مبارك يهاتف أولمرت وباراك واجتماع لمجلس الجامعة
تحرك دبلوماسي مكثف في القاهرة لإنهاء حصار غزة

نبيل شرف الدين من القاهرة: شهدت العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الإثنين، تحركًا واسعًا ومكثفًا على عدة مستويات، لمواجهة التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، ففضلاً عن اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، لمناقشة التطورات في غزة، فقد أجرى الرئيس المصري حسني مبارك اليوم عدة إتصالات هاتفية بكل من إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي، وإيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي، واكتفى المتحدث باسم الرئاسة المصرية بالقول إن مبارك أكد خلال اتصالاته بالمسؤولين الإسرائيليين ضرورة التوقف فورًا عن إجراءتها لمحاصرة قطاع غزة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلييؤديدورًا بارزًا في سبيل إقناع حكومته باتخاذ قرار الإبقاء على الإغلاق التام والحصار على قطاع غزة الذي كان المبادر إليه بعد إعلانه يوم الخميس الماضي .

على الصعيد ذاته، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية إن وزيرها أحمد أبوالغيط تلقى اليوم الاثنين اتصالاً هاتفيًَا من خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، تناولا خلاله تطورات الوضع الخاص بقطاع غزة، وما تعانيه نتيجة قطع إمدادات الوقود، وما ترتب على ذلك من تعطل محطة الكهرباء الرئيسة التي تغذي القطاع.

ومضى المتحدث باسم الخارجية المصرية قائلاً إن أبا الغيط وضع مشعل في صورة الاتصالات التي أجراها على الصعيدين الدولي والإقليمي، بهدف حمل إسرائيل على إنهاء تلك الحصار على غزة بشكل فوري .

وكان وزير الخارجية المصري قد إلتقى نبيل شعث مبعوث رئيس السلطة الفلسطينية إلى القاهرة، لمناقشة الموضوع ذاته حيث شهد اللقاء تنسيق الجهود الفلسطينية المصرية الهادفة إلى مساعدة أهالي قطاع غزة من المأساة الإنسانية التي يواجهونها بسبب انقطاع الكهرباء وإمدادات الوقود من إسرائيل.

وزاري عربي
وفي القاهرة أيضًا شارك نواب مصريون من المعارضة والمستقلين والمحسوبين على جماعة quot;الإخوان المسلمينquot;، في مسيرة بدأت من أمام مجلس الشعب (البرلمان) وسط القاهرة، وتنتهي عند مقر جامعة الدول العربية، ثم عقدوا بعد ذلك مؤتمرا صحافياً، طالبوا فيه الدول العربية بضرورة الإسراع في تقديم المساعدة الفورية وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة .

كما شهد مقر الجامعة العربية بالقاهرة اليوم الاثنين اجتماعا برئاسة عبد القادر حجار مندوب الجزائر لدى الجامعة، ناقش الوضع في غزة واستمرار إسرائيل في حصار قطاع غزة، وكشف مصدر دبلوماسي عن أن اجتماع المندوبين الدائمين يستهدف ترتيب لعرض هذه القضية، على صدارة جدول اجتماع وزراء الخارجية العرب المرتقب في القاهرة .

كما ناقش اجتماع المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية أيضًا مذكرة تفصيلية أعدتها الأمانة العامة للجامعة تشرح فيها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية عمومًا وخاصة في قطاع غزة، وتبحث مدى إمكانية وضع خطة عربية شاملة للتعامل مع هذه الاعتداءات، وقد وصفت بأنها تتضمن حزمة من الإجراءات الدبلوماسية والسياسية .
من جانبه، قال السفير حسين عبد الخالق مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية إن الاجتماع جاء بناء على رغبة مشتركة بين الجامعة العربية والسلطة الفلسطينية، وتوقع أن يكون هذا الموضوع على رأس جدول أعمال وزراء الخارجية العرب المزمع في القاهرة .

وكان عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية قد دعا اللجنة الرباعية الدولية والأمم المتحدة إلى عدم الاكتفاء بتوجيه النداءات والتحرك الفوري للسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة، والعمل على إنهاء المأساة التي يعاني منها سكان القطاع، وتفادي إنهيار مفاوضات التسوية السلمية الجارية على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي .

يذكر أن إسرائيل تشن منذ عدة أيام هجمات مكثفة على قطاع غزة أدت إلى قتل عشرات الفلسطينيين في حملة تقول إنها تستهدف بالدرجة الأولى ملاحقة النشطاء الذين أطلقوا نحو 230 صاروخًا على مستوطنات إسرائيلية، وتعهد الجنرال غابي أشكنازي رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، بمواصلة قواته ما أسماه : quot;القيام بكل ما هو ضروري لإعادة الهدوء والأمن إلى المنطقة المحيطة بقطاع غزةquot;، وفق ما نقل عنه من تصريحات للصحف الإسرائيلية .