مانشستر: تشكل الانتخابات التمهيدية المقررة الثلاثاء في نيوهامشير بعد خمسة ايام على مجالس الناخبين في ايوا (وسط) اختبارا للمرشحين لتمثيل الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني/نوفمبر.

واذا تمكن السناتور الديموقراطي الشاب عن ايلينوي باراك اوباما من تثبيت الانتصار الذي حققه في ايوا، فسوف يواصل السباق في موقع قوة، في حين ان اختراقا للسيدة الاولى السابقة هيلاري كلينتون في هذه الولاية الصغيرة سيعطيها دفعا جديدا قبل المحطات الانتخابية المقبلة. اما اذا فشلت مجددا، فستواجه صعوبة كبرى في باقي المسار الانتخابي.

وفي صفوف الجمهوريين، ستشكل انتخابات نيوهامشير مفصلا بالنسبة لحاكم مساتشوستس السابق رجل الاعمال المورموني الثري ميت رومني، اذ ان فشلا جديدا في نيوهامشير بعد ان انفق بدون جدوى عشرات ملايين الدولارات في ولاية ايوا، قد يحد من طموحاته الرئاسية ان لم يقض عليها نهائيا.

وقد قرر العديد من المرشحين في الماضي الانسحاب من السباق الى البيت الابيض بعد فشل في نيوهامشير. وخلافا لنظام مجالس الناخبين التي يجتمع فيها ناخبو كل من الحزبين ويتناقشون ويتكتلون بحسب خياراتهم السياسية، فان الانتخابات التمهيدية اقرب الى عملية تصويت تقليدية تتضمن صناديق اقتراع وبطاقات تصويت وادلاء بالاصوات خلف الستائر.

وتنظم نيوهامشير انتخابات تمهيدية quot;شبه مفتوحةquot; حيث يمكن للناخبين غير المسجلين في اي حزب المشاركة سواء في انتخابات الديموقراطيين او في انتخابات الجمهوريين، في حين لا يمكن للناخبين المسجلين لدى اي من الحزبين الادلاء باصواتهم في انتخابات الحزب الاخر.
وثمة نحو 850 الف ناخب مدرجون على اللوائح الانتخابية في هذه الولاية يتوزعون بين 26% من الديموقراطيين و30% من الجمهوريين و44% من المستقلين.

وشارك نحو 220 الف ناخب عام 2004 في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية فيما لم يكن امام الرئيس جورج بوش اي منافس في الصفوف الجمهورية.

وبعد ثمانية ايام على فوز الديموقراطي جون كيري في مجالس الناخبين في ايوا، ثبت انتصاره بفوزه في الانتخابات التمهيدية في نيوهامشير. اما هاورد دين ابرز المرشحين الديموقراطيين آنذاك، فحل في المرتبة الثانية بعدما صنف في المرتبة الثالثة في ايوا واضطر الى الانسحاب فيما بعد مفسحا المجال لكيري.

وشكلت نيوهامشير في انتخابات سابقة ايضا نقطة تحول اذ اعطت دفعا لمرشحين كانوا في الظل او وضعت حدا مبكرا لطموحات آخرين كانوا في الصدارة.

ففي 1952، فاز دوايت ايزنهاور في الانتخابات التمهيدية الجمهورية في هذه الولاية متفوقا على المرشح الاوفر حظا روبرت تافت، وفاز فيما بعد بالترشيح الجمهوري ليحقق في نهاية المطاف انتصارا في الانتخابات الرئاسية. اما من الجانب الديموقراطي، ففاز ايستيس كيفوفر في الانتخابات نفسها على الرئيس المنتهية ولايته هاري ترومان في هذه الولاية ما ارغم الاخير على التخلي عن حملته للفوز بولاية ثانية.

وفي 1968، لم يحصل الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته ليندون جونسون سوى على 49% من اصوات ناخبي نيوهامشير متقدما على يوجين ماكارثي الذي حصل على 42%، واضطر بعدها الى الانسحاب من السباق للفوز بالترشيح الديموقراطي.

والفائز في الانتخابات التمهيدية في نيوهامشير لم يكن على الدوام هو الذي ينتخب مرشحا عن حزبه في نهاية المطاف. ففي الجانب الجمهوري، اضطر جون ماكين الفائز في هذه الولاية عام 2000 وبات بوكانن الفائز عام 1996 الى الانسحاب امام جورج بوش وبوب دول على التوالي. اما في الجانب الديموقراطي، فاضطر ايستيس كيفوفر الفائز في الانتخابات التمهيدية في 1952 و1956 للانسحاب في كل مرة امام حاكم ايلينوي ادلاي ستيفنسون. وفي 1972 و1984 و1992، لم يحصل الديموقراطيون الفائزون في نيوهامشير على ترشيح حزبهم.

وفي المقابل، فاز بيل كلينتون عام 1992 وجورج بوش عام 2000 بترشيح حزبيهما ووصلا فيما بعد الى البيت الابيض بعدما حلا في المرتبة الثانية في نيوهامشير.