طهران: سجل أكثر من 7100 شخص أنفسهم لخوض الانتخابات البرلمانية التي ستجري في مارس اذار القادم في إيران فيما يأمل خصوم الرئيس محمود أحمدي نجاد المؤيدون للإصلاح الاستفادة من الاستياء المتنامي من الزعيم المتشدد.
والانتخابات التي ستجري يوم 14 مارس اذار قد يثبت انها اختبار قاس للإصلاحيين الذين يسعون إلى العودة سياسيا بعد هزيمتهم أمام المحافظين في الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2004 لأنهم لم يفوا بوعدهم بخلق وطن أكثر حرية.
كما يتوقعون من مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المحافظون والذي يفحص أوراق المرشحين في كل الانتخابات أن يعرقل معظم ترشيحاتهم مثلما فعل في السابق.
لكن المحافظين يكافحون لإظهار انهم جبهة موحدة رغم سيطرتهم على القوات المسلحة والهيئة القضائية والهيئات الأخرى القوية والبرلمان والرئاسة.
ويقول محللون إن الإصلاحيين أمامهم فرصة أفضل من الانتخابات السابقة لأن كثيرين من الإيرانيين ينتقدون أحمدي نجاد لفشله في تنفيذ وعده باجراء تغيير اقتصادي يشمل اقتسام الثروة النفطية بطريقة أكثر عدلا.
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم السبت إن 7129 شخصا سجلوا انفسهم قبل المهلة التي انتهت يوم الجمعة. ويتنافس المرشحون على 290 مقعدا في الرلمان.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن المسؤول بوزارة الداخلية محمد حسين موسى بور قوله quot;استنادا إلى أحدث احصائيات فان 7129 شخصا سجلوا انفسهم في الانتخابات القادمة ... بينهم 580 امرأة.quot;
ولن يكون لنتيجة الانتخابات تأثير مباشر على السياسات مثل خطط إيران النووية والتي يحددها في نهاية الأمر الزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي . ولكن محللين سياسيين يقولون انها قد تؤثر على النقاش.
ومن بين آخر المرشحين الذين سجلوا انفسهم يوم الجمعة علي لاريجاني كبير المفاوضين النوويين الايرانيين سابقا وهو مستشار مقرب من الزعيم الديني الاعلى اية الله علي خامنئي. ورشحته مجموعة من الأحزاب المحافظة المعتدلة مرشحا لها في الانتخابات.
وسيكون لاريجاني الذي كشفت استقالته في أكتوبر تشرين الاول عن خلاف مع احمدي نجادي بشأن التكتيكات في أسلوب معالجة المفاوضات مع الغرب فيما يتعلق بالطموحات النووية الإيرانية واحدا من أبرز المرشحين في الانتخابات التي ستجري في 14 مارس اذار.
وستكون هذه الانتخابات مواجهة بين المحافظين الذين يهيمنون على البرلمان والساسة الأكثر اعتدالا الذين يسعون إلى العودة.
وسيقوم الآن مجلس صيانة الدستور بمراجعة طلبات الترشيح لتحديد أهليتها السياسية والدينية.
ويشكو الإصلاحيون عادة من أن المجلس رفض كثيرين من مرشحيهم المحتملين قبل الانتخابات السابقة.
وستعلن القائمة النهائية للمرشحين الذين تمت الموافقة عليهم في الخامس من مارس اذار. وسيكون أمام المرشحين وقتئذ أسبوعا للدعاية الانتخابية.
إيران تقول إن التعاون النووي سيثبت أن الغرب كان مخطئا
من جهة ثانية أبلغت إيران محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يقوم بزيارة البلاد حاليا أن تعاون طهران لتوضيح نطاق أنشطتها الذرية سيظهر أن الغرب كان مخطئا في اتهامه للجمهورية الإسلامية بأن لديها أهدافا عسكرية.
من جهة ثانية أبلغت إيران محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يقوم بزيارة البلاد حاليا أن تعاون طهران لتوضيح نطاق أنشطتها الذرية سيظهر أن الغرب كان مخطئا في اتهامه للجمهورية الإسلامية بأن لديها أهدافا عسكرية.
وقال سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين للبرادعي يوم السبت quot;إيران تصر على حقها الواضح في امتلاك تكنولوجيا نووية.quot;
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن جليلي قوله إن quot;توضيح أنشطة إيران النووية... سيظهر أنها (الأنشطة) سلمية وأنه لا أساس لمزاعمهم (القوى الغربية) بشأن هذه الأنشطة.quot;
واجتمع البرادعي مع جليلي وزعماء إيرانيين آخرين للحث على تعاون أسرع فيما يتعلق بالرد على تساؤلات عن أنشطة إيران النووية التي يخشى الغرب أنها تستخدم في تصنيع رؤوس حريية.
وأجرى البرادعي محادثات مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وسيجتمع لأول مرة مع الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الذي له القول الفصل فيما يتعلق بالسياسة النووية.
وقال مسؤول إيراني بارز يوم الجمعة بعد محادثات مع البرادعي إن الاجتماع مع خامنئي سيتضمن quot;تبادلا مهما للمعلوماتquot;. ولم يذكر تفاصيل.
ومن المتوقع أن يعقد البرادعي الذي يسعى لنزع فتيل الأزمة التي ساعدت على تسجيل أسعار النفط لمعدلات قياسية وأثارت مخاوف من مواجهة عسكرية مؤتمرا صحفيا قبل العودة لفيينا في وقت مبكر من صباح يوم الأحد.
تتزامن زيارة البرادعي لطهران التي تستمر يومين وبدأت يوم الجمعة مع تجدد التوتر بين إيران والولايات المتحدة بسبب حادث بحري في الخليج وقع يوم الأحد الماضي.
وتسعى واشنطن لعزل إيران بسبب أنشطتها النووية التي تشك في أن لها أهدافا عسكرية. وتقول إيران انها لا تريد سوى توليد الكهرباء وترفض الإذعان للمطالب بوقف عملها النووي الحساس بالرغم من مجموعتين من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران.
وتسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا إلى الاطمئنان إلى أن برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم لا يهدف إلا لتوليد الطاقة للأغراض المدنية.
وقال دبلوماسي مقرب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل زيارة البرادعي إن تحقيق الوكالة الذي عرقلته إيران لسنوات حتى أغسطس اب الماضي دخل مرحلة نهائية تواجه فيها إيران تقارير المخابرات الأمريكية بشأن محاولات طهران السرية السابقة لتوجيه مواد نووية نحو عملية quot;تسلحquot;.
وذكرت إيران في أغسطس انها سترد على التساؤلات القائمة عن ماضيها النووي ولكن الموعد الذي طرحه البرادعي للإجابة عن التساؤلات بحلول نهاية العام الماضي انقضى دون حل القضايا الأكثر حساسية.
وقالت وكالة فارس الإيرانية للأنباء إن أحمدي نجاد الذي يتخذ موقفا متشددا في الخلاف النووي أبلغ البرادعي أنه يأمل ألا يتأثر ما تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية quot;بضغوط القوى الغربية.quot;
وقال أحمدي نجاد quot;بعض الدول تعتقد أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تأسست لتنفيذ سياسات هذه الدول. وتدرك إيران أن الوكالة هي الطرف الوحيد لبحث القضية النووية الإيرانية.quot;
تتزامن زيارة البرادعي لإيران مع جولة الرئيس الأمريكي جورج بوش في الشرق الأوسط الذي وصف إيران بأنها quot;خطر على السلام العالميquot;. ويسعى بوش إلى حشد تأييد العرب لكبح جماح إيران.
وفي واشنطن قال مسؤول عسكري أمريكي بارز يوم الجمعة إن المواجهة التي وقعت يوم الأحد الماضي بين سفن بحرية أمريكية وزوارق إيرانية في الخليج أوضحت أن إيران تمثل تهديدا وأن الولايات المتحدة مستعدة لمواجهته.
التعليقات