الكشف عن المجرم قبل ارتكابه الجريمة ...
الحكومة تزود فضل الرحمن برسم تقريبي لمهاجم محتمل
عبد الخالق همدرد من إسلام أباد:
من النكات الباكستانية حول أداء الشرطة أن مجلسا جمع بين ثلاثة ضباط من الشرطة البريطانية والأميركية والباكستانية. فجرى بينهم الحديث عن المهارات المهنية لدى كل واحد منهم. فقال البريطاني عندما تحدث عندنا جريمة نصل إلى المجرم خلال أسبوع. وقال الأميركي الأجهزة عندنا أكثر تطورا منكم. وبذلك نصل إلى الجاني خلال أربع وعشرين ساعة. فجاء دور الباكستاني فقال نحن نعرف المجرم قبل أربع وعشرين ساعة من مباشرته الجريمة.
قد تكون هذه النكتة نكتة وفكاهة فقط؛ لكن بعض الأحيان يبدو وكأن الشرطة الباكستانية فعلا على النمط الذي أشار إليه الضابط المذكور أعلاه. والدليل على ذلك خبر تناقله الإعلام المحلي بأنه تم تزويد زعيم المعارضة السابق في البرلمان مولانا فضل الرحمن برسم تقريبي لملامح مهاجم محتمل يمكن أن يستهدفه خلال الحملة الانتخابية.
وقد أكد مساعد مقرب لفضل الرحمن quot; أن الحكومة قد قدمت التفاصيل حول المتهم ؛ لكنها لم تعزز الترتيبات الأمنية له على الرغم من كون حياة زعيم المعارضة السابق مهددةquot;.
وقد استدعى مولانا فضل الرحمن رئيس جمعية علماء الإسلام اجتماعا طارئا لقيادات حزبه في مدينة ديرة إسماعيل خان عقب تلقي المعلومات الاستخباراتية عن طريق وزارة الداخلية لتعزيز الإجراءات الأمنية حوله عن طريق مصادر الحزب.
من جهة أخرى فإن الاجتماع الحزبي أبدى عدم اطمئنانه إلى الترتيبات الرسمية لحماية مولانا فضل الرحمن وقرر تحميل الحكام المسؤولية في حالة يتعرض لمكروه حسبما أفادت مصادر حزبه.
وقد ذكرت تلك المصادر أن الحكومة أحاطته علما بأن شخصا حليقا مرتديا ملابس بيضاء قد يستهدفه بتفجير نفسه أو إطلاق النار عليه.
هذا وقد أكد أمين عام جمعية علماء الإسلام مولانا عبد الغفور حيدري بعد اجتماع لشورى حزبه quot; إضافة إلى الإجراءات الرسمية غير الكافية سيقدم متطوعو الحزب حماية له. أننا قد وافقنا على قرارات عديدة ومنها أننا سنحمل الحكومة المسؤولية في حالة حدوث أي حادث مأسوي؛ لأنها تشاركنا في تفاصيل المعلومات لكنها لا تأخذ أي إجراء تفاديا للهجوم الإرهابيquot;.
والجدير بالذكر أن وزارة الداخلية الباكستانية قد أصدرت تقريرا مفاده أن بعض كبار القادة الباكستانيين على قائمة التصفية من جانب الإرهابيين وبينهم مولانا فضل الرحمن ووزيرالقطارات السابق شيخ رشيد أحمد ووزير فدرالي سابق آخر أمير مقام. وقد ذكرت الأجهزة الأمنية بعد اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في 27 من شهر ديسمبر الفائت أن مجموعة من الإرهابيين قد تمكنت من اقتحام العاصمة الفدرالية إسلام آباد والمدينة التوأمة لها راولبندي لاستهداف بعض الرموز السياسية والرسمية.
وتتهم الحكومة الطالبان المحليين في مناطق القبائل بالقيام بالعمليات الإرهابية والانتحارية المستهدفة ؛ بيد أن ناطقا باسم حركة طالبان الباكستانية نفى أي نية لاستهداف مولانا فضل الرحمن حسب الصحافة المحلية بل أكد أن حركته لا تقدر على التفكير في استهدافه مشيرا إلى أن حركته ترى مولانا فضل الرحمن زعيما سياسيا لها.
على صعيد آخر يحظى مولانا فضل الرحمن بنفوذ في المناطق القبلية المضطربة. وقد كان لأعضاء حزبه يد في إنجاح الكثير من المفاوضات بين الحكومة وطالبان المحليين. كما أن جهود حزبه قد ساعدت الحكومة في بسط سيطرتها على تلك المناطق.