الياس توما من براغ: حظرت لجنة الانتخابات المركزية الصربية حضور مراقبين من بريطانيا والولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية الصربية التي ستتم الجولة الأولى منها يوم الأحد القادم وذلك بسبب دعم الدولتين لاستقلال كوسوفو الذي يتوقع أن يعلن عنه بعد الجولة الثانية والحاسمة من هذه الانتخابات التي ستتم في الثالث من شباط فبراير القادم .

وقد تقدم ممثلو المجموعات الديمقراطية في صربيا بطلب للجنة الانتخابات لإعادة تقييم القرار التي كانت قد أعلنته سابقا عن عدم الموافقة على حضور مراقين من الدوليتين معللة ذلك بان هذا الأمر سيضر بسمعة صربيا الدولية غير أن اللجنة رفضت هذا الطلب وأصرت على حظرها .

وشدد ممثل الحزب الصربي الراديكالي في لجنة الانتخابات المركزية سلافولوب ميلينكوفيتش على أن مشاركة مراقبين من الولايات المتحدة وبريطانيا ليست موضع ترحيب لان دولتيهما تدعمان استقلال كوسوفو وتريدان تدمير صربيا على حد قوله .
ويرى مراقبون في صربيا أن قرار منع حضور مراقبين من بريطانيا والولايات المتحدة لهذه الانتخابات لمتابعه مدى التزام المعايير الديمقراطي يعتبر مؤشرا على تنامي الشعور المعادي للغرب وتصاعد النزعة القومية في صربيا لاسيما في هذا الوقت حيث يشعر الصرب أن جزءا غاليا من أرضهم أي إقليم كوسوفو سيفقدونه قريبا من خلال إعلان الإقليم انفصاله التام عنهم .

يذكر أن الانتخابات ستشهد تنافسا بين تسعه مرشحين غير انه ينتظر أن ينحصر التنافس الرئيسي بين رئيس الحزب الديمقراطي الرئيس الصربي بوريس تاديتش وبين زعيم الحزب الراديكالي توميسلاف نيكوليتش .

وبالنظر لاشتراك هذا العدد الكبير من المرشحين فان احتمالات الحسم من الجولة الأولى تعتبر ضعيفة ولذلك يتم التوقع بان تجري جولة ثانية بين تاديتش ونيكوليتش وستلعب الأحزاب السياسية الأخرى ولاسيما حزب رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا الحزب الديمقراطي لصربيا دورا حاسما في تحديد من سيترأس صربيا فميل هذا الحزب وأنصاره إلى دعم تاديتش سيؤمن على الأرجح نجاحه في الاحتفاظ بالسلطة في حين أن دعم نيكوليتش سيكون تطورا خطيرا قد يسقط الائتلاف الحاكم من جهة ويجعل صربيا تقف أمام خطر الوقوع في عزلة دولية من جديد وان كان منصب الرئيس في صربيا لا يعتبر قويا لان النظام السياسي الصربي هو برلماني الطابع وليس رئاسيا .