الياس توما من براغ: تتسم الانتخابات الرئاسية الصربية التي تجري منذ صباح اليوم بأهمية حاسمة بالنسبة لمستقبل التطورات السياسية اللاحقة في صربيا وذلك بالنظر لكونها تتزامن مع تحديين كبيرين يواجهان بلغراد الآن الأول إخفاق المحادثات الصربية الألبانية بشان الوضع النهائي لإقليم كوسوفو وبالتالي توقع إعلان استقلال الإقليم الشهر القادم والثاني موضوع استمرار التكامل مع الاتحاد الأوربي أو الانحراف عن هذا الطريق على خلفية الموقف من موضوع استقلال كوسوفو .

وعلى الرغم من دخول تسعه مرشحين انتخابات اليوم هم الرئيس الحالي بوريس تاديش مرشحا عن الحزب الديمقراطي المشارك في الائتلاف الحاكم وتوميسلاف نيكوليتش مرشح الحزب الراديكالي الصربي أقوى الأحزاب في البرلمان الصربي ويوغوسلاف دوبريتشانين من الحزب الإصلاحي وفيليمير إليلتش من حزب صربيا الجديدة وإشتفان باستور من التحالف المجري وماريان ريستيتشيفيتش من الحزب الفلاحي الشعبي وتشيدومير يوفانوفيتش من الحزب الليبرالي الديمقراطي وميلوتين مركونيتش من الحزب الاشتراكي لصربيا وميلانكا كاريتش من حركة قوة صربيا إلا أن التنافس الرئيسي ينحصر بين تاديتش ونيكوليتش .

ويمثل الرئيس تاديتش البالغ من العمر 50 عاما جناحا معتدلا على الساحة السياسية الصربية وهو يرفض استقلال إقليم كوسوفو كأغلب المرشحين الرئاسيين الآخرين لكنه يشدد في نفس الوقت على أن لا خيار أمام صربيا سوى استمرارية التكامل مع الاتحاد الأوروبي بغض النظر عن موقف الأخير من استقلال كوسوفو ولذلك يحذر من أن الابتعاد عن هذا الطريق سيضر بمصالح صربيا الاقتصادية والسياسية ويجعلها في حالة من العزلة .

وعلى خلاف تايديش فان زعيم الحزب الراديكالي نيكولاي نيكوليتش البالغ من العمر 55 عاما مشهور مع حزبه بمواقفهما الراديكالية من قضايا مختلفة في السياسيتين الداخلية والخارجية ومن الموقف من حقبة ميلوشوفيتش أما في موضوع كوسوفو فيدعو إلى التخلي عن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والى توجه صربيا نحو روسيا في حال اعتراف الاتحاد الأوربي باستقلال كوسوفو .

وبالنظر للتوقعات القائمة بان نسبة المشاركة في جولة اليوم ستكون اقل من خمسين بالمائة والتشتت المتوقع للأصوات بين المرشحين التسعة وإمكانية حصول نيكوليتش على 33% من الأصوات مقابل 30% لصالح تاديتش فان احتمالات حسم السباق الرئاسي في جولة اليوم يعتبر ضعيفا جدا وبالتالي سيحتاج الأمر إلى جولة ثانية وحاسمة في الثالث من شباط فبراير القادم وسيدخلها على الأرجح كما جرى في انتخابات عام 2004 تاديتش مع نيكوليتش .

ويبدو من خلال توزع الأصوات بان القاعدة الانتخابية لحزب رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا وهو الحزب الديمقراطي لصربيا هي التي ستحسم في الجولة الثانية على الأرجح فيما إذا كان سيبقى تاديتش لأربعه أعوام في منصبه الحالي أم أن التغيير سيحل في الرئاسة الصربية الأمر الذي إذا ما حصل أي وصول نيكوليتش إلى السلطة سيعني توقع خلافات بين أحزاب الائتلاف الحاكم ولاسيما بين حزبي تاديتش وكوشتونيتسا واتجاه صربيا من جديد نحو حالة من العزلة الأوربية ونحو تبني مواقف متشددة على الصعيد البلقاني ولذلك شددت وزيرة الخارجية النمساوية عشية الانتخابات الرئاسية الصربية بان بلغراد تقف أمام مفترق طرق هام وان الشعب الصربي عليه أن يختار إما الاستمرار على طريق التكامل مع أوروبا أو الانقطاع عن بقية أوروبا .