داكا: كان لعرض السلطات في بنجلادش إرسال رئيستي وزراء سابقتين محتجزتين إلى الخارج لتلقي العلاج وقع المفاجأة على حزبيهما قبل بضعة أشهر من انتخابات وعدت الحكومة باجرائها. وكان معين الحسين المستشار القانوني والإعلامي للحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش قد قال يوم الأربعاء إن السلطات مستعدة لبحث مسألة السماح لرئيستي الوزراء السابقتين الشيخة حسينة والبيجوم خالدة ضياء بمغادرة البلاد لتلقي العلاج إن هما أو حزبيهما طلبا ذلك. والشيخة حسينة والبيجوم خالدة مسجونتان منذ أشهر بتهم تتعلق بالفساد واساءة استغلال السلطة.

وتحاكم حسينة بالفعل أمام محكمة خاصة ومن المرجح أن تواجه خالدة نفس المصير. ويقول خبراء قانونيون انه سيحظر عليهما في حالة إدانتهما الترشح للانتخابات. ورغم أنه لم يتضح ما إذا كان معين الحسين يتحدث بلسانه أم بلسان الحكومة فان تصريحاته أربكت فيما يبدو زعماء حزب رابطة عوامي الذي تقوده حسينة وحزب بنجلادش الوطني بزعامة خالدة. وقال ظل الرحمن رئيس رابطة عوامي بالانابة quot;لست متأكدا.. الأمر يتوقف على ما إذا كانت الشيخة حسينة نفسها مستعدة للسفر للخارج لتلقي العلاج.quot;

وأبدى زعماء حزب بنجلادش الوطني تشككا إزاء العرض. وقال رضوي أحمد أمين الحزب بالانابة quot;لم نسمع أن حالة خالدة ضياء الصحية خطيرة لدرجة تفتح لها باب السفر للعلاج.quot; وأضاف أن العرض quot;انعكاس للخطة السابقة للحكومة بارسال الزعيمتين للمنفى.quot; وجاء عرض معين الحسين بعد يومين من سقوط حسينة في حالة اعياء خلال جلسة محكمة للنظر في اتهامات الفساد منسوبة إليها. وقال أطباؤها ومسؤولون في حزبها انها تعاني من ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في السمع والبصر. وقالوا انها قد تود تلقي العلاج في الخارج ويفضل في الولايات المتحدة حيث يقيم ابنها وابنتها لكن هذا قد يتعذر في ظل حالة الطواريء التي تحول دون سفر المحتجزين أو الخاضعين للمحاكمة.

وتبادلت حسينة وخالدة رئاسة الوزراء على مدى 15 عاما حتى أكتوبر تشرين الأول 2006 عندما انتهت فترة ولاية خالدة ومدتها خمسة أعوام. وينظر اليهما على أنهما من الشخصيات المؤثرة في الانتخابات التي تعهدت الحكومة المؤقتة باجرائها قبل نهاية هذا العام. وتولت الحكومة المؤقتة برئاسة فخر الدين أحمد محافظ البنك المركزي السابق المسؤولية في يناير كانون الثاني 2007 وسط أحداث عنف واسعة وفرضت حالة الطواريء لأجل غير مسمى.

وبعد أشهر أوشكت الحكومة على إرسال خالدة إلى المملكة العربية السعودية وعلى منع حسينة من العودة من الولايات المتحدة لكن تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية جعلها تعيد حساباتها. وقال زعيم بارز في رابطة عوامي طلب عدم نشر اسمه quot;تحاول الحكومة الآن بالتأكيد ارسالها (حسينة) للخارج بدعوى تلقي علاج أفضل.quot;

ويتزامن هذا الجدل مع استياء شعبي لاخفاق الحكومة في احتواء ارتفاع أسعار السلع الغذائية وهو الأمر الذي قال سياسيون ومحللون انه سيؤثر قطعا على الانتخابات وقد يثير احتجاجات رغم الحظر الذي تفرضه الحكومة المؤقتة على النشاط السياسي.