تتطلع لمحاصرة إيران وتخشى إغراءات النفط
آمال ومخاوف إسرائيل من زيارة بوش إلى السعودية

أهمية التوقيت و موقف الدول الغربية
توافق جديد بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية

إدارة بوش تبلغ الكونغرس عزمها بيع أسلحة للسعودية
العاهل السعودي والرئيس الاميركي عقدا أول جلسة مباحثات

الرياض تستضيف الرئيس الأميركي جورج بوش

خلف خلف من رام الله: تراقب تل أبيب عن كثب زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للملكة العربية السعودية، وتمعن آلتها الدبلوماسية ووسائل إعلامها في قراءة أبعاد ونتائج هذه الزيارة، ومدى نجاحها في محاصرة إيران وعزلها عن محيطها العربي والإسلامي. كما يستشف من تقارير إسرائيلية أن هناك بعض المخاوف المتصاعدة من صفقة السلاح المرتقبة بين الرياض وواشنطن، والتي تتضمن ذخائر الهجوم المباشر المعروفة باسم (جي. دي.ايه.ام).

حيث أنه رغم خفض إسرائيل لسقف معارضتها لهذه الصفقة، وبخاصة بعد تطمينات تلقتها من الرئيس بوش في زيارته الأخيرة لها التي انتهت الجمعة الماضية، إلا أن أوساطاً إسرائيلياً ما زالت تعرب عن خشيتها من احتواء هذه الصفقة على أسلحة متطورة تفوق قدرتها ما هو متواجد لدى تل أبيب، وتبرر هذه الأوساط مخاوفها، بالقول إن quot;السعودية تدفع مقابل السلاح من أموال النفط، بعكس إسرائيل التي تدفع من أموال المساعدات، وهو ما ربما يشكل إغراءاً للولايات المتحدة الأميركية لبيع دول الخليج أسلحة حديثة جداًquot;.

بينما أعتبر داني ايالون سفير إسرائيل السابق في الولايات المتحدة الأميركية أن زيارة بوش للسعودية، موضوعها الأهم الطلب من الرياض عدم تخفيض إنتاج النفط، بل إحداث زيادة نوعية في حجم الإنتاج، لأن مثل هذه الخطوة ستحول دون فقدان المصداقية الدولية بالدولار الأميركي، الذي يتعرض لهزات عنيفة.

وأضاف ايالون: quot;بوش سيحاول لدى السعوديين الحصول على التزام سعودي باستمرار الحصول على ثمن النفط بالدولار الأميركي فقط، ما يعني أن بوش سيحاول فرض حصار ما على العملات الأخرى، حفاظا على الدولار الأميركيquot;.

وبحسبه فأن السعوديين لن يستفيدوا كثيرا من الطلبات الأميركية. إلا أنهم سيشعرون بان آمالهم باحتمال تمرير صفقة الأسلحة الأميركية للسعودية في الكونغرس الأميركي، ستصبح أكثر احتمالا. وأضاف أيالون: quot;في حين أن موقفهم (السعوديون) إزاء إيران سيصبح أكثر قوة، خاصة وأن السعودية تشعر بالخطر الإيراني، ومعنية جدا بمحاربته أو الحد منه على الأقلquot;.

كما أشار أيالون في الوقت ذاته إلى متانة الحلف الأميركي الإسرائيلي وزيارة بوش الأخيرة، مبيناً في حديث للقناة العاشرة الإسرائيلية إن بوش لم يترك مجالا لإيهود أولمرت كي يطلب منه مساعدة إلا وقدمها قبل أن يطلبها الأخير، وأن بوش تطرف في مواقفه الداعمة وبدون حدود إلى درجة يمكن القول فيها، لم يترك مسالة للبحث مع مضيفيه من الرؤساء والملوك العرب في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو أي توجه قد يجرؤ بعض هؤلاء لبحثه مع الرئيس بوش بشان القرارات الدولية ذات العلاقة.

وبحسب أيالون فأن quot;الرئيس الأميركي أغلق الأبواب وحتى النوافذ الضيقة أمام الزعماء العرب حتى وقبل وصوله إلى عواصمهم وقصورهم، إلى درجة يمكن إثارة السؤال التالي: ما الذي سيفعله بوش لدى مضيفيه من الملوك والزعماء العرب، وهل هناك فعلا ما يستحق ويستوجب زيارات بوش في العواصم العربية؟quot;.

كما اعتبر أيالون أن جولة لا بوش في إسرائيل ورام الله وكذلك في العواصم العربية لها بعد آخر ومهم، وهو أن بوش وكذلك السياسة الخارجية الأميركية، يعرفون تماما بان عنزة أنابوليس لن تدر حليبا، وأهمية انابولس تكمن فقط في اعتبار هذا المؤتمر إشارة إلى استمرارية المسيرة، التي لا يعرف احد إلى أين ستؤدي، وكم من الوقت ستستمر ولذلك فإن بوش يريد منع ظهور شعور باليأس، ويريد القول لمضيفيه، أنا هنا لمنع الجمود والحؤول دون تدهور الأوضاع، نعم يريد القول أن كل ما تشاهدونه وتشعرون به في هذا الإطار غير صحيح.

وأضاف ايالون: quot;أما في الشأن الفلسطيني فان بوش أراد أن يقول للسلطة الفلسطينية ومن خلالها للعرب، أن أميركا هنا، ولن تسمح بالجمود. إلا أن قرار التحرك وأهداف هذا التحرك، فهي شيء آخر، حيث أن المهم عدم نشوب حرب إضافية من النوع الكبير، سيما وان بوش بدأ يشعر بالتعب بسبب الحروب التي كان سببا مباشرا ً في تأجيجها في أنحاء مختلفة من هذا العالم.

وأكد ايالون أن بوش قرر زيارة المنطقة، وإسرائيل بالتحديد، في أيار القادم، وهو يريد المشاركة شخصيا في احتفالات إسرائيل بمناسبة مرور ستين عاما على إقامتها، ولذلك فان جدول أعماله ما زال في حروفه الأولى، إذ أن المهم هو ما لم يكتب حتى الآن، ولاشك من أن هذا الذي لم يكتب سيكون لصالح إسرائيل بشكل مطلق.

وقال ايالون: quot;ومهما قيل وسيقال في زيارة بوش الحالية للمنطقة، فان المهم لدى الإدارة الأميركية استراتيجيا هو عزل إيران، وليس فقط اقتصاديا وسياسيا بل المهم عزلها إيديولوجيا عن محيطها الإسلامي أولا، ومن ثم الدولي، سيما وان إيران تحاول اقتلاع أرجل الولايات المتحدة من الشرق الأوسطquot;.