ناقش أزمة الحجاج مع مبارك وتوقع حسم بوش للاستيطان
عباس يصف رد فعل حماس على مبادرته بأنه غير مشجع
نبيل شرف الدين من القاهرة:
عقب لقائه اليوم الأربعاء بالرئيس المصري حسني مبارك، طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتفعيل اللجنة الثلاثية (الأميركية ـ الفلسطينية ـ الإسرائيلية) التي تتعامل مع البند الأول في خطة خارطة الطريق الذي يتضمن تحديد التزامات إسرائيل والتزامات السلطة الفلسطينية.
ولم ينف عباس الأنباء التي تحدثت عن مساعٍ مصرية سعودية لرأب الصدع بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، غير أنه وصف رد الحركة على مبادرته بأنه quot;لم يكن مشجعاًquot;، وأضاف عباس إنه ليس هناك جديد يضاف إلى ما قدمه من أفكار في هذه المبادرة.
وتوقع عباس أن يحسم الرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارته المرتقبة للمنطقة، جوهر الخلافات مع إسرائيل حول العقبات التي تعترض المفاوضات وأبرزها مسألة الاستيطان، التي وصفها بأنها تقف حجر عثرة في سبيل استئناف المفاوضات الجدية.
وأوضح أن محادثاته مع مبارك تطرقت لقضايا أخرى في صدارتها أزمة الحجاج الفلسطينيين، قائلاً إن مصر تبذل جهودا حثيثة لإنهاء هذه المشكلة حتى يعودوا إلى غزة بسلام.
الاستيطان والمفاوضات
وعما إذا كانت هناك بوادر لتحرك الأمور قدما بعد مؤتمر أنابوليس ، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن العقبة التي خلقت بعد انابوليس هي مسألة الاستيطان التي وصفها بأنها عقبه حقيقية، مؤكدا أنه لا يمكن أن يكون هناك تفاوض في ظل استمرار الاستيطان
وأشار عباس إلى أنه بحث هذا الموضوع مؤخرا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ، مضيفا أن أولمرت وعد بأمرين : أولهما إرسال رسالة إلى جميع الوزراء الإسرائيليين بالامتناع عن أي عمل استيطاني وهي الرسالة التي اعتقد أنه بعث بها بالفعل ، أما الأمر الآخر فهو ضرورة تفعيل اللجنة الثلاثية (الأميركية - الفلسطينية - الإسرائيلية) التي تتعامل وتعالج مسائل البند الأول في خطة quot;خارطة الطريقquot; المتضمن التزامات إسرائيل والتزامات السلطة الفلسطينية.
ومضى عباس قائلاً quot;إننا الآن نترقب التطبيق الفعلي للالتزامات الخاصة بوقف الاستيطانquot;، معربا عن أمله في أن تستمر الأمور في التقدم إلى الأمام ربما بعد زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمنطقة.
وحول العرض الذي قدمته السلطة الفلسطينية للسيطرة على المعابر في غزة ، قال عباس إن هذا العرض الذي قدمته السلطة الفلسطينية منذ فترة يهدف لتسهيل الأوضاع على الإخوة في غزة، لكن رد الفعل من جانب حماس جاء سلبيا ولم يصل رد من الجانب الإسرائيلي.
مساع مصرية ـ سعودية
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك مساع مصرية سعودية لرأب الصدع بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس ومصير هذه المساعي في ظل ما يتردد عن تعويق أميركي مستمر لمثل هذا التوجه، قال عباس: quot;إنه ليس للولايات المتحدة شأن في أمور العلاقة في ما بيننا كفلسطينيينquot;، على حد قوله.
وأضاف رئيس السلطة الفلسطينية إنه إذا كانت هناك جهود مصرية أو سعودية أو أي جهود عربية فليس من حق أحد أن يتدخل في هذا الأمر أو محاولة عرقلة هذه المساعي.
وحول فرص وجود حل خلاق لإنهاء الخلاف بين فتح وحماس خاصة في ظل الأضرار التي تلحق بالشعب الفلسطيني ككل جراء هذا الخلاف ، قال أبو مازن إن المشكلة ليست معقدة إلى هذه الدرجة، ونحن نقول إن هناك انقلابا قد حصل والكل يعترف أن هذا هو انقلاب ، ويجب أن ينتهي الانقلاب ونعود إلى الحوار ليس أكثر ولا أقل فالقضية بسيطة للغاية.
وعن آخر المستجدات بشأن موضوع الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت، قال رئيس السلطة الفلسطينية quot;إننا لسنا مطلعين على هذا الموضوع ونحن نسمع كثيرا عن تقدم ثم تباطؤ ثم تعطل ولكن ليس لدينا معلومات نستطيع أن نتحدث عنها في هذا الشأن.
زيارة بوش
وحول توقعات الجانب الفلسطيني بخصوص زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش المرتقبة للمنطقة ، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنه من المفترض أن يتحدث الرئيس بوش بشكل واضح خلال الزيارة حول ضرورة إزالة جميع العقبات التي تقف أمام طريق المفاوضات وأبرزها مسألة الاستيطان.
وحول رؤية الجانب الفلسطيني لتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت مؤخرا الذي ألمح فيه إلى فكرة العودة لحدود 1967 مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بمستوطنة كبري كمعالية ادوميم في الضفة الغربية ، قال عباس إن quot;موقفنا في هذا الخصوص واضح وصريح ونحن نريد حدود عام 1967 وهذا الكلام ليس مطلبنا وحدنا فقط بل هذا هو ما تعطينا أياه قرارات الشرعية الدولية فضلا عن أن الرئيس الأميركي جورج بوش ذاته قال في مبادرته الشهيرة حول الدولتين إنه لابد من انهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967.
واختتم عباس تصريحاته قائلاً quot;إذا أرادوا منا أن نضع في الاعتبار الوقائع التي جرت على الأرض فهذا غير مقبول ولايمكن استغلال هذه الوقائع لمطالبتنا بقبول مستوطنة هنا وأخرى هناكquot;.