جوبا (السودان): اعلن مسؤول من متمردي جنوب السودان سابقا الاربعاء ان الحكومة السودانية تجاوزت المهلة المحددة لسحب قواتها من جنوب السودان.واعلن الجنرال ماي هوث مساعد رئيس اركان الجيش الشعبي لتحرير السودان سابقا الذي يسيطر على منطقة الحكم الذاتي في الجنوب quot;لم يتحركوا حتى الانquot;. واضاف quot;انهم لم يقدموا لنا اي مبرر ملموسquot;.

وكانت حكومة الخرطوم وعدت بسحب قواتها من الجنوب قبل نهاية 2007 في اطار الاتفاق الذي فتح المجال امام عودة الحركة الشعبية لتحرير السودان الى الحكومة في 27 كانون الاول/ديسمبر ووضع حد لازمة سياسية دامت اكثر من شهرين.

وعلقت الحركة الشعبية مشاركتها في الحكومة احتجاجا على ما اعتبرتها عراقيل وضعتها حكومة الشمال امام تطبيق اتفاق السلام الشامل الذي انهى عام 2005 حربا استمرت 21 سنة بين الشمال والجنوب وخلفت ما لا يقل عن 5،1 مليون قتيل.

وكان تجاوز الخرطوم لمهلة سابقة لسحب قواتها من الاسباب الاساسية التي برر بها المتمردون سابقا انسحابهم من الحكومة.وينص اتفاق السلام الشامل على ان تنسحب قوات الشمال من الجنوب قبل التاسع من تموز/يوليو 2007 لكن الشمال لم يسحب سوى ثلثي رجاله في ذلك التاريخ على ما افادت الامم المتحدة.واكد الرئيس السوداني عمر البشير ان 85% من قواته غادرت الجنوب حيث ما زال ينتشر 3600 جندي على الارض حسب الجيش.

الا ان الجنوب والامم المتحدة يطعنان بتلك الارقام.وقال الجنرال هوث ان نحو 18 الف جندي من الشمال ما زالوا منتشرين في الجنوب الذي يحتوي على 80% من النفط السوداني.وكان الشمال يبرر انتشار قواته بضرورة حماية حقول النفط.وينص اتفاق السلام الشامل على ضرورة ان يشكل الطرفان قوة مشتركة بين الشمال والجنوب لمراقبة المناطق النفطية لكن تلك القوة لم تكن جاهزة بعد عندما انسحب الجنوب من الحكومة.

ونسب الناطق باسم جيش الجنوب الجنرال كوول دايم ذلك الفشل الى رفض قوات الخرطوم المساهمة في القوة المذكورة.واعلن الجنرال هوث انه ينتظر توضيحات من قبل سلطات الشمال خلال اجتماع سيعقده مجلس الدفاع المشترك في الخامس من كانون الثاني/يناير في الخرطوم.