الكاتب إلى حادثة مقتل ثلاثة جنود بريطانيين في أفغانستان بنيران مقاتلة أميركية بطريق الخطأ والغضب الذي أحدثته في بريطانيا وتزايد الحديث عن نقص الامكانات والمعدات.

ورغم ذلك، يتابع الكاتب، فإنه بخلاف الحرب على العراق التي لم يتوقف قادة الجيش البريطاني عن التشكيك في النصر فيها، فإن الجنود البريطانيين في أفغانستان يعتبرون أنهم في مهمة تحمل تفويضا من الامم المتحدة ويمكن النصر فيها. وعندما يدخل هؤلاء الجنود في معركة ضد عناصر طالبان فإنهم غالبا ما يحققون النصر، ويدركون أن تحقيق الاستقرار في البلاد قد يستغرق عقدا أو أكثر، بحسب الكاتب.