فرنسا تجدد تأييدها للمبادرة العربية بشأن أزمة لبنان

باريس، بيروت: جددت فرنسا اليوم تأييدها الكامل للجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية للتوصل الى حل للأزمة السياسية اللبنانية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينو في تصريح صحافي ان المبادرة العربية التي أعلنها وزراء الخارجية العرب في الخامس من الشهر الجاري quot;استخدمتquot; بعض الأفكار التي تقدمت بها فرنسا في وقت سابق.

وأضاف مارتينو أن هذه الأفكار تتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية بالاجماع هو قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي اتفقت على انتخابه جميع الأطراف على أن يتم بعد ذلك وبسرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية وأخيرا وضع قانون جديد للانتخابات النيابية.

وعبر عن quot;خيبة أملquot; فرنسا من تأجيل جلسة الانتخاب الرئاسية التي كانت مقررة يوم الاثنين الماضي بعد اخفاق الأفرقاء في التوصل الى اتفاق معبرا عن أمله احترام الموعد الجديد للجلسة الذي حدده رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في ال11 من شهر فبراير المقبل.

واستبعد مارتينو اجراء محادثات مع سوريا عن لبنان حتى ترى فرنسا quot;خطوات جدية من سورياquot; للمساعدة على حل الأزمة السياسية اللبنانية.

وقال المتحدث انه لا يستطيع تأكيد وجود اتصال بين المكتب الرئاسي الفرنسي الذي يتولى الملف اللبناني ورئيس تكتل (التغيير والاصلاح) النيابي العماد ميشال عون.

ويعاني لبنان فراغا رئاسيا منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في ال24 من شهر نوفمبر الماضي.

يأتي ذلك بينما دعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان اليوم جميع اللبنانيين الى التعاون لاخراج البلاد من الازمات السياسية والاقتصادية والمعيشية.

وقال قبلان في تصريح صحافي quot;نمر في أيام عصيبة يعيش الناس فيها حيرة وقلقا واضطرابا فلا يوجد ما يطمئنهم ويهدىء خواطرهم ويبدد هواجسهم.. فهم لا يقر لهم قرار لأن الازمة مستمرة ولم تبصر طريق السلامة بنضوج حل يخرج البلد من ازمته فيما يعيش لبنان على رمال متحركة فيما الناس تنتظر الحلquot;.

ودعا الى معالجة الامور quot;بالحكمة دون الخروج عن العقلانيةquot; مطالبا المسؤولين بتشكيل لجان مشتركة من قبل الدولة والنقابات للبحث في معالجة المشكلة سيما وان التحرك نقابي وليس سياسيا.

ورأى ان لبنان يحتاج الى علاج سريع وفعال ليخرج من أزماته الصحية والمعيشية والتربوية والاقتصادية.

ونفذت اتحادات النقل البري والزراعي اليوم اضرابا في كافة المناطق اللبنانية احتجاجا على تدني الاجور وارتفاع اسعار المحروقات وسط انتشار امني كثيف منعا لأي اعمال مخلة بالامن.

من جهة ثانية أكد نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف هنا اليوم دعم بلاده للمبادرة العربية التي أعلنها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارىء في الخامس من الشهر الجاري لحل الأزمة السياسية في لبنان.

وشدد سلطانوف في تصريح صحافي عقب لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري على دعم روسيا للاتصالات التي يجريها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للمساعدة على حل الأزمة الراهنة.

واعتبر أن quot;اللبنانيين قطعوا شوطا كبيرا من التوافق على رئيس للجمهوريةquot; معربا عن ارتياحه لما قد يصدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الأحد المقبل.

وكان سلطانوف الذي وصل أمس الى بيروت قادما من دمشق قد عقد اجتماعين منفصلين مع كل من رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس (كتلة المستقبل) النيابية النائب سعد الحريري ووزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ.

ويلتقي سلطانوف في وقت لاحق قائد الجيش العماد ميشال سلميان المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية بالاضافة الى شخصيات سياسية أخرى.

يذكر أن وزارة الخارجية الروسية دعت في بيان لها أخيرا القوى اللبنانية كافة الى الاستجابة للمبادرة العربية خاصة في هذه الظروف التي يعاني فيها لبنان فراغا في سلطة الرئاسة وما ينجم عن ذلك من مأزق خطير.

ويعاني لبنان فراغا رئاسيا منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في ال24 من شهر نوفمبر الماضي.