اسامة العيسة من القدس : وجد نشطاء اليمين الإسرائيلي، طريقة اعتبروها مثالية، لمواجهة أي قرار للحكومة الإسرائيلية بإخلاء ما يطلق عليها النقاط الإستيطانية العشوائية في الضفة الغربية. وتعتمد الطريقة الجديدة، على الأغنام والماعز، حيث تحول المزيد من المستوطنين اليهود إلى رعاة، لحماية النقاط الاستيطانية العشوائية، ويقولون إذا كانت القوات الحكومية تستطيع إزالة المنازل المتنقلة التي وضعوها على قمم الجبال الفلسطينية، فإنها لا تستطيع quot;إزالةquot; الأغنام والماعز التي بوساطتها يمكن المحافظة على الوجود اليهودي الاستيطاني في النقاط العشوائية.

وقبل سنوات اخترع المستوطنون مصطلح المستوطنات غير القانونية لوصف النقاط الاستيطانية العشوائية، والهدف إضفاء الشرعية على المستوطنات الأخرى quot;القانونيةquot;. وعشية زيارته الأخيرة لإسرائيل، حث الرئيس الأميركي جورج بوش، الحكومة الإسرائيلية بإزالة النقاط الاستيطانية quot;غير القانونيةquot; لأنها برأيه تعرقل إطلاق عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبسبب موقفه هذا، رد المستوطنون بإقامة ثلاث نقاط استيطانية عشوائية.

وذكر تقرير لصحيفة يديعوت احرنوت، أن المستوطنين أطلقوا المزيد من قطعان الماشية بين التلال والجبال، لتساعدهم في quot;اسرquot; المزيد من الأراضي، وتحول دون أي عملية إخلاء لهم.

وقال بينتز جوبشتاين، وهو أحد ناشطي المستوطنين quot;بهذه الطريقة الفريدة، نتمكن من الوصول إلى أراض إضافية وضمها لنا بدون استخدام المنازل المتنقلة أو المقطوراتquot;.ولجأت مجموعة من المستوطنين تطلق على نفسها اسم (هاسيديا مئير) إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية، عن طريق غرس الأشجار في الحقول غير المأهولة في تلال الضفة الغربية.

وتعتبر هذه المجموعة الحاخام اليهودي مئير كهانا، الذي قتل في الولايات المتحدة الأميركية قبل نحو عشرين عامًا، مثلاً أعلى لها. وكهانا هو مؤسس منظمة يهودية متطرفة أخرجت عن القانون في إسرائيل، وفي بداية انتفاضة الأقصى، قتل ابنه وزوجته الذين كانوا يقطنون مستوطنة قرب مدينة رام الله، في كمين نصبه فلسطينيون.

ولأن هذا العام، كما يبدو، هو سنة محل، لعدم تساقط الأمطار، فإن زراعة الأشجار قد لا تنجح بالنسبة إلى مجموعة (هاسيديا مئير)، لذا فكر أعضاؤها بأسلوب جديد، وهو الاستعانة بالأغنام والماعز.وأطلقوا حملة بعنوان (الماعز الأشجار)، واستقدموا قطعانًا من الماعز، لتحقيق حلمهم التوراتي بالسيطرة على الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية التي يعتبرونها جزءًا لا يتجزأ من دولة إسرائيل.

وقال جوبشتاين quot;إطلاق عشرات من رؤوس الماعز للرعي في الأرض، يخلق حقائق على الأرض بكل معنى الكلمة، ويثبت أن هذه الأرض هي حقًا لنا، وفي المقابل فإن العرب لا يمكنهم أن يفعلوا شيئًا حيال هذه الأغنام، أنها ليست مثل مقطورة يمكن أن تثير الاشكالاتquot;. ولأن هذا المشروع، الإستيطان بوساطة الماعز والأغنام، سيكون مكلفًا، فإن المجموعة الاستيطانية التي تتبناه، أطلقت حملة تبرعات داخل إسرائيل وخارجها، من اجل جمع الأموال، لشراء رؤوس الماعز واطلاقها في أراض الفلسطينيين.

ويكلف كل رأس من الماعز 600 شاقل، أي نحو 150 دولارًا، وحسب القائمين على المشروع، فإن الأموال تدفقت عليهم من الداخل والخارج، ويستعدون الان لشراء 400 راس من الماعز خلال الأسابيع القليلة المقبلة.وستعطى هذه الأغنام إلى المستوطنين الذين سيبدون عناية بها، ويقدمون لها الطعام يوميًا، ويكونون مسؤولين عن رعايتها في التلال والأودية الفلسطينية، لتصبح quot;يهوديةquot; بحكم الواقع والحقائق على الأرض.