اسلام اباد: ابدى الجيش الباكستاني استياءه الاحد من اخبار نقلتها صحيفة نيويورك تايمز تفيد عن اعتزام حكومة الرئيس الاميركي جورج بوش اجراء عمليات عسكرية quot;سريةquot; في المناطق القبلية على تخوم افغانستان و التي تشهد تمرد مقاتلين اسلاميين مقربين من طالبان والقاعدة.
وقال الناطق باسم الجيش الجنرال وحيد ارشاد quot;لا دخل للجيش الاميركي في ذلك، حكومة باكستان هي المسؤولة عن هذه البلادquot;. وقال محتجا quot;ليس من عمليات اميركية لا في وضح النار ولا بالسر، في داخل باكستان. هذه المعلومات لا اساس لها ونحن نرفضهاquot;. ونقل موقع نيويورك تايمز على الانترنت خبر مناقشة اقتراح في واشنطن بان تطلب عناصر في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) متمركزة في افغانستان دعما عسكريا مباشرا لتنفيذ عمليات ضد الارهاب في باكستان.
واكدت الصحيفة، نقلا عن مصادر لم تفصح عن هويتها في الحكومة الاميركية، ان السي اي ايه ستتمتع بذلك بصلاحيات موسعة لضرب اهداف في باكستان. وتشهد المناطق القبلية في ولايتي وزيرستان الشمالية والجنوبية مواجهة بين 90 الف جندي باكستاني ومقاتلين اسلاميين مقربين من طالبان والقاعدة.
واعرب مسؤولون اميركيون عن قناعتهم بان تنظيم اسامة بن لادن وحركة طالبان الافغانية والباكستانية اعادا تشكيل قواهما في هذه المناطق القبلية لتنفيذ هجمات على الجهة الاخرى من الحدود في افغانستان حيث تواجه القوات الافغانية والاجنبية، والاميركية على الاخص، تمردا لطالبان.
وافادت الصحيفة ان الولايات المتحدة سبق ان نشرت نحو خمسين جنديا في باكستان.وناقش نائب الرئيس الاميركي ريتشارد تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس هذه العمليات، اثر مقتل بنازير بوتو في هجوم انتحاري في 27 كانون الاول/ديسمبر، ولكن من دون العودة الى الرئيس برويز مشرف، على ما نقلت نيويورك تايمز.وتشكل ولاية وزيرستان الجنوبية معقل زعيم اسلامي معروف بقربه من القاعدة هو بيت الله محسود. واتهمته اسلام اباد بتنظيم اغتيال بنازير بوتو، الامر الذي نفاه.
استمرار الخلاف بين المعارضة والسلطات الباكستانية حول ظروف اغتيال بوتو
وما زال الخلاف مستمرا بين الحكومة والمعارضة في باكستان حول اسباب وظروف مقتل رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو في نهاية كانون الاول/ديسمبر، فيما واصلت سكتلنديارد على الارض تحقيقها الصعب في عملية الاغتيال. وندد حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه بوتو بتعدد روايات السلطات حول اسباب موتها بعدما اقر الرئيس برويز مشرف بانها قد تكون قتلت برصاص اطلقه رجل استهدفها قبل العملية الانتحارية.
واعلن فرحة الله بابار احد قادة الحزب ان quot;ثمة امرا مريبا تخفيه الحكومة ولذلك تبدل موقفهاquot;. وقال quot;اننا نردد منذ اليوم الاول انها قتلت بالرصاص. كانت هذه مؤامرة، خطة تم تنفيذها، لا تساورنا اي شكوك بهذا الصددquot;. واقر مشرف في مقابلة بثتها قناة quot;سي بي اسquot; التلفزيونية الاميركية السبت باحتمال ان تكون بوتو اصيبت في رأسها برصاصة اطلقها مجهول فتح النار عليها ورد على سؤال حول هذه الامكانية بالقول quot;نعم، بالتأكيد. انه احتمال واردquot;.
وقتلت بوتو بعد تجمع انتخابي في روالبندي قرب اسلام اباد في وقت كانت واقفة في سيارتها مخرجة رأسها من فتحة السقف. وكانت السلطات تؤكد حتى الان انها توفيت جراء كسر في الجمجمة حين صدم رأسها مقبض فتحة السقف وهي تحاول الولوج الى السيارة هربا من الرصاص قبيل وقوع الانفجار الذي اودى بحياة عشرين شخصا اخر. واقرت وزارة الداخلية الاحد بوجود عدة فرضيات بشأن الاغتيال وقال المتحدث باسمها جواد شيما quot;مهما قال الرئيس فهو حتما على حق. الابحاث متواصلة وسنعلن نتائجهاquot; عند ورودها.
واعلن فرحة الله بابار المتحدث باسم حزب الشعب الباكستاني لوكالة فرانس برس ان quot;النظام يغير باستمرار موقفه وهذا يزيد من الشكوك والريبة ويعزز مطالب حزب الشعب الباكستاني بضرورة اجراء تحقيق مستقل برعاية الامم المتحدةquot;. ويطالب حزب بوتو منذ عشرة ايام بتحقيق تشرف عليه الامم المتحدة على غرار التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005 الامر الذي يبدو مستحيلا لانه يفترض تورط دولة اخرى في العملية. كما ان آصف علي زرداري زوج بنازير بوتو رفض تشريح الجثة ليلة الاغتيال ودفنت بوتو في اليوم التالي.
وسرعان ما احتدم الجدل حول عملية الاغتيال. وتتهم اسلام اباد مجموعات مرتبطة بالقاعدة فيما تشير عائلة بوتو الى ضلوع مسؤولين كبار قريبين من السلطة واجهزة استخبارات. وكانت بوتو نفسها المحت بعد العمليتين الانتحاريتين المزدوجتين اللتين نجت منهما في 18 تشرين الاول/اكتوبر في كراتشي واوقعتا 139 قتيلا، الى امكانية ان تتحرك اجهزة الاستخبارات حتى بدون علم رئيس الدولة.
وفي محاولة لوضع حد للجدل، طلب مشرف مساعدة سكتلنديارد (الشرطة الجنائية البريطانية) التي ارسلت خمسة خبراء في مكافحة الارهاب يجرون تحقيقا منذ الجمعة تحت اشراف السلطة الباكستانية. وكشفوا الاحد على سيارة بوتو بعدما عاينوا موقع الجريمة. غير ان حزب الشعب الباكستاني يعتبر ان هذا التعاون البريطاني quot;لا معنى لهquot; اذ انه quot;لن يسمح لسكتلنديارد باستجواب الذين نشتبه بضلوعهمquot;، على ما قال بابار. غير ان هذا الطرح يتجاهل احتمال التعرف الى مرتكبي الاعتداء من خلال تحليل عينات من اشلاء الجثث وامكانية ان يعيد الجراحون تشكيل وجه الانتحاري والصور التي التقطت لمطلق النار والانتحاري.
التعليقات