إرجاء جلسة انتخاب الرئيس للمرة 13
آمال العرب في الحل تتراجع في لبنان

إيلي الحاج من بيروت: كما كان متوقعاً أرجأ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري للمرة 13 جلسة انتخاب رئيس للجمهورية التي كان حدد موعدها غدا السبت الى 21 كانون الثاني / يناير الجاري. وبرر أحد القريبين منه هذا الإجراء بالقول أن quot; الحل العربي سلة متكاملة لم تكتمل عناصرها، وإن البند الأول فقط من هذا الحل الذي اعتمده وزراء الخارجية العرب قد أنجز، وما زال أمامنا الاتفاق على الحكومة والانتخابات quot; ، لافتاً إلى أنّ quot; الوقت قصير لتحقيق هذا الإتفاق quot;. صرح مصدر في الغالبية ان ما عرض على الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في شأن عقد لقاء بين النائب الجنرال ميشال عون ورئيس كتلة quot; المستقبل quot; النائب سعد الحريري quot; قد لا يفي بالغرض المطلوب منه حالياً لأن موقف قوى الغالبية واضح وتاليا على المعارضة اعطاء موسى اجوبة عن الاسئلة الثلاثة التي يحملها ويتصل كل منها ببند من البنود الثلاثة التي تضمنها قرار الوزراء العرب quot; .

وأضاف ان اكثر من 12اجتماعا عقدها النائب الحريري مع الرئيس بري quot;لنفاجأ في الاخير ان الامين العام لـquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله أعلن باسم المعارضة تفويض الجنرال عون التفاوض مع قوى الغالبية. وفي هذه الحال سندرس من ننتدب لمفاوضة الجنرال، لكن ذلك كله مضيعة للوقت في المرحلة الراهنة ويطيل عمر الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية. واذا كانت النيات صادقة فليعدل الدستور وينفذ البند الاول من المبادرة العربية القاضي بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً، ثم يكون التحاور بين الغالبية والمعارضة في موضوع الحكومة الجديدة ورئيسها ونسبة تمثيل القوى فيها.

وعُلم ان موسى فتح في ساعة متقدمة من ليل امس خطوط الاتصال مع الخارج في محاولة لتطويق اجواء الرفض التي عبرت عنها قوى المعارضة في الموضوع الحكومي، خصوصا في اللقاءين اللذين جمعاه امس مع الجنرال عون ظهرا والسيد حسن نصرالله ليلا.

وتكتمت مصادر وفد الجامعة العربية على هوية مَن شملتهم الاتصالات ، في حين تردد إن اتصالات موسى شملت رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم الذي يزور لبنان غدا على خلفية اتصالاته مع القيادة السورية، وكذلك وزير خارجية سلطنة عمان على خلفية علاقاته المميزة مع القيادة الايرانية ولاستكمال الجهود المشتركة التي ادت الى المبادرة العربية.

وأكدت ان موسى لن يوفر وسيلة لتطبيق بنود المبادرة العربية، رافضا الدخول في مناقشات حول التركيبة الحكومية وفق التفسيرات اللبنانية المتناقضة للبند الثاني من المبادرة العربية، ومعترفا بالالتباس الواسع الذي تسبب به الغموض الذي عبرت عنه الفقرة الثانية والتي قد تكون زرعت quot;عبوة ملغومةquot; في متن المبادرة التي غلفها التوافق السياسي العربي وتحديدا السوري - السعودي للمبادرة.

وأعلنت قوى الاكثرية عبر مصادرها انها ابلغت موسى رفضها المطلق اي بحث في صيغة الـ10times;10times; 10( توزيع الوزراء على رئيس الجمهورية العتيد والغالبية والمعارضة) لأنها quot;غير منطقية ولا يمكن القبول بأي مخارج تنهي حجم الأكثرية وتجعلها اقلية او في المعادلة التي توازي بين طرفي الصراعquot;.
وعلم ان موسى يفكر في تمديد اقامته في لبنان، وقد تتجاوز لقاءاته ما هو محدد لها من مواعيد نهار غد السبت، وقد ينتظر وصول رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري نهار غد ليعود معه الى استكمال بعض اللقاءات الضرورية.

واوضحت مصادر في المعارضة لquot;وكالة ألأنباء المركزية quot; المحلية ان اجتماعات موسى مع الافرقاء اللبنانيين مستمرة ولم تنتج منها حتى الآن خريطة طريق صحيحة، واكدت ان السعي لتقريب وجهات واعتبرت أن لا بد من ايجاد حل لمعضلة الارقام وأن لا خروج من هذا الموضوع الا عبر حكومة غير سياسية. ودعت الى عدم تضييع هذه الفرصة، لأن الجامعة العربية والعالم العربي اجمع يقف بجانب لبنان، ولأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيولّد اليأس لدى داعمي لبنان.
ونقلت هذه المصادر عن الرئيس بري إن التفاهم على رئيس الجمهورية اصبح وراءنا، والعماد سليمان هو رئيس للجمهورية اليوم وغدا وفي المستقبل، ولا امكان للبحث بأي اسم آخر، انما يبقى موضوع الحكومة والصيغة المطروحة حولها، واعطاؤها امكانية العمل لناحية العدد والتعطيل.

ورأت ان صيغة 10times;10times;10 هي الحل الامثل للخروج من الأزمة. وبدا من ذلك كله أن المناخ الايجابي والمشجع الذي أشاعته الخطة العربية التي تقررت بالاجماع وتضمنت quot;خريطة طريقquot; لحل الأزمة الرئاسية والسياسية في لبنان، هذا المناخ، وبدل ان يتعزز ويقوى مع وصول موسى الى لبنان، آخذ في الانحسار والتبدد ليحل محله مناخ من الحذر والترقب. وليس صحيحاً بالتالي الانطباع الذي تولّد بعد اجتماعات القاهرة بأن الأزمة اللبنانية باتت في حكم المنتهية.

ويعود التشاؤم أساسا إلى أن الموقف السوري بدأ يتملص من المقررات العربية ويحيل تنفيذها الى الداخل اللبناني متذرعا بالالتزام بما يتوافق عليه اللبنانيون، وحصر التفاوض بالجنرال عون الذي يصعب على الأكثرية محاورته لعدم توافر العلاقات والمناخات السياسية الملائمة معه، ولاعتبارها ان نقل مركز الحوار من رئاسة البرلمان إليه كان بهدف مزيد من التعقيد والعرقلة ومن دون ان يتحمل الطرف الشيعي وسورية من ورائه مسؤولية ذلك، فضلاً عن تأكيد قوى المعارضة المستمر ان quot;لا انتخابات رئاسية قبل الاتفاق على الحصص في الحكومة وعلى الثلث المعطل، وإصرارها على عدم تعديل الدستور لانتخاب العماد سليمان، وهو ما أكد عليه مجددا الرئيس بري في لقاءاته مع موسى.

وفوق ذلك كله يبرز غموض في موقف سورية والتزامها الرسمي الذي لم ينحصر مبدئياً في الموافقة على الحل العربي بل شمل التعهد باقناع حلفائها وأصدقائها في لبنان به. وهذا في الكلام، أما في التطبيق فعادت دمشق إلى ما كانت مواقفها اجتماع القاهرة من عدم استعداد لممارسة أي ضغوط على quot;الحلفاء والأصدقاءquot; اذا لم تمارس دول أخرى ضغوطا على الغالبية كي تتخلى عن صفتها هذه، مع إبداء الإستعداد الأآثرية لدعم ما يتفق عليه اللبنانيون الذين لن يتفقوا.