البرلمان العراقي يقر علم البلاد السادس منذ 1921
رفع النجوم الثلاث ولفظ الجلالة بالأخضر الكوفي
أسامة مهدي من لندن : أقر مجلس النواب العراقي اليوم علم البلاد الجديد هو السادس منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 تلبية لمطالب تقدمت بها رئاسة إقليم كردستان ورفضها رفع العلم القديم الذي قالت إنه تحت ظلاله جرت جرائم إبادة الأكراد في عمليات الأنفال عام 1988 .
رفع النجوم الثلاث ولفظ الجلالة بالأخضر الكوفي
أسامة مهدي من لندن : أقر مجلس النواب العراقي اليوم علم البلاد الجديد هو السادس منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 تلبية لمطالب تقدمت بها رئاسة إقليم كردستان ورفضها رفع العلم القديم الذي قالت إنه تحت ظلاله جرت جرائم إبادة الأكراد في عمليات الأنفال عام 1988 .
وأبلغ مصدر نيابي إيلاف اليوم أن المجلسوافق في جلسة صباحية وبعد قراءة ثالثة لقانون علم البلاد الشكل الجديد له . واشار الى أن ألوان العلم الرئيسة وهي الاحمر والابيض والاسود ستبقى على حالها لكن النجوم الثلاث التي تتوسطه والتي كانت ترمز الى اهداف حزب البعث المحظور الذي حكم العراق منذ عام 1968 ولغاية 2003 وهي (الوحدة والحرية والاشتراكية) قد ازيلت منه. واشار الى ان لفظة (الله اكبر) ستكتب بالخط الكوفي الاخضر وتتوسط العلم كما هو الامر في العلم الحالي . وكان رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين قد اضاف لفظ الجلالة الى العلم عام 1991 في محاولة لكسب العالم الاسلامي لمواجهته مع الغرب اثر احتلاله للكويت عام 1990 .
وتمت الموافقة على العلم بعد أن تم عرض أربعة مقترحات لشكله الجديد .. الأول يقول بإسقاط النجوم والإبقاء على لفظ الجلالة (الله) باللون الأخضر والثاني يقضي بتغير خط لفظ الجلالة للخط الكوفي وكتابته باللون الأصف ،أما الثالث فيقضي بكتابة لفظ الجلالة (الله) باللون الأزرق بينما الرابع يقضي بإبقاء العلم على ما هو عليه مع تغير مفاهيم رموزه.
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني قد تقدم الشهر الجحالي بطلب الى مجلس النواب بتغير العلم الحالي أو إيجاد علم جديد ليتم رفعه في اجتماع البرلمانات العرب المزمع عقده في نيسان من الشهر المقبل.
ودخل مشروع تغيير العلم العراقي مرحلته الاخيرة مؤخرًا من خلال تقديم عدد من اللجان مسودات تقترح الابقاء على الشكل العام للالوان حلاً وسطًا مع حذف النجمات الثلاث التي اختلفت الكتل حول تفسيرها حيث ذهب التحالف الكردستاني إلى رفض النجمات بوصفها تمثل الوحدة والحرية والاشتراكية .
ودخل مشروع تغيير العلم العراقي مرحلته الاخيرة مؤخرًا من خلال تقديم عدد من اللجان مسودات تقترح الابقاء على الشكل العام للالوان حلاً وسطًا مع حذف النجمات الثلاث التي اختلفت الكتل حول تفسيرها حيث ذهب التحالف الكردستاني إلى رفض النجمات بوصفها تمثل الوحدة والحرية والاشتراكية .
وقال خبراء إلتحقوا بالبرلمان مؤخرًا ان النجمات كانت ترمز إلى الوحدة بين العراق وسوريا ومصر في 17 نيسان (ابريل) عام 1963. ووقف بعض النواب من داعمي مبدأ المحاصصة الي المطالبة بتثبيت ان النجمات الثلاث تعني التقسيمات الثلاثة الشيعة والسنة والكرد. وقال نائب رئيس البرلمان العراقي خالد طيفور(كردي) اننا نقبل بالعلم الحالي اذا خضع لتفسير جديد منصوص عليه قانون بأن النجمات أو الألوان لا تمت بصلةإلى مرحلة النظام العراقي السابق. لكن خبيرًا في لجنة المسودات اشار الى ان اعتراض الاكراد علي العلم بوصفه كان غطاء لمجازر الانفال ليس بمحله لأن العلم الحالي يختلف بشكله ونصه القانوني حيث تمت عمليات الانفال عام 1988 في حين ان علم الله أكبر تم تشريعه عام 1991 بالتزامن مع حرب الكويت. وقد طالب التركمان ان تكون كلمتا (الله اكبر) بلون أزرق أو بنفسجي رمزاً للتركمان في العراق .
وبإستجابة مجلس النواب العراقي لمطالب الأكراد بتغيير العلم العراقي الحالي بعد رفضهم رفعه في إقليم كردستان الذي يحكمونه يسجل العراق رقما قياسيا في تغيرر إعلامه الوطنية منذ إعلان دولته المستقلة الحديثة عام 1921 وحتى العام 2008.
فقد قرر النواب العراقييون في إجراء يهدف إلى حل مشكلة تهديد حكومة إقليم كردستان بعدم رفع العلم العراقي الحالي خلال إنعقاد مؤتمر البرلمانيين العرب في أربيل عاصمة الإقليم أواخر الشهر المقبل تغيير شكل العلم الحالي بسبب إعتراضات بأنه العلم الذي نفذ فيه النظام السابق جرائمه ضد الأكراد .. لكن هذا العلم سيكون مؤقتا لمدة عام واحد لحين إختيار بديل دائم سيكون السادس في تاريخ البلاد .
خلافات سياسية حول العلم
وفي ايلول (سبتمبر) من عام 2006 اعلن رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني رسميًا منع رفع العلم العراقي الحالي في انحاء الاقليم، مشيرًا الى ان انزال هذا العلم حق طبيعي للاكرد الذين ارتكب النظام السابق في ظله جرائمه ضدهم واصفًا معارضي قراره بالشوفينيين لكن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رفض ذلك . واضاف بارزاني في كلمة امام جلسة للمجلس الوطني الكردستاني (البرلمان) عقدها في مدينة اربيل عاصمة الاقليم إن قرار انزال العلم جاء بسبب الجرائم التي ارتكبها نظام صدام حسين السابق ونفيذ فيه حكم الاعدام جرائها فيما بعد .
واشار الى ان الجرائم ضد الاكراد قد ارتكبت في ظل هذا العلم quot; لذلك نرفض هذا العلم وطلبنا من البرلمان العراقي اقرار علم جديدquot;. وقال إن quot;هؤلاء الذين يعارضون قرار انزال العلم هم الشوفينيون الذين يريدون أن نبقى بخدمتهم الى الأبدquot;. وأكد في كلمته التي نقلها التلفزيون الكردستاني quot; اننا طلبنا من البرلمان العراقي اقرار علم جديد للبلاد بدلاً من العلم السابقquot; واوضح ان انزال العلم العراقي في المؤسسات الرسمية بالاقليم حق طبيعي للاكراد. واضاف quot;نرفض لغة التهديد من أي احد ، وقرارنا انزال العلم البعثي هو من حقنا ولتنظيم امورناquot;.
لكن المالكي اعترض على قرار بارزاني في منع رفع العلم العراقي الحالي في الاقليم، مشددًا على ان هذا العلم هو الوحيد الذي يجب ان يرفع على كل شبر من ارض العراق . واكد المالكي في بيان للمكتب الصحافي لرئاسة مجلس الوزراء ان العلم الحالي يجب ان يرفع في كل مكان من العراق حتى يتخذ مجلس النواب قرارًا بشأنه وفقًا للدستور .
وتسبب رفع العلم العراقي الحالي الكثير من الخلافات بين القيادات الكردية والعراقية خلال السنوات الاربع الاخيرة التي اعقبت سقوط النظام السابق نتيجة إصرار الجانب الكردي على رفض العلم القديم وكذلك العلم الجديد الذي إقترح من قبل مجلس الحكم المنحل، واكتفى الأكراد برفع علم ثورة 14 تموز عام 1958 خلال هذه السنوات كحل وسط لتجاوز الخلافات. ومؤخرًا بعث بارزاني برسائل الى رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني ورئيس الوزراء نوري المالكي يطلب فيها إيجاد حل لمسألة العلم العراقي قبل إنعقاد مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي المقرر بمدينة اربيل اواخر الشهر المقبل حيث قام البرلمان العراقي بتشكيل لجان مختصة بهذه المسألة .
وقد نصت المادة 12 من الدستور العراقي الجديد الذي صودق عليه في استفتاء شعبي عام 2005على quot;ينظم بقانون علم العراق وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز الى مكونات الشعب العراقي وهكذا فإن الدستور لم يوافق على العلم العراقي الموجود والمرفوع حالياً في الدوائر الرسمية وانما اشترط اصدار قانون جديد للعلم العراقي. وعلى هذا القانون الذي يتولى مجلس النواب اصداره وفق احكام المادة 61 من الدستور ان يأخذ بالاعتبار مكونات الشعب العراقيquot; .
التعليقات