بريشتينا (صربيا): جدد برلمان اليوم الاربعاء ولاية فاتمير سيديو رئيسا لهذا الاقليم الواقع جنوب صربيا وتسكنه غالبية البانية الاصل. واعيد انتخاب سيديو باغلبية مطلقة من 68 صوتا مقابل 39 صوتا و11 بطاقة لاغية. وشارك في التصويت في جولة ثالثة 118 من النواب ال120.

ويتطلب الاطار الدستوري لكوسوفو اغلبية الثلثين في جولتي التصويت الاوليين لكي يصادق البرلمان على انتخاب الرئيس.وقبل هذا التصويت قدم سيديو استقالته لفتح الطريق امام اعادة انتخابه. ويتولى سيديو رئاسة كوسوفو منذ وفاة الزعيم الالباني التاريخي ابراهيم روغوفا في كانون الثاني/يناير 2006.

عرض تشكيلة حكومة كوسوفو الجديدة على البرلمان

إلى ذلك اجتمع برلمان كوسوفو الاربعاء للمصادقة على تشكيلة الحكومة الجديدة التي عرضها رئيس الوزراء المكلف هاشم تاجي وينتظر ان تقود هذا الاقليم ذي الغالبية الالبانية الى الاستقلال الذي اصبح يعتبر امرا لا مناص منه.وسبقت اجتماع البرلمان الذي بدأ في الساعة12:30 (11:30 ت غ)، مشاورات اللحظة الاخيرة خصوصا مع ممثلي المجتمع الدولي في كوسوفو بشأن quot;صعوبات ترتبط بالمسائل الاجرائيةquot;.

ويبدو ان البرلمان سيقدم دعمه لحكومة تاجي نظرا الى ان التشكيلة التي قدمها جاءت ثمرة اتفاق بين التحالف وقع الاثنين من قبل ابرز حزبين في كوسوفو.ووقع الاتفاق الاثنين من قبل تاجي عن الحزب الديموقراطي لكوسوفو الذي يشغل 37 مقعدا في البرلمان المكون من 120 نائبا والرئيس فاتمير سيديو عن الرابطة الديموقراطية الكوسوفية التي تملك 25 مقعدا.

وبموجب الاتفاق سيتم التجديد لسيديو في منصب رئيس كوسوفو غير ان موافقة البرلمان تبقى رهن حل اشكال اجرائي.وتضم الحكومة التي اقترحها تاجي 15 وزيرا، سبعة من حزبه وخمسة من حزب سيديو اضافة الى نائبي رئيس وزراء.وتم تخصيص ثلاثة مناصب وزارية لممثلي الاقليات في كوسوفو الاقليم الواقع في جنوب صربيا والذي يشكل الالبان 90 بالمئة من سكانه.

وخصصت وزارتان لصرب كوسوفو الذي يبلغ تعدادهم مئة الف نسمة. وكان الصرب قاطعوا بكثافة الانتخابات التشريعية في 17 تشرين الثاني/نوفمبر. وخصصت وزارة ثالثة لباقي الاقليات.

ويمكن ان يعلن البان كوسوفو المدعومين من الولايات المتحدة وابرز الدول الاوروبية قريبا الاستقلال الامر الذي تعارضه صربيا بشدة مدعومة من روسيا.

وحرصا على تهدئة صربيا في الوقت الذي يرتسم فيه استقلال كوسوفو في الافق، يسعى الاتحاد الاوروبي الى تسريع المسيرة التي ينتظر ان تؤدي الى انضمام صربيا للاتحاد.

وتضغط سلوفينيا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، على شركائها الاوروبيين من اجل توقيع سريع مع بلغراد على اتفاق استقرار وشراكة لتفادي انقلاب صربيا ضد الاتحاد الاوروبي كما سبق ان هدد رئيس وزرائها فويسلاف كوستونيتشا.وحذر كوستونيتشا الجمعة من انه على الاتحاد الاوروبي quot;الاختيارquot; بين التقارب مع صربيا او ارسال بعثة اوروبية الى كوسوفو المقرر اما في كانون الثاني/يناير او شباط/فبراير بهدف الاشراف على استقلال الاقليم الذي تديره الامم المتحدة منذ 1999.

ولم توقع صربيا الا بالاحرف الاولى على اتفاق الاستقرار والشراكة مع الاتحاد الاوروبي.وللتمكن من توقيع هذا الاتفاق يتعين على بلغراد ان تثبت quot;تعاونها الكاملquot; مع المحكمة الجنائية الدولية وبذل قصارى جهدها لتوقيف الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش المتهم باعمال ابادة.واعرب وزير خارجية سلوفينيا ديميتري روبل عن الامل في التمكن من توقيع اتفاق الشراكة quot;ان امكنquot; قبل نهاية الشهر الحالي قبل دورة ثانية محتملة للانتخابات الرئاسية الصربية المتوقع تنظيمها في الثالث من شباط/فبراير والذي يخشى الاوروبيون ان تشهد تقدما جديدا للقوميين المتشددين.

غير ان بعض الدول مثل بلجيكا وهولندا حيث مقر المحكمة الجنائية الدولية، تتبنى موقفا متشددا. وقال وزير خارجية هولندا ماكسيم فيرهاغن الثلاثاء quot;يجب ان يكون ملاديتش في لاهاي. ومن دون تعاون لن يكون هناك توقيعquot; لاتفاق الشراكة مع صربيا.