خلف خلف من رام الله: في ظل المساعي الحثيثة التي تبذلها إسرائيل من أجل إيجاد حل لصواريخ القسام محلية الصنع التي تطلق من قطاع غزة، يتوجه ضباط إسرائيليون الأسبوع القادم إلى تركيا لحضور تجربة على إطلاق صاروخ جديد لاعتراض قذائف صاروخية وقذائف هاون قامت بتطويره شركة أميركية، وتنصب الجهود في اتل أبيب منذ عدة سنوات على تطوير منظومة القبة الفولاذية التي يتوقع أن تكون قادرة على إسقاط الصواريخ والقذائف قصيرة المدى.

ومن المتوقع أن تدخل هذه المنظومة حيز الاستخدام في غضون عامين، وترتكز هذه المنظومة علي صاروخ يقوم باعتراض الصواريخ مثل القسام وقذائف الهاون وكذلك الصواريخ بعيدة المدى، ولكن شركة رفائيل للصناعات العسكرية الإسرائيلية تطالب بميزانية إضافية من اجل التغلب على العقبات التكنولوجية التي تواجهها.

ويقوم مبدأ هذه المنظومة على اكتشاف مكان الصاروخ المعادي خلال مدة قصيرة لا تتجاوز 20 ثانية، ثم متابعة مساره، وإطلاق صاروخ لإسقاطه، وتكلفة هذا الصاروخ تقدر بنحو 25 مليون دولار، وتشير معلومات الخبراء العسكريين الإسرائيليين إلى أن هذه المنظومة لن تدخل الخدمة بالكامل قبل 3-5 سنوات. ولكن المرحلة الأولى من هذه المنظومة فقد تدخل الخدمة نهاية هذا العام.

وتعتبر إسرائيل الصواريخ التي تطلق على أراضيها أكثر التهديدات حساسية في الوقت الراهن، وبخاصة بعد فشلها في التصدي للصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقها حزب الله على شمال إسرائيل خلال حرب لبنان الثانية عام 2006، ويتمتع السلاح الصاروخي بالعديد من المزايا التي تجعلها فاعلا في الحروب، حيث أن قواعد إطلاقه أسهل إنتاجا واستعمالا، كما يعطي السلاح الصاروخي تغطية نارية لمدى أبعد من السلاح المدفعي المعياري.

وأيضا يستعمل السلاح الصاروخي لتغطية سريعة كثيفة، بالإضافة لذلك يُستعمل السلاح الصاروخي لاحتياجات خاصة، فمثلاً يمكن استعمالها بجهاز تحكم من بعيد أو بجهاز تمهيل، وبهذا يمنع كشف النار المضادة للمستعملين. على هذا النحو تستطيع القوة المهاجمة التحرك سريعا، والاختباء، وإطلاق النار والهرب إلى أماكن اختباء أخرى. وهذا الامتياز ليس موجودا في حالة بطاريات مدافع عادية، يصعب إخفاء حركتها أكثر.

ويعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت من أشد المؤيدين لإنفاق ملايين الدولارات على تطوير أي منظومة قادرة على وضع حد للصواريخ محلية الصنع التي تطلق من قطاع غزة، وصرح أولمرت في أكثر من مناسبة بأنه يرفض تحصين المنازل في جنوب إسرائيل وبخاصة في سديروت، وقال: quot;لا يمكن لإسرائيل المواصلة في تحصين نفسها لدرجة الجنونquot;، ويدافع أولمرت عن رأيه، مشيراً إلى أن النشطاء الفلسطينيين يطورون من مدى صواريخهم، وهذا ما سيجعل إسرائيل مع الوقت بحاجة لتحصين نفسها بشكل جنوني.

وتقوم في إسرائيل حالياً موجة من التساؤلات هدف العمليات العسكرية التي تجري في قطاع غزة، والتي قتل خلالها ما يزيد عن 27 فلسطينياً خلال يومين، وقد وجدت هذه التساؤلات مكاناً بارزاً في وسائل الإعلام العبرية.

وكتب الصحافي من اوري مسغاف في صحيفة يديعوت الصادرة اليوم الخميس، يقول تحت عنوان: quot;أيعرف أحد ما هو الهدف؟quot;: quot;الجمهور الإسرائيلي بكل أطيافه السياسية يستحق من قيادته ردا واضحا على سؤال أساس واحد: ما هو الهدف الذي تسعى إسرائيل إليه في المواجهة الحالية في قطاع غزة. وفقط بعد ذلك يمكن استخلاص إستراتيجية، الجدال في التكتيك، إدارة مداولات في المجلس الوزاري وفي المحافل الاستشارية الأخرى. فقد انتهى منذ زمن بعيد تاريخ صلاحية عذر quot;الهدوء، يطلقون النارquot;. فالهدوء على أي حال غير قائم، وضروري الفهم لماذا يطلقون النار، كم يطلقون النار وعلى من يطلقون النارquot;.

كما قالت (يديعوت) في افتتاحيتها: quot;كيف المحاولة لتهدئة جهنم؟ من خلال إشعالها بقوة أكبر. يقتلون كل سنة بضع مئات من سكان جهنم، يخربون البيوت والسيارات وينتظرون إلى أن يهدأ الأمر. هكذا تجري الأمور في غزة، وهكذا يفشل. يقتلون 19 شخصا في يوم واحد، بما في ذلك نجله، وينتظرون أن يسود الهدوء. وعندها وابل من القسام. مثل حرب لبنان الثانية. المعادلة البسيطة: الجيش الإسرائيلي لا يسارع إلى الدخول خشية خسائر كبيرة تلحق بقواتنا. إذن يضربون ضربة قاسية وليست عملية جراحية. يقتلون من الجو الكثيرين ويحصل العكس: بحر من القسام.