صورة الأقمار الصناعية تؤكد الأمر
سوريا تعيد بناء المواقع التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية
ترجمة محمد حامد ndash; إيلاف:
أصبح الموقع السوري، الذي أثار العديد من علامات التعجب، والذي تعرض لقصف بالطيران الإسرائيلي مثيرًا للفضول إلى حدٍ بعيد، خاصة بعدما نشر يوم الجمعة الماضية من صور إلتقطتها الأقمار الصناعية، والتي ترصد فيها عمليات بناء جديدة في الموقع نفسها،والتي بدأت بالفعل في تنفيذ صورة طبق الأصل عن المبنى الذي تعرض للقصف.
كانت الضربات الجوية الإسرائيلية قد إنطلقت في اتجاه هذا الموقع بناءً على ما اتفق عليه محللون منالمخابرات الإسرائيلية والأميركية من أن الموقع المشار إليه قد تم تأسيسه كنواة لمفاعل نووي سوري، وهو ما أنكره بشدة الجانب السوري مشددًا على بطلان تلك الدعاوى التي أطلقتها إسرائيل والولايات المتحدة بشأنها. وكانت الصور التي إلتقطها القمر الصناعي تشير إلى وجود مبنى شاهق الارتفاع يتخذ شكل مربع، يصل طول أحد أضلاعه إلى 150 قدمًا.
وعقب الهجمات الجوية التي تم من خلالها قصف المبنى، قامت السلطات السورية بإخلاء الموقع وتطهيره بطريقة أثارت في سرعتها إلى ما يمكن تعريفه بأنه اعترافات ضمنية من سوريا بصحة الادعاءات الإسرائيلية، حيث كان المبنى غير المأهول قد تم تشييده علىالضفة الشرقية من نهر الفرات على بعد 90 ميلاً من الحدود السورية مع العراق.
إضافةً إلى ذلك قامت الصور الفضائية التي نشرتها إحدى الشركات الخاصة في quot;لونجمونت كولوquot;، quot;ديجيتال جلوبquot;، برصد مبنى مرتفع مربع تحت الإنشاء، والذي يرجح أنه يمثل البناء الأصلي الذي تم قصفه بالطائرات الإسرائيلية إلا أن هناك فرق وحيد بين المبنيين وهو أن سطح المبني الجديد تم تصميمه ليتخذ شكل القبة بدلاً من السطح الخاص بالمبنى المقصوف والذي كان مسطحًا. جدير بالذكر أن القمر الصناعي قد إلتقط هذه الصور للمبنى يوم الأربعاء الماضي.
هذا وقد أثار القصف الإسرائيلي موجة من الغضب على الصعيد الدولي، خاصةً بعد تصريحات quot;دايفيد أولبرايتquot; مدير معهد العلوم و الأمن الدولي التي قال فيها quot;من المرجح أن المبنى المقصوف لم يكن مفاعلاً نوويًاquot;. تجدر الإشارة إلى أن المعهد يمثل مجموعة شركات خاصة في واشنطن تم تكليفها بمهمة بإجراء التحاليل في الموقع السوري الذي تم قصفه.
وأضاف أنه في حالة زيارة المراقبون الدوليون للموقع، فسوف تواجههم صعوبة بالغة في الحصول على أدلة نووية. كما علق بقوله quot;لقد قام المبنى الجديد بتغطية أي بقايا ممكنة للمبنى المقصوفquot; وهو ما استند إليه في التصريح بوجود صعوبة في الحصول على أي دليل نووي.
بينما اتقد المشككون تلك الدعاوى و الاتهامات النووية مبررين انتقادهم بأن الدليل الرسمي الذي ظهر إلى النور حتى الآن يتسم بالغموض، فعلى سبيل المثال تضمنت ملاحظاتهم بأنه لم تكن هناك ثمة أي تغطية دفاعية جوية أو أرضية للموقع وقت القصف و هي التغطيات التي غالبًا ما تحيط بالمواقع والمنشآت العسكرية الحساسة.
وطبقًا لما صرح به أحد المصادر الدبلوماسية الجمعة الماضية، بأن وكالة الطاقة الذرية بفيينا أصبحت على علم بأمر هذا المبنى. وعلى حد قوله ...quot;لقد بات الأمر في غاية الوضوح حولأن الوكالة ترصد هذا الموقع بصفة مستمرةquot; كانت هذه هي كلمات المصدر الدبلوماسي نفسه الذي رفض الإفصاح عن اسمه لاعتبارات دبلوماسية.
جدير بالذكر أن سوريا، بموجب توقيعها على الاتفاقية الدولية مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، تلتزم برفع تقرير عن المبنى المشتبه في أنها تقوم ببناءه لتشغيله كمفاعل نووي للمراقبين الدوليين التابعين للوكالة. وقال مصدر وثيق الصلة بذلك إن المفاعلات النووية تستخدم البلاتينيوم في تصنيع القنابل النووية وهو الأمر الذي يجعل سرية العمل بداخلها من أكثر الأمور إثارةً للشكوك والتفسيرات التي تشير إلى كون تلك المفاعلات مخصصة للاستخدامات العسكرية.
في الوقت نفسه يستمر كبار المسؤولون من الجانب السوري في الإعلان عن إنكارهم لما يوجه إليهم من اتهامات نووية، مؤكدين بإصرار على أن ما قصفته إسرائيل لم يتجاوز كونه أحد مواقع تخزين المهمات العسكرية. وقد صرح quot;محمد البرادعيquot;، المدير الحالي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، للحياة، إحدى الصحف العربية مقرها لندن، بأن لدى الوكالة الرغبة في تفتيش الموقع السوري.
quot;حتى الآن لم نتلقى أي ملومات عن برامج نووية سوريةquot; هذا ما صرح به quot;محمد البرادعيquot; طبقًا لما نشر على الموقع الإلكتروني للجريدة المشار إليها، وأضاف quot;البرادعيquot; أنه تقدم بطلب للسلطات للجانب السوري quot;للسماح للوكالة بزيارة هذه المنشأة للتحقق من خلوها من الأنشطة النوويةquot; على حد قوله. إضافةً إلى ذلك، جاء على لسانه quot;لم يسمح لنا الإخوة السوريون بزيارة وتفتيش الموقع.
في غضون ذلك رجح بعض المحللون أن المبنى أصبح يمثل أحد العوامل التي تساهم في تعطيل المراقبين الدوليين عن إتمام المهمة المنوطة بهم، وهو ما عبر عنه quot;البرادعيquot; أثناء لقائه مع ممثل الجريدة، الحياة، مضيفًا أن quot;لدى الوكالة تقنيات عالية الحساسية يمكن من خلالها الكشف عن أي أنشطة نووية تتم ممارستها في أي من المنشآت للتأكد من خلوها من العمليات النوويةquot;،وبخصوص الصور الفضائية التي التقطها القمر الصناعي، أضاف quot;البرادعيquot; quot;لقد أدت هذه الصور إلى إثارة الشكوك لدى الخبراء في أن المبنى المستهدف كان يحتوي على مفاعل نوويquot;.
المصدر : نيويورك تايمز