العام الماضي الأكثر ضحايا للعراقيين والأقسى للأميركيين
المالكي: 2007 عام الآلام و2008 للمصالحة ومكافحة الفساد

أسامة مهدي من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان العام الماضي 2007 كان عاما للاحزان والالام لكنه اكد التصميم على تحويل العام الحالي لتحقيق المصالحة الوطنية ومكافحة الفساد في وقت اشارت احصاءات رسمية الى ان العام الماضي كان الاكثر ضحايا بالنسبة للمدنيين العراقيين والاقسى للقوات الاميركية .. بينما اعلن مسؤول عراقي ان مفاوضات عراقية ايرانية ستبدأ خلال اسبوعين حول قضية شط العرب . وفي كلمة وجهها الى الشعب العراقي من مستشفاه في لندن حيث يعالج من ارتفاع في الضغط والسكري قال المالكي ان العام 2007 كان عاما للالام والاحزان لكن تصميم العراقيين واخوتهم حولته الى عام لتحقيق الامن . واضاف ان اصرار العراقيين على التعاضد والاخوة سيتمكنهم من تحقيقات انتصارات شاملة خلال عام 2008 . ودعا المالكي الذي ظهر بصحة جيدة القوى السياسية الى التعاون والتعاضد والعمل معا من اجل ان يكون العام الحالي عام المصالحة الوطنية والبناء والتطور ومكافحة الفساد .

وشدد على ضرورة استغلال الانفراجة التي يشهدها العراق حاليا في الازمات التي يعانيها من اجل الوقوف ضد الارهاب والفساد . وطالب العراقيين من تعزيز وحدتهم بعيدا عن التأثيرات الدينية والمذهبية والقومية والتعاون فيما بينهم لتحقيق النهوض الذي ينتظره وطنهم . وقدم الشكر لدول الجوار على تعاونها مع العراق وثمن دور المراجع الدينية في تعضيد وحدة العراقيين . وطمأن المالكي العراقيين بأنه يتمتع بصحة جيدة شاكرا لهم سؤالهم ومتابعتهم لتطورات صحته .

ويوجد المالكي منذ السبت الماضي في مستشفى ولنغتون بوسط لندن حيث يعالج من وعكة صحية بسبب تعب شديد حيث تجري له حاليا فحوصات في القلب ومعاينة ارتفاع السكري والضغط الذي يسبب له مصاعب صحية ادت الاسبوع الماضي الى اصابته بأغماءة لمدة نصف ساعة . وتأتي كلمة المالكي هذه في وقت اعلنت السلطات العراقية اليوم ان اكثر من 16 الف مدني عراقي قد قتلوا خلال العام 2007 مما يجعله اكثر الأعوام دموية منذ دخول القوات الاميركية الى العراق في اذار مارس(عام 2003) فيما كان العام نفسه الاسوأ بالنسبة للجيش الاميركي الذي قتل له 899 جندياً خلاله مقارنة مع 822 عسكريا قتلواعام 2006.

وقالت بيانات رسمية عراقية إن 16 الف و232 مدنياً عراقيا قد قتلوا العامالماضي وهو الرقم الاعلى للضحايا العراقيين منذ الحرب الاخيرة . واشارت الى ان هؤلاء الضحايا قتلوا بانفجار سيارات مفخخة وقصف بالهاونات والصراع الطائفي .وكان 12الف و371 عرافيا مدنياً قد قتلوا خلال العام 2006. لكن تقارير للامم المتحدة اعطت ارقاما اعلى حيث اشارت الى ان أكثر من 34 ألف مدني عراقي قد قتلوا جراء المصادمات الطائفية والعمليات الارهابية عام 2006.وتشير احصاءات الحكومة العراقية ايضا الى ان الشهر الماضي قد شهد اقل عدد من الضحايا المدنيين العراقيين حيث قتل خلاله 481 مواطناً.

اما بالنسبة للجيش الاميركي فقد بلغت خسائره خلال الشهر الماضي ثاني أدنى محصلة بمقتل 21 جندياً مقارنة مع شباط (فبراير) عام 2004 حيث سقط 20 جندياً قتيلاً. وقال الناطق باسم القوات الأمريكية في العراق العميد كيفن بيرغنران في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; ان quot;زيادة القوات نجحت للغاية في تحقيق أهدافها وهي خفض معدلات العنف والضحايا وتهيئة أجواء أفضل لاحزار تقدم سياسي من الضرورة للغاية أن تحققه حكومة العراق.quot;

وعلى صعيد التطورات الامنية اليوم قال قائد شرطة محافظة ديالى شمال شرق بغداد ان قوات مشتركة من الجيش والشرطة العراقية نفذت عملية دهم وتفتيش شرق بعقوبة مركز المحافظة اسفرت عن اعتقال شخص يعتقد انه مسؤول تنظيم القاعدة في ديالى.

واضاف اللواء غانم القريشي إن قوات مشتركة عراقية اميركية قد نفذت عملية دهم وتفتيش في قرية التحويلة التابعة لقضاء الخالص (15 كم شمال شرق بعقوبة) اسفرت عن اعتقال المسؤول الرئيسي لتنظيم القاعدة في ديالى. واوضح ان الشخص المعتقل يدعى مجيد الحسين العبيدي وهو امير محافظة ديالى في تنظيم القاعدة . واضاف انه تم ايضا اعتقال سمير عكاش وهو زعيم جيش المرابطين وهي احدى المجاميع المسلحة التي تشكلت في جنوب ناحية بهرز قرب بعقوبة وبعدها انضم الى قيادة اللجان الشعبية ثم انخرط مؤخرا في تنظيم القاعدة . واكد ان عكاش متورط في العديد من عمليات القتل والخطف والابتزاز وزرع العبوات الناسفة .

مباحثات عراقية ايرانية قريبة حشط العربول

واعلن وكيل وزارة الخارجية العراقية محمد الحاج حمود ان مفاوضات عراقية ايرانية بشان قضية شط العرب ستبدأ خلال النصف الاول من الشهر الحالي . وقال حمود في تصريح اليوم ان الجانب الايراني وافق مبدئيا على عقد هذه المفاوضات لكن لحد الان لم يتم تحديد موعد ثابت لهذه المفاوضات كما ابلغ الوكلة الوطنية العراقية للانباء . واشار الى:quot;ان المفاوضات التي ستجري بين الجانبين سيكون لها تاثير كبير على استقرار الاوضاع داخل العراق لان ترك الحدود مفتوحة وسائبة له اثره السلبي على العراق quot;.

واوضح ان قضية ترسيم الحدود لاخلاف عليها وكل الاتفاقيات التي وقعت في الماضي سارية المفعول ومنها اتفاقيات عام 1913 وعام 1937 والجزائر 1975 ولم يحصل عليها أي تغير لكن القضية الحالية هي قضية شط العرب اذ انه تعرض لانجرافات داخل الحدود العراقية والايرانية لابد من معالجتها نتيجة عوامل الطبيعة من جهة وغرق السفن ووجود الالغام التي كانت موجودة خلال الحرب بين العراق وايران .

يذكر انه بعد 32 عاما على توقيعها تعود اتفاقية الجزائر الموقعة بين البلدين عام 1975 الى واجهة العلاقات بين البلدين حيث رفضت ايران بشدة خططا عراقية لتعديل بعض بنودها . ومنذ اسابيع شكلت الحكومة العراقية وفدا يضم خبراء من الوزارات المعنية مثل الموارد المائية والنقل والداخلية والدفاع والخارجية لاجراء مباحثات في طهران حول تفعيل وتنفيذ هذه الاتفاقية وهو امر ترغب به ايران وتصر على الاعتراف بها والعمل على اتخاذ اجراءات للمضي قدما للعودة الى بنودها بعد ان مضى 32 عاما على تمزيق الرئيس السابق صدام حسين ولتشعل قصاصاتها الممزقة حربا ضروسا بين البلدين استمرت ثمانية اعوام وادت الى سقوط مليون قتيل من ابناء البلدين بينما تعارض القيادات الكردية العراقية بعض بنود الاتفاقية التي تؤكد انها كانت نتيجة موقف معاد للرئيس العراقي السابق صدام حسين وشاه ايران السابق محمد رضا بهلوي اللذين وقعا الاتفاقية للحركة الكردية .