مدريد: انرلقت المعارضة الاسبانية المحافظة في نوبة من الاقتتال الداخلي التي قد تلحق ضررا جما بفرصها في الفوز في الانتخابات البرلمانية المقرر أن تجرى في مارس اذار القادم في الوقت الذي استطاعوا فيه سد الفجوة مع حزب العمال الاشتراكي الحاكم.

والحدث الذي كشف عن وجود خلاف في صفوف قيادات الحزب الشعبي المعارض كان قرار زعيم الحزب ماريانو راخوي في الاسبوع الماضي رفض السماح لالبرتو رويث جالاردون رئيس بلدية مدريد الذي يتمتع بشعبية بخوض الانتخابات البرلمانية.

وقال انتونيو باساجويتي زعيم الحزب الشعبي في اقليم فيزكايا بشمال البلاد في تصريحات لراديو أسبانيا يوم الخميس quot;هذا (القرار) قد يكلفنا الحكومة.quot;

وكان أداء جالاردون وهو ليبرالي اجتماعي مميز في مدريد حيث فاز بحصوله على أعداد كبيرة من أصوات ناخبي اليسار واحتل موقعا بارزا باعتباره الزعيم الوحيد القادر على جذب أصوات الوسط المتأرجح في حزب يهيمن عليه المحافظون الكاثوليك.

ولم يكتم جالاردون خيبة أمله لرفض ترشيحه الذي تردد أنه بسبب تنافسه مع اسبيرانزا أجويري وهو زعيم تقليدي يرأس حكومة مدريد الاقليمية.

ويخشى زعماء الحزب من أن قرار راخوي قد يكلف الحزب أصوات الوسط الحيوية في وقت كان يتطلع فيه الحزب الشعبي الى أن يساعده الاقتصاد الذي يعاني من تراجع على تضييق الفارق بينه وبين حزب العمال الاشتراكي الحاكم المتفوق في استطلاعات الرأي.

وهيمن الخلاف بين الجناحين التقليدي والليبرالي للمحافظين على الصحف الاسبانية. ويرى بعض حكماء الحزب الشعبي أن الانقسام مقدمة لمعركة على زعامة الحزب.

quot;راخوي ينتحرquot; هكذا جاء العنوان الرئيسي لصحيفة ايه بي سي الاسبانية المحافظة بينما شبه مقال في صحيفة الموندو المحن التي يعاني منها الحزب بالمشاحنات الشهيرة بين quot;نجوم كرة القدمquot; التي تفجرت في عرف تبديل الملابس في نادي ريال مدريد.

بل ان الصحافة اليسارية وفي مقدمتها صحيفتا البايس والبوبليكو كانت أعنف في انتقاداتها لتصرفات الحزب الشعبي حيث نشرت على الصفحات الاولى تقارير اخبارية تبرز الفوضى في صفوف المحافظين.

يأتي الخلاف المدمر في أعقاب تحسن تدريجي في وضع الحزب في استطلاعات الرأي خلال الاشهر القليلة الماضية فيما بدأت علامات على أن تعثر الازدهار الاقتصادي في أسبانيا وضع الاشتراكيين في موقف صعب.

وكشفت استطلاعات الرأي في الاونة الاخيرة عن تضييق الفارق مع حكومة رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو الى ما يتراوح بين اثنين وأربعة في المئة فقط وقال محللون ان المنافسة محتدمة بحيث لا يمكن التكهن بنتائج الانتخابات.

كذلك كان ماريانو فراجا أحد حكماء الحزب الشعبي الذي كان مستشارا سياسيا لجالاردون منزعجا من النتائج المترتبة على الخلاف.

وقال فراجا وكان وزيرا في عهد الدكتاتور فرانكو وهو الان عضو مجلس شيوخ quot;هذا القرار سيكلف الحزب الكثير من الاصوات.quot;

حتى ادواردو زابالانا المؤيد لراخوي اعترف بأنه كان من الممكن التعامل بطريقة أفضل مع استبعاد جالاردون وقال باسجويتي ان القضية تبدو له تماما كالتمزق الذي يسبق تنافسا على القيادة.

وقال quot;ربما يستعد شخص ما لخلافة (راخوي).quot;

واذا لم تكن قيادة راخوي موضع تساؤل قبل قضية جالاردون فقد أصبحت كذلك الان حيث يتهمه منتقدون بأنه تحت امرة رئيس الوزراء السابق خوسيه ماريا أثنار.

واختار أثنار راخوي لخلافته. لكن وزير الداخلية الاسبق الملتحي وجد صعوبة في كسب عطف الجمهور حيث وصفه صحفي يميني بأنه quot;أبو الهول ولاماركا (الصحيفة واسعة الانتشار المتخصصة في كرة القدم) هي الصحيفة الوحيدة التي يقرأها بانتظام.quot;

اسبانيا والبرتغال تنويان المشاركة معا في مهمات سلام

من جهة ثانية اعلن رئيسا الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو والبرتغالي جوزيه سوكراتس في ختام قمة ايبيرية عقدت في براغا شمال البرتغال السبت ان البلدين ينويان المشاركة معا في مهمات سلام في المستقبل.

وقال ثاباتيرو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البرتغالي quot;ان لدى بلدينا مصالح مشتركة في مجال الامن والدفاع ومن المفيد ان نكثف تبادل المعلومات والتعاون العملاني بين جيشيناquot;.

وكان رئيسا الوزراء الاسباني والبرتغالي ترأسا مساء الجمعة الاجتماع الاول لمجلس الامن والدفاع البرتغالي الاسباني الذي تم انشاؤه خلال الاجتماع الاخير للقمة الايبيرية في باداخوس غرب اسبانيا عام 2006.
واعتبر ثاباتيرو السبت ان هذا المجلس quot;يمكن ان يقدم اطارا لمهمات سلام نتشارك فيهاquot;.

من جانبه تطرق رئيس الحكومة البرتغالية الى quot;انشاء برنامج يلحظ المشاركة بين البلدين في جهود السلام في العالمquot;.

كما اعتبر سوكراتيس من جهة ثانية ان quot;تحولاquot; تحقق خلال القمة الايبيرية الثالثة والعشرين quot;لانها افسحت المجال لطموح اكبر ولتنوع اوسع للتعاون السياسيquot; بين البلدين.
وشارك في هذا الاجتماع نحو عشرة وزراء من كل طرف وتم التوقيع خلاله على اتفاقات عدة تتعلق بالسوق الايبيرية والكهرباء والتعاون العلمي بين البلدين.