إتفاقية إطارية للتعاون النووي مع الإمارات

باريس: أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية اليوم الخميس ان سلطات الامارات العربية المتحدة هي التي ستمول البنى التحتية للقاعدة العسكرية الفرنسية في ابوظبي التي كشف عنها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاسبوع الماضي. وقال لوران تيسير المتحدث باسم الوزارة في اللقاء الصحافي الاسبوعي للوزارة quot;ان تمويل المنشآت سيتم في معظمه من قبل الاماراتيين وباقي التكلفة سنتحملها نحنquot;.

وتندرج هذه القاعدة في اطار اتفاق الدفاع الذي وقع الثلاثاء في ابوظبي لمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي. واضاف المتحدث ان عديد القوات التي ستضمها القاعدة المقدر ب 400 شخص سيكون quot;متغيراquot; بحسب درجة تواجد القوات الفرنسية في المنطقة. واضاف quot;ان ما سنقيمه بطلب من الاماراتيين هو قاعدة دعمquot; مشتركة بين الجيوش تشتمل quot;على وسائل دائمة لدعمquot; العسكريين الفرنسيين الذين يأتون quot;بانتظامquot; هناك لاجراء تدريبات خصوصا.

وقال تيسيير، في تصريحات لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، quot;إن فرنسا حاضرة في المنطقة، ولديها اتفاقات تعاون في مجال الدفاع مع معظم دول الخليج، وتنشر معدات عسكرية بشكل منتظم في هذه المنطقةquot;، وأضاف quot;أما القاعدة المقرر إنشاءها فهي تثبيت لحضورنا ورغبة بتأكيد صداقتنا لدولة الإماراتquot;، وشدد على أن وجود القاعدة العسكرية في أبو ظبي، تضم نحو أربعمائة جندي بشكل دائم، quot;لا يعيد النظرquot; في الوجود العسكري الفرنسي في جيبوتي حيث تنشر باريس نحو ألفين وثمانمائة جندي، مشيرا إلى المصالح الحيوية لفرنسا في إفريقيا.

ونفى الناطق باسم وزارة الدفاع quot;علمهquot; فيما إذا كان موضوع إنشاء القاعدة الفرنسية في أبو ظبي قد نوقش بين باريس وواشنطن، أو أن تكون الأخيرة قد أعربت عن موقف ما بهذا الشأن، وقال quot;لا علم لي برد فعل أميركي حول هذا الموضوع، ولا بردة فعل عن كيفية تعامل باريس مع شركائهاquot;، منوها بأن مسألة إنشاء القاعدة العسكرية تتعلق بالعلاقات الثنائية بين باريس وأبو ظبي، وتأتي ضمن اتفاق الشراكة الإستراتيجية الموقع عام 1995.

وذكر تيسيير أن وزير الدفاع هيرفيه موران ناقش موضوع القاعدة هذا خلال زيارته إلى الأمارات قبل حوالي الشهرين، ورفض بالمقابل التعليق على الانتقادات التي وجهت إلى مشروع القاعدة هذه باعتباره على مقربة من إيران. وكان انتقد زعيم حزي أقصى اليمين الفرنسي، جان ماري لوبان، في بيان الأمس، إنشاء القاعدة العسكرية المعنية واعتبرها quot;استكمالاquot; للجيش الأميركي في مجابهته لطهران.

وتوقع الناطق الفرنسي إنجاز الترتيبات الخاصة بإنشاء القاعدة العسكرية خلال العام الحالي والعام المقبل، وصرح quot;يجري العمل حاليا على تحديد ترتيبات بناء القاعدة من حيث البنى التحتية وغيرها، ولا يوجد جدول زمني محدد حتى الآن ولكن الهدف هو إنجازها خلال عامي 2008 و 2009quot;، وأوضح أن ذلك يعتمد على التقدم في وضع البنى التحتية التي تتكفل دولة الإمارات بتمويلها وتعمل على إعدادها مع رئاسة أركان الجيش الفرنسي.

وكان الناطق باسم وزارة الدفاع أعلن في مؤتمر صحفي اليوم عن النية بإجراء مناورات عسكرية ضخمة في الإمارات خلال شهر آذار/مارس المقبل بمشاركة نحو ألفي عسكري منهم نحو ستمائة عنصر فرنسي وبمشاركة قطرية، وقال إن هذا النوع من التمارين يتم إجراؤه بانتظام، على حد قوله.

وستقام القاعدة على الساحل وسيكون بامكانها استقبال بوارج فرنسية مع احتمال انشاء quot;رصيفquot;، بحسب المصدر ذاته. واضاف ان القاعدة ستكون quot;قادرة على استقبال ودعم الطائرات الفرنسيةquot; التي تأتي لاجراء تمارين عسكرية. وحول احتمال ان تكون القاعدة المقبلة تاعة للسيادة الفرنسية اكد المتحدث ان فرنسا quot;تحترم بالكامل سيادة دولquot; الاستقبال وان ذلك يشكل quot;احد اسبابquot; تثمين حضورها العسكري من قبل شركائها في الخليج.